الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عيون الثقافة

20 مايو 2016 22:15
من التقاليد الجميلة التي نشأنا عليها الاحتفال بليلة النصف من شعبان، حق الليلة. مناسبة تأصلت في نفوسنا وأصبحت جزءا من ثقافتنا الإماراتية، من دون أن نعرف شيئا عن بداياتها في حياة الناس في مجتمع الإمارات لكن نعرف أن جذورها ممتدة. حق الليلة كغيرها من موروثنا الاجتماعي الثقافي من مظاهر التراث الذي نفتخر به ونبتهج، وفي الوقت ذاته نخشى أن تفسد صورته الجميلة بسبب المتغيرات الكثيرة التي أصبحت لها بصمات أوضح في حياتنا الاجتماعية والثقافية وفي سلوكنا. منا من يرحب بفكرة حق هذه الليلة، ومنا من يستنكر الاحتفاء بها. وبين هذه الرؤية وتلك نتمنى أن يكون بيننا من يتوقف عند كل ما له علاقة بحياتنا ليبحث في تفاصيله بدءاً بالذاكرة البعيدة جداً ومن هنا وهناك، ومن الأمس واليوم وغداً، لتتكشف مضامين هذا الموروث الشعبي وأثره وما شابهه من مظاهر التراث في بناء وجداننا الشعبي وهويتنا الثقافية، وما إن كان يستحق ذلك. وفي الذاكرة اليوم تحديداً مشهد آخر، مشهدنا نحن، مجموعة من النساء نستعد للاحتفاء بليلة النصف من شعبان. مركز التسوق مملوء بأشياء مجهزة للصغار، البعض يشترين للتوزيع على مدارس الأطفال، وأخريات للبيوت ومن حولك الكثيرات «الحق ما تلحق» على حاجيات حق الليلة، تحتارين ماذا تختارين، وتأكدي أولاً من الصلاحية وسلامة المنتج على الرغم من أن الأسعار هذا العام تزيد عن مثيلاتها في العام الفائت، ورغم هذا وذاك تشترين، من «خرايط» أي أكياس البلاستيك إلى خرايط الورق إلى «المصاص» المصمم على أشكال الورد والجيلي بأشكال الحيوانات وأشكال غريبة. ومن الأواني «ملال ووعيان» زمان التي تملأ العربات وتأملين في استخدامها لتوزيع الأكلات الشعبية إلى ما يستجد من أشياء. في السابق لم يستمتعوا بهذه الكميات الكبيرة من الحلويات الفنتازية، كانت أكثر تواضعا، وكنت تغرفينها بـ «الملة» وأنت توزعينها على أطفال يصلون إليك من آخر الدنيا تسبقهم البهجة وهم يجوبون الفرجان على قلب واحد ويهتفون... اعطونا حق الليلة، أين تلك الحلاوة؟ حتى أنها اختفت في يومنا هذا وما بقي منها غير التقليد، زمن مضى وكان له طعم آخر، ومع ذلك ولو كان تقليدا، تقول في النهاية: حياتنا ليست مجرد أناشيد وأهازيج وهتافات وحلوى نتحسر عليها، بل موروث إنساني وهو ما يستحق أن تنظر إليه عيون الثقافة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©