السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القمة الثقافية تصوغ الأسئلة لأجيال المستقبل

10 ابريل 2017 19:49
بأسلوب مبتكر وغير نمطي، انطلقت صباح اليوم، جلسات أعمال «قمة القيادات الثقافية العالمية» في منارة السعديات في أبوظبي، وهي القمة الثقافية الأولى من نوعها التي تجمع نخبة من الشخصيات الثقافية والإبداعية في العالم، لمناقشة دور الثقافة في مواجهة التحديات العالمية الراهنة، بمشاركة أكثر من 300 مشارك من القيادات الثقافية العالمية والفنانين وخبراء الإعلام والترفيه من أنحاء العالم. إذ قاد ديفيد روثكوبوف، المدير التنفيذي لشركة أف بي، رئيس تحرير مجلة «فورن بولسي»، الحوار بين المشاركين في جلسة دائرية تذكر بأسلوب الحوارات التلفزيونية المشوقة، فقدم كل من سعادة محمد خليفة المبارك، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وكارلا ديرليكوف كاناليس، الرئيس التنفيذي لشركة تي سي بي فنتشرز، كلمتين افتتاحيتين تشرحان أسلوب إدارة النقاشات في القمة. وقال المبارك: «قبل آلاف السنين، ضمت منطقتنا العديد من الحضارات المزدهرة التي ربطت بين ثقافات العالم، وعند تأسيس الدولة الحديثة، كانت القيادة تبحث كيف تزدهر الأجيال القادمة والمستقبل، وسنناقش اليوم كيف نحقق ذلك، ونتواصل مع الجهات والمتاحف وصياغة عقود المستقبل. قبل 15 عاماً وضعت القيادة في أبوظبي خطة لتطوير الحياة فيها، ترتكز على تأمين الرعاية الصحية والتعليم والمتاحف والوعي الثقافي الذي يتطلب خططاً طويلة المدى لتأتي بنتائجها، وهي نتائج لن نراها نحن بل أجيال المستقبل، اليوم في هذه القمة نعمل صياغة المختلف من أجل الأجيال القادمة». وأضاف: «تمثل القمة الثقافية 2017 منصة لتشجيع بناء علاقات جديدة، والتوصل إلى حلول مبتكرة، تعتمد على الفنون لمكافحة التحديات العالمية، وتوفير بيئة حاضنة للفنانين والمثقفين، والإعلام المؤثر من أجل التعاون والعمل المشترك. وتتضمن أجندة عمل القمة تغطية أهم المواضيع وطرحها على طاولة الحوار، بما يضمن الحصول على رؤية أوسع وأكثر شمولية، على أن يتم تطبيقها كخطوات عملية، وستركز القمة على تحديد طرق جديدة لتشجيع الإبداع والمبدعين ودعم النمو المجتمعي لأجيال المستقبل من خلال المشاركة الثقافية البناءة». وتابع: «إن القمة تجمع مشاركين رفيعي المستوى من القطاعات الحكومية وقطاعات الفنون والتراث والتعليم والصحافة والعلوم والتكنولوجيا من كل أنحاء العالم، بهدف مناقشة مواضيع الثقافة والاهتمامات المشتركة، وبناء شراكات تعاون جديدة، ومناقشة سبل التصدي للتحديات الاجتماعية والسياسية الراهنة». أما كاناليس، فقد أوضحت أن فكرة القمة الثقافية تولدت من مجرد بعض الأفكار والحوارات بين أشخاص مهتمين بالثقافة، وها هي الأفكار تتحقق بجمعنا كلنا هنا لنتشارك الأفكار والحلول للمشكلات في طريق الثقافة، ويسعدني أن أكون بينكم كفنانة لنناقش ما هو الدور الذي يفترض بالفنانين أن يلعبوه في المجتمع، فكثيراً ما كان يطرح سؤال ما وظيفة الفنان وكيف يستفيد منه الناس؟ ومن خلال تصفحي لموقع «يوتيوب» الذي كنت أعتقد أنه أكثر مكان لتجمع الفنون، لكن تبين أنه فيه الكثير من التسلية التي تمارسها حتى القطط! وشرحت أن الفنان ليست وظيفته التسلية فقط، بل ينطوي عمله على التربية وطرح الأسئلة، وقياس مدى التقدم المتوقع من المجتمع من خلال هذه الأسئلة، فمعظم المواد الفنية والفنانين يمكن أن يثيروا الحماس والشغف من أجل المستقبل. الترابط في عالم جديد عقب الجلسة الافتتاحية، ناقشت الجلسة الأولى من القمة الثقافية موضوع «معنى الترابط: علاقات التعاون الجديدة في العالم الجديد»، وشارك فيها كل من معالي نورة محمد الكعبي، وزيرة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، رئيس مجلس إدارة هيئة المنطقة الإعلامية في أبوظبي Twofour54، وسعادة ايرينا بوكوفا، المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) وروبرت لينش، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «أميركيون من أجل الفنون». وقاد الحوار بينهم ديفيد روثكوبوف المدير التنفيذي لشركة أف بي، رئيس تحرير مجلة «فورن بولسي» الذي تساءل عن تأثير الترابط العالمي على الثقافة من أجل تغيير مفهوم الثقافة النمطي مثلما فعلت منظمة اليونيسكو، فقالت ايرينا بوكوفا إن ما يميز القمة الثقافية أنها تجمع العديد من الفنانين للحديث عن موضوع حان الوقت للحديث عنه، وهو الثقافة وتأثيرها على الأعمال الخيرة، فما نشهده من تدمير للآثار العريقة في العراق وغيرها يدفعنا للتساؤل لماذا نحرص على الثقافة؟ وأقول لأنها هي التي تفتح العقول وتربط بيننا كبشر، وهي التي تعطينا هوية مشتركة، إذ تقوم الثقافة بتحقيق التصالح والسلام، ومن خلالها يتم إيجاد فرص العمل والتنمية، وعبرها يتم الوفاق الاجتماعي، ومن خلالها تتم مواجهة وحل العديد من التحديات. وعن القوة الكامنة في الثقافة لتوجيه المعتقدات وتقوية المجتمعات الضعيفة، قالت معالي نورة الكعبي: «التفكير في المشترك بين الإنسانية يتم عبر طرق مختلفة للتعبير، منبثقة من الثقافة، ومن المؤسف أننا نسمع الأخبار المفجعة لتدمير الإرث الإنساني على مدار الساعة، ومن هنا تأتي أهمية المحافظة على ثقافاتنا، ولذلك عندما فكرنا بما نفتقده، وجدنا أن أبناءنا يشاهدون مواد يجب ألا يشاهدوها، لذلك في عام 2007 فكرنا في إيجاد محتوى يمكن أن يدوم مثل برنامج «افتح يا سمسم» الذي تربيت عليه، فأبناؤنا الآن يعرفون عن الرؤساء الأميركيين وتاريخهم أكثر مما يعرفونه عن بلدانهم، فكرنا في الثقافة التي يتم عبرها نقل قصصنا، حتى في الرياضة، يجب أن نشارك في خلق المحتوى، وذلك بالشراكة مع الشباب، لأنهم سيملكون زمام الأمور في المستقبل». وعن تخصيص ميزانيات قليلة للثقافة رغم أنها الأداة الأقوى لنهضة المجتمع، قال روبرت لينش: «قد يكون معظم ما نشاهده على الشاشات غير هادف، ففي الولايات المتحدة هناك الكثير من المواد التي تنتج أكثر من اللازم من خلال القطاعين الخاص والعام عبر المدن الكبرى في هذا المجال مثل لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو، غير أن استمرار هذا التدفق ساهم في تغيير قيمة الفنون، فالبوليتاريون - مثلاً - كانوا يكرهون الفنون والثقافة، ومن خلال مفهوم الترابط الذي تولده الثقافة، أوجدت الولايات المتحدة حلولاً لمشكلات عديدة بمشاركة الجميع من مؤسسات ومنظمات وجمعيات وأفراد الجمهور، وأعتقد أن نصف الجمهور في أميركا يخلقون رقصاتهم وموسيقاهم بأنفسهم، أما على المستوى العالمي، فأعتقد أن التحدي الذي نواجهه هو من الذي يساهم في الترابط؟». وأوضح لينش أن الثقافة وسيلة لرواية القصص وخلق الحوار مع الآخر، فعندما اقتحم الأوروبيون أميركا، أصبحت الموسيقى جزءاً من طقوس المكان، وهي الوسيلة ذاتها التي استخدمتها حركات التحرر لتحقيق غاياتها، إنها دروس تجب الاستفادة منها. وعن ما يؤثر في تغيير الثقافة، قالت بوكوفا إن التكنولوجيا الرقمية تأتي في المقدمة، وفي الوقت نفسه تلعب دوراً في نشر الثقافة والإبداع، وبسبب التحديات في إيجاد الترابط العالمي، أعتقد أن اختلالاً ينتج. فمع التدمير للآثار الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط، جاءت سلسلة من الإجراءات بدءاً من مؤتمر حفظ التراث العالمي الذي أقيم في أبوظبي ديسمبر الماضي، ثم تبعه قرار مجلس الأمن بشأن المحافظة على التراث في الشرق الأوسط، وتحديداً من قبل السبعة الكبار، لكن ما هي صلة لك بالمجتمعات المحلية؟. وذكرت أن بعض الشباب من السودان قد استقبلوهم بالدموع تأثراً عندما بدأت اليونيسكو في تنفيذ أعمال حفظ التراث في قريتهم، وقالوا إنهم لم يفكروا أن يأتي أحد من خارج البلاد لينقذ ثقافتهم، وقالت: «هذا المطلوب من أجل السلام».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©