النفط يتراجع مع صعود العملة الأميركية

هبطت أسعار النفط أمس مقتربة من 125 دولارا للبرميل بعد أن حد ارتفاع الدولار وعمليات بيع لجني أرباح من موجة الصعود التي دفعت بالاسعار الى مستويات قياسية الاسبوع الماضي· وبحلول الساعة 09:19 بتوقيت جرينتش هبط الخام الأميركي الخفيف في عقود يونيو 69 سنتا الى 125,27 دولار للبرميل انخفاضا من مستواه القياسي عند 126,27 دولار للبرميل الذي بلغه يوم الجمعة الماضي وسط مخاوف بشأن الامدادات وموجة من مشتريات المضاربة، وهبط مزيج برنت في لندن 57 سنتا الى 124,83 دولار للبرميل· وقال ادوارد ماير من ام·اف جلوبال: ''ارتفاع الدولار·· قد يؤدي الى بعض المبيعات لجني أرباح في سوق الطاقة''، وارتفع الدولار الأميركي مقترباً من أعلى مستوى في شهرين أمام سلة من العملات أمس متشجعا بتحسن طفيف في شهية المستثمرين للاقدام على مخاطر وتزايد التكهنات بقرب انتهاء سلسلة تخفيضات أسعار الفائدة الأميركية· وقفز النفط نحو 13% منذ هبوطه الى 110,53 دولار للبرميل في الاول من مايو وسط قلق المستثمرين من تعثر الامدادات من بحر الشمال ونيجيريا فضلا عن الطلب الجامح على المشتقات النفطية ومن بينها وقود الديزل وزيت التدفئة· وقال مسؤول نفطي ايراني رفيع أمس إن ايران لا تتوقع أن تعقد اوبك اجتماعا طارئا قبل سبتمبر وذلك رغم الارتفاع المطرد في أسعار النفط في الاسواق العالمية، ورداً على سؤال عما اذا كانت طهران تتوقع ان تجتمع المنظمة قبل الموعد المقرر لاجتماعها التالي في سبتمبر قال حسين كاظمبور اردبيلي المندوب الدائم لايران في اوبك لرويترز: ''لا·· لست اتوقع ذلك''، وامتنع عن الخوض في تفاصيل ولكن مسؤولين ايرانيين قالوا مرارا من قبل إن السوق تحظى بامدادات وفيرة من النفط والقوا باللوم في أسعار النفط القياسية على ضعف الدولار وعوامل اخرى خارج سيطرة اوبك· وذكر مصدر في اوبك يوم الجمعة أن اوبك قد تبحث ما اذا كانت بحاجة لزيادة انتاج النفط قبل اجتماعها العادي في سبتمبر اذا واصلت الاسعار الارتفاع· وأظهرت بيانات صينية أمس أن واردات الصين من النفط الخام انخفضت 3,9% في ابريل مقارنة مع عام سابق في اول تراجع في 18 شهرا وذلك بعد أن خفضت المصافي مشترياتها مقارنة مع المستوى القياسي الذي بلغته في مارس اذار وعززت وارداتها من الوقود المكرر· واشترت الصين 14,24 مليون طن أو ما يوازي 3,47 مليون برميل يومياً من النفط الخام في ابريل انخفاضا من المستوى القياسي في مارس البالغ 4,7 مليون برميل يوميا· وشهدت الفلبين وإندونيسيا أمس مظاهرات احتجاجاً على الارتفاع الكبير في أسعار الوقود، ونظمت مسيرات مناهضة للحكومة في عدد من المدن الكبيرة بإندونيسيا أمس احتجاجاً على خطط الحكومة لرفع أسعار الوقود وتخفيض الدعم، وبدأ عدة آلاف من الطلبة والناشطين وربات البيت بمسيرة من الطريق الدائري الرئيسي للعاصمة جاكرتا باتجاه القصر الرئاسي الأمر الذي أدى إلى حدوث أزمات مرورية كبيرة على طول الطرق الرئيسية للمدينة· وصرح عيدي سيدي منسق عملية الاحتجاج قائلا إن: ''هذا (ارتفاع أسعار الوقود) سوف يزيد فقط من مأساة الشعب المعدم· وارتفاع أسعار الوقود سوف تتسبب في زيادة أسعار السلع الرئيسية الأخرى''، وقال إننا: ''ندعو الحكومة إلى إلغاء خططها بزيادة أسعار الوقود''· وفي ظل ارتفاع أسعار النفط العالمية، أشار الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو مطلع هذا الشهر إلى أن الحكومة سوف ترفع أسعار الوقود بنسبة ثلاثين بالمئة من أجل تأمين ميزانية الدولة، وسوف ينفق يودويونو - الذي يخوض الانتخابات العام القادم - حوالي 5ر1 مليار دولار هذا العام من أجل تعويض 1ر19 مليون أسرة فقيرة لتآكل دخولها بعد ارتفاع أسعار الوقود والمتوقع أن يتم في وقت لاحق من هذا الشهر· وسوف تجري إندونيسيا انتخابات برلمانية ورئاسية العام القادم· وتعد زيادة الأسعار من القضايا الحساسة في إندونيسيا رابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، وكان خفض الدعم في السابق قد أدى إلى اضطرابات اجتماعية كما أدت زيادة أسعار الوقود بقدر كبير إلى اندلاع أعمال شغب ساهمت في الإطاحة بالرئيس الراحل سوهارتو عام ·1998 ويقول خبراء الاقتصاد إن معدل التضخم في إندونيسيا سوف يقفز فور تنفيذ الحكومة خططها برفع أسعار الوقود المدعم، يذكر أن آخر مرة قامت بها الدولة بزيادة أسعار الوقود المدعم كانت في أكتوبر عام ،2005 ويعيش الكثير من المواطنين في إندونيسيا على أقل من دولارين في اليوم بل ويعانون بالفعل من تداعيات ارتفاع أسعار الأغذية· وشهدت ''جاوا'' الشرقية إجراءات أمنية مشددة في ظل قيام الرئيس يودويونو بزيارة إلى عاصمة إقليم سورابايا، وحاول العشرات من الطلبة اعتراض طريقه إلى الحرم الجامعي لكن دون جدوى· كما تم تنظيم مسيرات أخرى مناهضة للحكومة في عدد من المدن الأخرى منها ميدان في ''سومطرة'' الشمالية و''بيكانبارو'' في ''سومطرة'' الشرقية ويوجياكارتا في ''جاوا'' الوسطى و''مكاسار'' في ''سولاويزي'' الجنوبية·