عشتار الشيباني تعرض موضوعات إنسانية مثيرة

ضمن برنامج أمسياته الثقافية العربية يحتضن النادي الثقافي العربي في الشارقة حاليا وحتى الثاني والعشرين من الشهر الجاري معرض الفنانة العراقية الشابة عشتار مؤيد الشيباني، وكان المعرض الذي افتتح مؤخرا برعاية المستشرقة الإيطالية إيزابيلا كابري ورئيس النادي الدكتور عمر عبد العزيز قد شهد حضور عدد من المثقفين والنقاد العرب المشاركين في ملتقى الشارقة الثالث للرواية· يضم المعرض 31 عملا فنيا متنوعا في الأسلوب، وإن كانت مشغولة بالأكريليك، فثمة أعمال تمثل البورتريه (الوجوه الأنثوية خصوصا)، وهذه تميل إلى روح العمل الدراسي الخاضع للمعايير الأكاديمية، وأخرى هي عبارة عن أعمال تجريدية تعتمد التجربة اللونية أساسا، بينما هناك أعمال تذهب في التجريب إلى محاولة الوصول إلى أسلوبها الخاص· أعمال عشتار عموما تميل إلى استخدام اللون بطرق مختلفة، فهي في أعمالها التي شاهدناها تشتغل على اللون الحار والمتوهج بحيث تبدو الإضاءة ساطعة حينا، وفي أعمال أخرى نشاهد ألوانا قاتمة، كما هو الحال في لوحة ''الخيل والليل'' المشغولة باللون الرمادي القاتم، في حين نرى وجه الأنثى في ألوان زاهية، وكذلك الأمر في الأعمال التجريدية التي تستخدم فيها اللون الأصفر الفاقع· ويستوقف المشاهد لأعمال عشتار موضوعات معينة ذات طبيعة إنسانية مثيرة، فالوجوه لديها تمتلك قدرة خاصة على التعبير، سواء كانت وجوهاً أنثوية تعتمد التلوين وتنتمي إلى الدراسة الأكاديمية، أو كانت وجوهاً تنتمي إلى التجربة التعبيرية التي تعتمد التفاصيل والملامح الخاصة، كما هو الحال في لوحة الوجه والقناع حيث نرى نصف الوجه واليد التي ترتفع بجانبه، فهنا يطغى الأبيض وسط مساحة من السواد، في إشارة إلى التناقض بين اللونين، وكذلك الأمر في بعض اللوحات التي نجد فيها الفتاة الوحيدة في ما يعبر عن الألم الإنساني· ربما كان هذا هو المعرض الشخصي الأول للفنانة الشابة، لكن أعمالها تشير إلى امتلاكها أدواتها على مستوى التلوين والتشكيل، فهي تستخدم اللون بطريقة قوية من خلال فرشاة واضحة الضربات، كما أن تكويناتها قوية ومتماسكة، لذلك فنحن أمام تجربة تتجاوز البدايات إلى اكتساب الملامح الخاصة، وهي تمتلك ما يجعلها تنتمي في جزء من أعمالها إلى المدرسة العراقية ممثلة في أبرز رموزها من حيث اللون تحديدا، واللون الحميم على نحو أخص·