الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خطاب أوباما

خطاب أوباما
25 يونيو 2009 01:08
فكرت في التكاسل عن الذهاب إلى قاعة جامعة القاهرة لحضور خطاب أوباما إلى العالم الإسلامي، وأغراني بذلك الجلوس في المنزل ومشاهدة الخطاب في التلفزيون دون إجراءات أمنية معقدة، ودون الذهاب قبل الموعد بساعتين، ولكني تغلبت على ترددي بسبب ندرة المناسبة، وما يمكن أن يعكسه الخطاب من فكر هذا الرئيس الذي أحدث انتخابه انقلابا في كل الموازين، وأوصل السود الذين شهدت بقايا التمييز العنصري ضدهم، في الولايات المتحدة، أواخر السبعينيات، وقلت لنفسي المؤكد أن حضور أول رئيس أسود للولايات المتحدة، ظل يرفع شعار التغيير طوال حملته الانتخابية، سوف يكون حدثا لابد من حضوره ومشاهدته دون وساطة من تلفزيون وأقمار صناعية، خصوصا أنه رئيس شاب يحمل فكرا جديدا، ويدعو إلى زمن جديد للولايات المتحدة وللعالم كله على السواء. والمؤكد أن خطابه سيكون بمثابة إعلان عن عهد جديد بين الأمم المتحدة والعالم الإسلامي الذي ينتسب إليه العالم العربي. ولذلك تركت التردد، واستيقظت مبكرا، وكانت الدعوة تشير إلى الحضور ابتداء من العاشرة والنصف، ولكني وصلت قاعة الاحتفالات الكبرى في جامعة القاهرة، قرابة العاشرة والربع، ولم أجد تعقيدات أمنية كثيرة كالعادة، وفوجئت عند دخولي إلى قاعة الاحتفالات أن الربع الأول من القاعة قد امتلأ بالفعل، ولما كنت أعرف من المشرفين على القاعة أن الجلوس مفتوح في كل الكراسي فيما عدا الصف الأول والثاني، فقد جلست في الجانب الأيسر من القاعة، ووجدت عددا من الأصدقاء والنجوم الذين سبقوني، منهم عادل إمام الذي كان يتوافد عليه الطلاب الأفارقة والآسيويون الذين يدرسون في الأزهر للتصوير معه، وفيما بعد اكتشفت وجود أشرف فهمى، ويسرا ولبلبة، وشريف منير الذي هتف، حماسة، وسط إلقاء أوباما الخطاب بالإنجليزية، أحبك يا أوباما I love you Obama، فرد عليه الرئيس الأميركي الذي التفت إليه قائلا: أشكرك، وسرعان ما امتلأت قاعة الاحتفالات في العاشرة والنصف، وكان الحضور تمثيلا جيدا لفئات الشعب المصري، طلابا وطالبات وأساتذة جامعات، وصحفيين، ورجال أعمال، ورجال دين إسلامي ومسيحي، ومثقفين، وسيدات من مختلف الفئات والتوجهات، وكانت القاعة تمثيلا حقيقيا لفئات وتيارات وطوائف الشعب المصري من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وكان من الطبيعي أن يذهب باقي الحضور إلى الشرفات العليا من القاعة التي تتسع لحوالي ثلاثة آلاف كرسي. وجلسنا في انتظار الرئيس أوباما، وكان الموعد المحدد الثانية عشرة والنصف، ولكن طال الانتظار إلى الواحدة، فأخذت أتسلى بمراقبة الحضور، وتحية المعارف القريبين، وقاعة المسرح التي أصبحت أرضية أميركية فيما يبدو، فقد اختفت صورة الرئيس مبارك التي كانت تعلو خلفية المسرح، ولم يعد يتحرك في دائرة المسرح إلا رجال أمن أميركان بثياب مدنية، وابتداء من الثانية عشرة، كان كل عدد من الدقائق يأتي واحد أو واحدة، ويقف أمام الميكرفون فوق منبر الخطابة (البوديوم) المرسوم عليه شعار الولايات المتحدة والرئاسة الأميركية يختبر سلامة الصوت وظلت هذه العملية تتكرر مرات، إلى أن أثارت الضحك، فقد تذكرنا اختبارات الصوت في الأفراح الشعبية وصبي الكهربائي يهتف قائلاً: ألو ألو ألووه، هنا مكبرات صوت كهربائي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©