الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رشا العبيدي: جيلنا مظلوم

رشا العبيدي: جيلنا مظلوم
25 يونيو 2009 01:05
العبيدي في دور «هند» بمسرحية «الحامي والحرامي» حصولها على جائزة أفضل ممثلة دور ثان من أيام الشارقة المسرحية العام الماضي عن دورها في مسرحية «صرخة» من تأليف إسماعيل عبد الله وإخراج إبراهيم سالم، ليس هو كل رصيدها في مسيرتها مع عالم التمثيل الذي دخلته عام 1998 بمسرحيتين دفعة واحدة هما: «مبروك» و»القنديل» من خلال ورشة تدريبية.. نتحدث عن الممثلة الإماراتية الشابة رشا العبيدي التي تحتفظ برصيد جيد من الأعمال في المسرح والتلفزيون، من أهمها دورها في مسرحية «المهاجر» من إخراج الدكتور حبيب غلوم عن نص للكاتب الفرنسي العربي الأصل جورج شحادة بعنوان «مهاجر بريسبان». عن تجربتها والعديد من القضايا المتعلقة بالمسرح الإماراتي تحدثت العبيدي على هامش مشاركتها بدور «هند» في مسرحية «الحامي والحرامي» من إعداد إسماعيل عبدالله وإخراج حسن رجب والتي اختتمت عروضها مؤخراً على مسرح أبوظبي وحققت اقبالا جماهيرياً كبيراً. الخطوة الأولى عن البدايات تقول: بدايتي مع فن المسرح والتمثيل مثل بداية أي فنانة محلية، مواجهة للعديد من الصعوبات بسبب الظروف الاجتماعية ونظرة الناس إلى مهنة التمثيل، ومع ذلك واصلت تجربتي بمسرحية بعنوان «بقايا جروح» من تأليف إسماعيل عبدالله وإخراج ناجي الحاي. وفي مجال الدراما التلفزيونية شاركت في جملة من الأعمال من بينها: ريح الشمال، حاير طاير، هديل الليل من تأليف أمين صالح وإخراج البحريني مصطفى رشيد. بداياتي بحمد الله موفقة اذ أن الحظ حالفني بالالتقاء بنخبة ممتازة من المؤلفين والمخرجين الذين قدموا لي الدعم والتوجيه لتجنب بعض المصاعب في مهنة التمثيل والوقوف على خشبة المسرح. وترى رشا العبيدي أن المسرح الإماراتي يشهد تطوراً ملحوظاً سواء على مستوى المهرجانات وبخاصة مهرجان مسرح الشباب، ومهرجان مسرح الطفل، أو على مستوى تفاعل الأجيال المسرحية مع بعضها البعض، والدعم الرسمي، الا أنه ومع كل ذلك هناك مشكلة تكمن في ضعف الإقبال الجماهيري على عروض المسرح، وربما يعود ذلك إلى غياب الدعاية والإعلان ومتابعة العروض المسرحية وتوجيه الجمهور اليها، بمعنى آخر جمهورنا غائب عن المسرح، بالطبع بنسب متفاوتة اذ أن بعض العروض تحقق نسبة متابعة جماهيرية عالية. المسرح والجمهور وبرأي العبيدي أن غياب الجمهور عن عروض المسرح، هو قضية شائكة وتخص المؤسسات المعنية بالإعلام والثقافة والنهوض بالقطاع المسرحي، علينا تسويق مسرحياتنا عبر العديد من القنوات الإعلانية، وعلينا أيضا تقديم مضامين وأفكار تهم الناس وتتابع قضاياهم قبل الاهتمام بالشكل المسرحي والإبهار. نحن لا ننكر أن عزوف الجمهور عن المسرح هي قضية عالمية، بعد التصادم الذي نراه بين المسرح ووسائل الترفية عبر ثورة المعلومات، لكن هذا لا يعني أن نترك المسرح وهو أهم وسيلة ثقافية جماهيرية يترنح دون أن نجد علاجا لهذه المشكلة.. علينا أن نهتم بإيجاد اعلان حقيقي يوجه الناس لمتابعة المسرحيات المحلية ضمن مشروع وطني يعمل على النهوض بهذا الفن العظيم. كما يجب دعم مشروع المسرح الجوال وإيصال ثقافة المسرح الى كافة أبناء الإمارات من خلال الجهود الرسمية وتعاون الفرق الخاصة. وعن قلة عدد الممثلات الإماراتيات تقول: عدد الممثلات المتواصلات مع المسرح بشكل جدي نادر جدا بالقياس الى حجم الإنتاج المسرحي والمهرجانات، بل هناك تناقص في الإعداد وتسرب بعضها والتراجع عن استكمال وانضاج التجربة بسبب الفكرة الخاطئة للمجتمع عن المرأة الممثلة، وقد تأثرت أنا شخصيا بهذا الأمر، حيث أنقطع عن المسرح ومن ثم أعود اليه، وهذا بالطبع يؤثر على الخبرة التراكمية في الأداء والتعمق في العمل الابداعي. ولهذا اخطط حاليا للاتجاه الى دراسة الإخراج التلفزيوني وممارسة العمل كمخرجة درامية، وقد أجمع بين التمثيل والإخراج. ولكن بالمنظور الحالي ما زلنا كممثلات نعاني لتحقيق طموحاتنا بانطلاقة حقيقية في العمل المسرحي. أيام الشارقة وتتحدث العبيدي عن أيام الشارقة المسرحية، فتقول إنها البوابة والواجهة الحقيقية للمسرح الإماراتي وتحقيق حوار التجارب المنشود بين المسرحيين المحليين والعرب من خلال هذه التظاهرة المميزة التي قدمت لي الكثير على صعيد الخبرة وتحقيق الثقة بالنفس في مواجهة الجمهور، إلى جانب أنها أضافت لي ثقافة نوعية جديدة في مجال المسرح، وهي بصراحة المهرجان المنتظر لكل المسرحيين، كونها تشكل الفرصة الحقيقية للإبداع والاكتشاف وتحريك الساحة الفنية والمنافسة واكتشاف مواهب جديدة في التمثيل وفن الكتابة وتقنيات المسرح، بفضل الدعم الذي تلقاه الأيام من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يعتبر أهم الداعمين لفن المسرح وجهود المسرحيين المحليين وتكريمهم وتقدير دورهم ورسالتهم في النهوض بالحركة المسرحية المحلية. وعن موقع المسرحيين الشباب من خريطة الإبداع المحلي تقول: بصراحة جيل الشباب في المسرح الإماراتي مظلوم على المستوى الإعلامي وعلى مستوى اهتمام المنتجين الذين يوجهون كل عنايتهم لأصحاب الأسماء الكبيرة، باستثناء المنتج أحمد الجسمي الذي يعكس صورة مشرفة عن إنتاج القطاع الخاص والاهتمام بجيل الشباب وتقديم الوجوه الجديدة مع كل عمل فني ويحسب له أن قدم وجوها واعدة مثل: عبدالله سعيد وعبيد الله زيد، كما قدمني في عدة أعمال. وبهذه المناسبة أقول: افسحوا الفرصة لجيل الشباب، فهناك المزيد من الكفاءات والمواهب المدفونة التي تحتاج الى رعاية إعلامية وفنية، وأرى أن فتح المزيد من الورش التدريبية في مجالات المسرح، واهتمام المؤسسات الرسمية باستقطاب جيل الشباب، سيعمل على تغيير الحالة الراهنة في هذا السياق. وتضيف: لقد تعاملت مع عدد لا بأس له من المخرجين المحليين ولكل واحد منهم أسلوبه وامكانياته ورؤيته للممثل، ولكن يتميز المخرج إبراهيم سالم بقدرته على اكتشاف ممكنات الممثل وطاقاته بطريقة خاصة، فقدمني الى الجمهور ضمن إطار فني صحيح قادني ذلك الى سلسلة من الأدوار المميزة، وهناك المخرج الكبير حسن رجب، وهو فنان مثقف ومتمكن قدمني الى الجمهور بدور البطولة المطلقة في مسرحية «الحامي والحرامي» واعتقد أنها نقلة نوعية بالنسبة لي. اما في المجال السينمائي المحلي فهناك المخرج القدير سعيد سالمين الذي قدمني بصورة طيبة في فيلم «بنت مريم» وأنا شخصيا أعتبره قنبلة المخرجين مستقبلا لتحقيق سينما إماراتية طليعية ينتظرها الجميع حيث انه يملك رؤية إخراجية استثنائية في معالجة هموم الإنسان المعاصر. أما النماذج النسائية التي اعتز بها في مجال التمثيل المسرحي فهناك الممثلة القديرة سميرة أحمد، وأيضا هدى الخطيب وعائشة عبد الرحمن، وفي البحرين هناك هيفاء حسين. بصراحة لدينا في منطقة الخليج طاقات نسائية مشرفة وصاحبات رسائل مهمة في تقديم ثقافة جادة للجمهور. كل ما نحتاجه هو مناخ جديد للإبداع. وتختم العبيدي بقولها: ليس هناك كلام أبلغ من الذي قاله أحد نقاد المسرح الفرنسي: «أن يكون لدى المؤلف شيء يقوله، وأن يقوله بصراحة، لا يكفي لتبرير ميلاد العمل المسرحي، ان ما يبرر هذا الميلاد هو أن يكون لدى الجمهور شيء يسمعه ويحترمه» وأنا استمثر هذه المقولة واتوجه الى نفسي اولا بالعمل على تقديم شيء يحترمه الناس وليس مجرد الوقوف على المسرح لكسب المال، كما أنني اتوجه الى كل من يعمل في مسرحنا ان يجتهد لتقديم كل ما هو إنساني واصيل ونابع من ثقافتنا، ولن ينهض مسرحنا الا بتكاتف كل الجهود والأجيال المسرحية لتقديم شيء مفيد يترجم هموم الإنسان ويعمل على تحقيق التنوير المطلوب». المخرج كامل الباشا يصيغ رائعة بريخت بمعطيات محلية «دائرة الطباشير القوقازية» تصبح حلماً فلسطينياً قدم المخرج الفلسطيني كامل الباشا على مسرح الحنين في الناصرة المحتلة معالجة جديدة من إخراجه لقصة سليمان، تولت تجسيدها فرقة غجر «مخبولة»، تمثل وتغني وترقص وتسخر من ذاتها ومنا، وينقلنا سحر ساحرها من ملهاة الى مأساة الى ما هو أقسى من الألم: التعرف على الذات. سما حسن يقول كامل الباشا عن العمل الجديد «على خد الحلم»: «من لا يعرف قصة سليمان والزانيتين اللتين اختصمتا لديه في طفل ادعت كل منهما انه ابنها، فحكم سليمان بأن يقطع الطفل نصفين وتأخذ كل منهما نصفاً فتراجعت الأم الأصلية حفاظاً على حياة ابنها فحكم لها بالطفل؟ كل من يعرف قصص العهد القديم يعرف ذلك». وكل من شاهد مسرحية «دائرة الطباشير القوقازية» يعرف ذلك عندما أطلق المؤلف ذو الأصل الألماني برتولد بريخت العنان لأفكاره في استخدام (التغريب) في الخروج عن المألوف، وله في ذلك مجموعة من الحكايات الكبيرة، التي اعتمدها من الواقع المليء بتلك الحكايا الغريبة، التي تبعد الناس كثيراً عن الواقع المألوف والتي يدعو فيها الى قبول الرأي الغرائبي، في أن (الأرض لمن يزرعها، وليست لمالكها) و(العربة لمن يقودها، وليست لصاحبها) أو أن (الابن لمن يحسن تربيته، وليس لأمه أو ذويه). وهكذا تجد أن مثل هذه القامات المسرحية جهدت طويلاً كي تبحث عن أفكارها ومشاكساتها في المسرح. وليس غريباً، أن يعتمد برتولد بريخت، التراث الانساني الاسلامي موضوعاً، لأهم مسرحياته، حين لجأ الى إحدى الحكايات الشهيرة، التي تروي من سيرة الإمام علي بن أبي طالب أو عن سيدنا سليمان عليه السلام. محتوى النص أن الحق حق، حتى لو لم يرض الآخرين، ومنطق العقل هو الذي يجب أن يسود ولا يسود المنطق التقليدي المتداول. أما التصرف الذي ابتدعه برتولد بريخت فيذهب أبعد منها، حين تحتكم المرأتان إلى أبسط الناس في ابن تتركه أمه في أحلك اللحظات وأدقها، فتهتم بجمع ملابسها وحليها وتترك ابنها في ظرف الحرب لتهتم به خادمتها تضمه وتعتني به حتى تهدأ الأمور وتعود الأوضاع إلى سابق عهدها، فتعود ألام لتدعي بابنها. فيقرر الحاكم أن تضعا الابن وسط دائرة طباشير رسمها هو، لتمسك كل واحدة منهما بذراع فتجذبانه وأي منهما تستطيع سحبه من الدائرة يكون لها. وهكذا تبدآن بالشد حتى تتركه المربية خوفاً على قطع ذراع الطفل الصغيرة الغضة، صارخة: «لتأخذه لا أريده، فقط أن يظل سالماً». فيحكم القاضي بالطفل لها. ومن هنا ذهبت الحكاية مثلاً من خلال الحقائق التي تركتها في: أن الطفل لمن يحسن تربيته. والعربة لمن يقودها. والأرض لمن يزرعها. كل من يهتم بالمسرح يعرف ذلك النص ونصوص أخرى كثيرة تحتوي نفس الصراع وتتبنى له حلولاً مختلفة. فهل نرغب بسماع نفس القصة وبنفس الطريق أم اننا بحاجة الى ما هو اكثر من ذلك؟ يبدو أن الواقع قد تجاوز تلك القصة وذهب بعيداً وازدادت تعقيداته بحيث جعلنا نحاكي الجنون ونحن نروي قصتنا المرة تلو المرة وبدون نتيجة، الأرض لنا ونحن أصحابها الشرعيون! هذا هو ادعاؤنا، والطرف الآخر يدعي نفس الادعاء والصراع والنزال مستمر والقتلى يملؤون القبور، فهل يفيدنا أن نفسر الماء بالماء؟ يقول المخرج: ادعي وأرجو أن أكون على حق، بأننا بحاجة إلى ما نفخر به وفي كل مجالات حياتنا، وأنا أعمل بالمسرح وأفخر بكل عمل أقدمه للناس، احترم آراء رافضي أعمالي ومهاجميها كما احترم من يعجب بها ويدافع عنها بنفس القدر، وأبحث وباستمرار عن عناصر يمكن أن تشكل صيغة وأسلوباً جديداً يمكن أن يميزني كمسرحي فلسطيني ويستمر بحثي وسيستمر إلى نهاية عمري القصير على هذه الأرض، وأذكر دوماً مقولة مشهورة نسيت قائلها: اليوم عمل وغداً حساب. هكذا يقدم المخرج كامل الباشا مسرحيته الجديدة التي يقوم بأدواء الأدوار فيها كل من: أميمة سرحان، نغم بصول، محمد دبدوب، علي علي، محمود مره، ايمان بسيوني، بيان عنتير، رنين شاعر، سمر أحمد. وقامت بتصميم الرقصات رشا جهشان، والموسيقى لرجا دبيات
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©