القاهرة (وكالات)- أكد أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، خلال اجتماع مجلس أمناء «مؤسسة ياسر عرفات» السنوي السادس في القاهرة أمس أن قضية فلسطين ستبقى القضية المركزية والشغل الشاغل للعرب، حتى يتحقق حلم الرئيس الفلسطيني السابق الراحل ياسر عرفات بقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، فيما أعلن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق أنه سيتم الاتفاق على موعد جديد لمباشرة تنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية.
وقال العربي، في كلمة ألقاها أمام المجتمعين، إن الاجتماع يأتي بينما الإجراءات الإسرائيلية العدوانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة مستمرة، حيث تحاول إسرائيل، في غياب رد فعل من قبل المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن الدولي، تكريس واقع جديد على الأرض ووضع العوائق للحيلولة دون قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ضمن حدود عام 1967. وأضاف أن نجاح فلسطين في الحصول على وضع دولة مراقب في الأمم المتحدة يعد تطوراً وإنجازاً يجب البناء عليه، كما أن بوادر تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية ستعزز الموقف الفلسطيني في اتجاه ترسيخ أسس الدولة الفلسطينية واستمرار الاعتراف الدولي بها. وتابع «إن التعامل الدولي مع القضية الفلسطينية يعاني منذ عام 1967 عواراً وقصوراً شديدين، حيث نجحت إسرائيل في دفع المجتمع الدولي إلى تبني منهج إدارة الصراع وليس إنهاء الصراع».
وحذر العربي من تمادي إسرائيل في تنفيذ مخططاتها لابتلاع الأرض الفلسطينية ومحاولة القضاء على «حل الدولتين» الذي أجمع المجتمع الدولي منذ صدور قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين عام 1947 على أنه الحل الوحيد لهذه القضية المعقدة، موضحاً أنه في المرحلة الأخيرة على وجه الخصوص انصب التركيز على معالجة تداعيات وآثار ومظاهر الاحتلال (المستوطنات والأسرى وأموال الضرائب المحتجزة)، بدلاً من التعامل مع الاحتلال الاستيطاني نفسه والعمل على إنهائه، وهذا توجه أثبتت التجارب أنه يفضي إلى المزيد من عدم الاستقرار وتهديد السلام ولم يحقق أي تقدم يذكر. كما شدد رئيس المجلس عمرو موسى على أن القضية الفلسطينية ستظل حية بدرجة كبيرة، ورأى أن الأشهر المقبلة ربما تشهد «تحركاً فاعلا لإحقاق الحق الفلسطيني بعيداً عن مفاوضات بلا جدوى».
وشارك أبو مرزوق ومبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي لأول مرة كضيفين في الاجتماع الذي وقع العشرات من الشخصيات العربية في ختامه، على بيان دعوا فيه المجتمع الدولي إلى لضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي من أجل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في سجونها.
وقال البيان، «إننا ندعو المجتمع الدولي، حكومات وشعوباً ومنظمات الأمم المتحدة، إلى العمل والضغط على حكومة إسرائيل لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، وخاصة المضربين عن الطعام الذين يواجهون خطر الموت». وأضاف «الاعتقالات الإدارية، التي تمارسها إسرائيل ضد المناضلين الفلسطينيين، دون تقديم لوائح اتهام ومحاكمات، حتى ولو كانت صورية، مرفوضة جملة وتفصيلاً».
إلى ذلك، صرح أبو مرزوق بأنه سيتم قريباً تحديد موعد لجولة حوار جديدة بشأن المصالحة بين «فتح» و«حماس» في القاهرة. وقال «نتمنى أن تكون المصالحة الفلسطينية اليوم قبل غد، والشعب الفلسطيني وكل قياداته تواقون لإنجاز هذا الملف».
عدد اليوم
