الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سيرة الغناء الخليجي

سيرة الغناء الخليجي
14 ابريل 2010 19:50
دراسة ثرية يقدمها الشاعر والناقد السعودي أحمد الواصل، يقدم من خلالها أرشيفا مهما بمعلومات جلها نادر ومختلف ويكشف عن دأب وجلد ومثابرة في الاطلاع والبحث، سيرة الأغنية بوصفها منتجا ثقافيا مؤثرا في نهضتنا العربية من شقيها الفني والانساني، سيرة كفاح هذه الأغنية وتطورها وتغيراتها وحداثتها من خلال المرأة وتجربتها عبر كل المراحل ومن خلال عدد من التجارب الفنية العريقة المؤثرة، والتي تقاسم أثرها سببا مع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي. يطرح الواصل حديثا عن مأزق هذه الأغنية وظروفها المختلفة خليجيا عن الأغنية في بلدان أو مناطق أخرى ولعلها واحدة من الدراسات النادرة في هذا المجال، بل وقد طرح الواصل من أعوام دراسة تحت مسمى “سحارة الخليج”. يركز الناقد والشاعر أحمد الواصل في كتابه الجديد “تغني الأرض” على القرن العشرين، خاصة في دراسة تؤرشف للنهضة وذاكرة الحداثة عبر مسيرة الموسيقى والغناء في الخليج العربي. الكتاب مدهش في تتبعه التاريخي والمنطقي وسؤاله المُلح والتعقبي حول كل خطوة وتحول أنجزته الموسيقى، فهو يطرح تجربة الغناء النسائي في الجزيرة عبر سرد تاريخ هذه المسيرة وألوانه مثل السامري والقصائد التي كانت تكتبها النساء وتغنينها في مناسبات عديدة ويطرح سؤالا عن المجتمعات ذات الأصول القبلية عدما تنتج تراثا غنائيا وتأنف من الحفاظ عليه مرة بممارسته وأخرى باحتياجها له غريزيا قبل ان يكون سمة حضارية. يناقش الواصل هذه المسيرة طارحا أسئلته وقراءته الحوارية مع المعطيات ومخرجات التأثر والتحولات ويرى أن احتراف النساء للغناء في الجزيرة متأتي من: حصر دور المرأة في أعمال البيت وأماكن المرأة المحدودة وفصل الرجال والنساء عن بعضهم ويرى أن أول سيدة كونت فرقة هي أم عنتر منتصف القرن التاسع عشر ما بعد 1850 م، وتلتها مجموعة من النساء في الخمسينيات الى الستينيات إلى الوقت الحالي، وماتعرضن له خلال هذه المسيرة وهو جزء ممتع في كتاب الواصل، فهو يخص عائشة المرطى وابتسام لطفي بجزء أوفر ويقول مالانعرفه سابقا عن هاتين الشخصيتين اللتين تعدان ظاهرة جميلة في عالمنا الموسيقي، ومن ثم يعرج على تجربة المطربة رباب وحداثة اغنيتها النسائية، ثم يقرأ الواصل فن السامري كأحد فنون الأداء الشفوية في الجزيرة العربية وفي مناطق محددة منه، ومنه يستعرض الواصل الفنون الأدائية في عدة مناطق، وتجاربها واحوالها وتوصيفها بنماذج من الأبيات الشهيرة التي غناها مشاهير المطربين في تلك الازمنة. وفي القسم الاول في فصله الثاني، يقرأ الواصل تجربة الفنان طلال مداح مؤثراتها وبداياتها وسيرة الموسيقى من خلال تجربته الكبيرة وعلاقته مع الملحنين وكيف كانت التحولات لديه بين فترة وأخرى، وفي القسم الثاني يقرأ تجربة أخرى هي الفنانة الكويتية رباب باعتبارها مطربة حداثة الخليج، التي يقول عنها: إن ماتوصلت إليه الاغنية عند رباب بات يشكل أرشيفا مهما لأسباب من أهمها تواصل التجربة وتطورها وتفاعل الجمهور، ويطرح في القسم التالي تجربة خالد الشيخ الفنان البحريني تحت عنوان ثور خارج القطيع وهي قراءات في تجربته وحنجرته وعدد آخر من القضايا، ويطرحه لما يمثله من تجربة خلاقة من الجيل الثاني لتجليات حداثة الاغنية في الجزيرة العربية وقد استطاع حسب الواصل أن يبدأ من حيث ما اكتملت تجربة تأهيل تراث الجزيرة العربية ويطرح أخيرا تجربة عارف الزياني ـ الحب البدواة الحرية ـ “صاحب حنجرة شديدة الخصوصية في تكوينها الطبيبعي وطاقتها الخلاقة وقدراتها”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©