الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

حنيف حسن: تحديث نظام الترصد الوبائي لاستئصال الأمراض بالدولة

25 يونيو 2009 02:31
تعمل وزارة الصحة على تحديث و«أتمتة» نظام الترصد الوبائي في الدولة، تبعاً لتطورات الأمراض المعدية في العالم، في وقت تواجه فيه الوزارة تحديات جديدة متمثلة بالأمراض غير المعدية التي تعد أحد أهم أسباب الوفاة في الإمارات. وأكد الدكتور حنيف حسن وزير الصحة في حديث خاص لـ«الاتحاد» كفاءة نظام الترصد الوبائي الذي ينفذ منذ تأسيس وزارة الصحة، ضارباً مثلاً باستئصال كثير من الأمراض المعدية مثل شلل الأطفال، وإشهار خلو الدولة من مرض الملاريا والكزاز الوليدي وغيرها، الأمر الذي اعتبره وزير الصحة يجسد مدى فعالية نظام الترصد وفعالية الإنذار المبكر للحالات المرضية. وأضاف «الآن تواجه الوزارة تحديات جديدة متمثلة في الأمراض غير المعدية التي أصبحت المسببات الرئيسية للمرض والوفاة في الدولة مثل داء السكري والسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والحوادث، وقامت الوزارة برصد جميع هذه الأمراض وإنشاء سجلات وطنية مثل السجل الوطني للسكري والسجل الوطني للسرطان وثمة سجل وطني للأمراض الوراثية وسجل الفحص الطبي ما قبل الزواج وغيرها». ولفت الوزير إلى أن الوزارة اتخذت عدداً من الإجراءات مؤخراً على رأسها تحديث نظام الترصد بإدخال الربط الإلكتروني لفحص العمالة الوافدة والمواليد والوفيات وبعض الأمراض، إلى جانب تنفيذ نظام متطور للمعلومات الصحية (وريد) لربط جميع المستشفيات والمراكز الصحية وكل مزودي الخدمات الصحية من خلال آلية عمل إلكترونية متطورة تعمل بنظام «ملف واحد – مريض واحد»، كما يجري تنفيذ نظام متطور للإحصاء الحيوي والبحوث. واعتبر وزير الصحة أن الطفرة المتسارعة والمتجددة في النظم المعلوماتية ووسائل الاتصال تحتم تحديث هذه الأنظمة بصورة مستمرة، مشيراً إلى وجود طاقم متكامل في الوزارة يتولى عملية تنفيذ النظم المعلوماتية الصحية وتطويرها وتحديثها، مسترشداً في ذلك بالمعلومات التي تتوفر من المنظمات الدولية كالتصنيف الدولي للأمراض «ونتطلع لنكون في مصاف الدول المتقدمة في مجال المعلوماتية الصحية». انفلونزا الخنازير أكد معالي وزير الصحة أن الوزارة تتعامل مع فيروس A H1N1 المعروف بانفلونزا الخنازير بكل موضوعية وشفافية، مشيراً إلى أن التدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها بهذا الشأن متوافقة تماماً مع متطلبات منظمة الصحة العالمية. وقال إن تجارب الدولة السابقة وتعاون كل الجهات المعنية «تعزز ثقتنا في مواجهة التحديات الصحية الدولية التي تهدد الأمن الصحي العالمي مثل هذا المرض»، لافتاً إلى تجربة الدولة في مكافحة انفلونزا الطيور ونجاح الإمارات في الوقاية التامة من مرض السارس. وأوضح الوزير أن التوجيهات السامية للحكومة الرشيدة والدعم غير المحدود لمواجهة أي من الطوارئ الصحية العمومية كانت واضحة منذ البداية في هذا الشأن، بحيث تضمن أمن وسلامة المواطنين والمقيمين على أرض الدولة بكل مسؤولية وأمانة، بعيدا عن المبالغات والتهويل، والتعامل مع الحدث بكل شفافية ووضوح. إجراءات وقائية تدرجت وزارة الصحة، بحسب وزيرها حنيف حسن، في إجراءات الوقاية من مرض انفلونزا الخنازير، بدءاً من إعلان منظمة الصحة العالمية دخول المرض في المرحلة الخامسة ثم انتقاله إلى المرحلة السادسة «الوباء». ولفت الوزير إلى أنه فور ظهور المرض عالمياً، بادرت وزارة الصحة بتنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة حيث بدأت بتشكيل لجنة إشرافية عليا برئاسة وزير الصحة وعضوية عدد من الهيئات المعنية في الدولة، إلى جانب تشكيل لجنة صحية فنية برئاسة مدير عام الوزارة وعضوية جميع الجهات الصحية والمعنية بالدولة، وتتابع اللجنتان بشكل دقيق مجريات الأمور بالنسبة للوباء على الصعيدين المحلي والعالمي، والاتصال المباشر بمنظمة الصحة العالمية لاستقصاء المعلومات واتباع توجهات المنظمة وتوصياتها، إضافة إلى بحث وتطوير سبل الوقاية من المرض ومجابهته. كما شكلت الوزارة فرق عمل من خلال اللجنة الصحية الفنية لمتابعة تطورات المرض ولتسجيل وتوثيق المعلومات وتنفيذ الخطة الوطنية والاتصال بالمنظمات الإقليمية والدولية كلما تستدعي الحاجة. كذلك شاركت الوزارة في الاجتماعات المتوالية على مستوى الوزراء لدول مجلس التعاون، كما شاركت في الاجتماعات المتعددة للمكتب التنفيذي لوزراء الصحة العرب والمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة في دول مجلس التعاون. وتم تشكيل فريق إدارة الطوارئ والأزمات لمكافحة المرض بمقر الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات واعتماد خطة شاملة لمكافحة المرض ووضع دليل عمل للمستشفيات يوضح أسس ومعايير الوقاية والعلاج وآلية التعامل الطبي مع المصابين والمخالفين لهم. وعلى أرض الواقع، باشرت فرق عمل على مستوى متميز تنفيذ خطة للطوارئ في المستشفيات، وجرى تحديد 318 سريراً لأماكن العزل في جميع مناطق الدولة، ووضع دليل للمدربين والمتدربين لمكافحة انفلونزا الخنازير، وتم عمل ورش عمل للفنيين بالتنسيق مع المديرين الفنيين بالمستشفيات لتدريب العاملين في المنافذ الحدودية، بحسب الوزير. كما وفرت الوزارة 39 جهازاً للكشف الحراري في مطارات الدولة الرئيسة وجميع المنافذ الحدودية البرية والجوية والبحرية، حيث تعمل الأجهزة على فحص جميع القادمين عبر منافذ الدولة التي تم توفير فرق طبية مدربة للقيام بهذا الدور في سهولة ويسر. وخصصت الوزارة أطباء وممرضين من كل منطقة طبية للعمل 24 ساعة مع سيارة إسعاف في المناطق الحدودية والموانئ البحرية المجاورة لكل منطقة، بالتنسيق مع وزارة الداخلية، والتعاون مع برنامج الإمارات الوطني للاستجابة الطبية للطوارئ والأزمات «استجابة»، وتدريب الكوادر الفنية والإدارية لأعمال الفحص والعزل والإسعاف بالتعاون مع جمعية الإمارات الطبية لتوفير الكوادر التطوعية. وبحسب توصيات المؤتمر الخليجي لمكافحة المرض الذي عقد في الرياض، فقد جرى وضع خطة خليجية موحدة لمكافحة المرض منذ بداية ظهوره عالمياً، واستقبلت الوزارة خبراء من منظمة الصحة العالمية لاعتماد مختبرات وطنية مرجعية للانفلونزا في الدولة، حتى يتم تحليل العينات والتعرف على المصابين بالمرض في وقت قياسي. كما تمت طباعة وتوزيع بطاقات تسجيل للقادمين في مطارات الدولة لسهولة جمع البيانات المتعلقة بالمصابين ومن خالطوهم أثناء السفر، إلى جانب أن المصابين أنفسهم يبادرون إلى التوجه إلى المستشفيات، لإجراء الفحوص الطبية، مما يعكس وعي المجتمع وتجاوبه مع الحملات التوعوية. خطة تثقيفية في إطار جهودها للوقاية من المرض، نفذت وزارة الصحة خطة تثقيفية شاملة لجميع المراحل التي مر بها تطور انتشار المرض عالمياً وحتى الآن، حيث تم توزيع أكثر من 600 ألف مطوية تثقيفية للقادمين للدولة وللجمهور، وكذلك إطلاق حملة وطنية للتوعية والتثقيف الصحي حول المرض ومسبباته وكيفية الوقاية منه وتم تكليف أطباء وفنيين من جميع مستشفيات الدولة ومتطوعين من جمعية الإمارات الطبية للرد صباحا ومساء على استفسار المكالمات الواردة من مركز الاتصال الجماهيري في الهيئة الوطنية للطوارئ. وبين وزير الصحة أن الوزارة عملت على تنسيق جهودها مع وزارة الخارجية واللجنة الإشرافية لتوصيل المعلومات لسفارات الدولة بالخارج، والتواصل مع رعايا الدولة والوقوف على حقيقة الوضع العام لديهم، كما اعتمد ملصق توعوي للقادمين للدولة باللغتين العربية والإنجليزية، وتمت طباعته لتوزيعه على جميع المنافذ والموانئ والمطارات بالدولة إلى جانب إعداد معلومات صحية للرد الآلي على الجمهور بمركز العمليات الوطني. وكان لهيئة الشؤون الإسلامية والأوقاف دور في جانب التوعية بمرض انفلونزا الخنازير، حيث تناولت خطب الجمعة المرض وسبل الوقاية منه. وتتواصل الوزارة مع الجمهور عبر موقعها الإلكتروني من خلال نشرة الكترونية، فضلاً عن إبلاغ وسائل الإعلام بصورة محدثة عن آخر التطورات وفق المعلومات المتاحة على الصعيدين المحلي والعالمي، إضافة إلى إحصاء يومي لعدد الحالات المصابة عالمياً يتم تحديثه وفقاً للجداول المستقاة من منظمة الصحة العالمية، وجار تطوير النشرة بحيث تكون أكثر معلوماتية وتشمل أحدث الإحصاءات العالمية والمحلية. كما أطلقت الوزارة حملة التوعية الوطنية ضد مرض انفلونزا الخنازير تحت شعار «الأمر يهمك ويهمنا ويهم العالم» التي بدأت منذ أيام في جميع المراكز التجارية وأماكن التجمعات، إلى جانب التنسيق مع وزارة التربية والتعليم بخصوص وضع خطة احترازية مشتركة لمكافحة المرض مع بدء العام الدراسي المقبل، من خلال فريق عمل مشترك من وزارة التربية والتعليم واللجنة الصحية الفنية. ورداً على سؤال من «الاتحاد» حول نية الوزارة إطلاق حملات توعوية مخصصة للعمالة، خصوصاً في المجمعات السكنية المكتظة، قال وزير الصحة إن الوزارة راعت تنفيذ حملات التوعية على مراحل تواكب التطور الوبائي للمرض، مضيفاً أن الوزارة تعمل على تكثيف الجهود لضمان التغطية الإعلامية للمرض بموضوعية وشفافية من خلال جميع وسائل الإعلام، فضلاً عن تكثيف تلك الحملات باستهداف المؤسسات الصحية كافة. علاج المرض أكد وزير الصحة أن اللقاح المضاد للمرض لن يكون متوفراً قبل حلول شهر سبتمبر المقبل، حيث تعمل الشركات المتخصصة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية على إنتاجه وتوفيره. وفي معرض رده على معلومات تفيد بأن الدولة ستتسلم اللقاح الجديد بكميات تغطي 10% من السكان، وحول وجود أولوية لدى الدولة بتوزيع اللقاح، قال وزير الصحة إن الوزارة بادرت إلى حجز هذا الدواء بكميات تتناسب مع التقديرات التي حددتها منظمة الصحة العالمية، حيث سيتم توزيع اللقاح وفقاً لجدول يستهدف الفئات التي ستكون أكثر عرضة للإصابة حسب توجيهات المنظمة. وعبر الوزير عن تقديره تفهم الجمهور وتفاعله لمواجهة مرض انفلونزا الخنازير بكل إيجابية، وإقباله على تنفيذ التعليمات، والتعاون مع الكادر الطبي عند رصد ومتابعة المخالطين، مطالباً الجميع بتنفيذ جميع التوجيهات الصحية الرسمية والالتزام بها التزاماً تاماً من خلال اتباع وسائل وطرق الوقاية والحماية الشخصية والابتعاد عن الشائعات وضبط النفس. ولفت إلى أن على المواطنين الموجودين في الخارج اتباع تعليمات السلطات الصحية في البلد الذي يقيمون به، أو التوجه إلى سفارة الدولة، كما وفرت الدولة رقم الاتصال المجاني بالخط الساخن طوال 24 ساعة على هاتف 800358. التغطية الإعلامية أثنى وزير الصحة على وسائل الإعلام كافة، نظراً لتعاملها ونقلها المعلومات حول المرض بكل مسؤولية، بعيداً عن التهويل والمبالغة، إضافة إلى اعتماد الوزارة والدولة بشكل عام مبدأ الشفافية منذ ظهور المرض. كما امتدح الوزير دور وسائل الإعلام في المساعدة على نشر الوعي واتخاذ الحيطة والحذر، ضمن الإطار الذي رسمته اللجنة الإشرافية والمجلس الوطني للإعلام بالدولة. وأشار الوزير إلى أن منظمة الصحة العالمية تعتبر المرجع الصحي الرئيس للتعامل مع الأمراض والأوبئة العابرة للحدود.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©