أمين الدوبلي (أبوظبي)
بالسلام الوطني للإمارات أعلنت أمس الانطلاقة البداية الرسمية لبطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجو جيتسو بنسختها التاسعة، حيث وقف الجميع في المدرجات لاعبات ولاعبين ومدرسين ومسؤولي الاتحاد وأولياء الأمور، يرددون النشيد الوطني في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف صباحاً، ثم انطلقت المنافسات بقوة بين الفتيات من مختلف الجنسيات.
ومع انطلاقة المنافسات توالت القصص والحكايات على بساط البطولة، وخارجه في الكواليس، ولكن قصة الطفلة الإسبانية «لونا» برزت في اليوم الأول، بعد أن ظهرت على منصة التتويج ترفع لافتة مكتوباً عليها «أحبك يا أمي»، ورأيناها تبكي أحياناً وتبتسم أحياناً أخرى، وبعد التتويج توقعنا أن تكون تلك هي ابتسامة الفرح، فباركنا لها وسألناها، ابتسمت ابتسامة الفوز والتتويج، ثم بدأت في الدموع والبكاء، وروت لنا قصة اللافتة التي ترفعها، حيث أكدت أن والدتها تعرضت لحريق نتيجة لانفجار أنبوب الغاز بها الأسبوع قبل الماضي، وهي ترقد بالمستشفى حالياً بين الحياة والموت نتيجة لحروق جلدية كبيرة، وقالت لونا: «آتيت اليوم من دبي التي أدرس بها وأعيش فيها مع أبي، لأعلن للدنيا كلها أنني أحب أمي، وأطلب منهم الدعاء لها، وربما تحقيقي لميدالية في البطولة يكون أمراً يسعدها، لأنها تعرف أنني أحب لعبة الجو جيتسو، وأملي أن أكون بطلة فيها، ولو فزت فيها بميدالية هي تسعد لي». وقالت «اسمي لونا مارتينيز، وألعب الجو جيتسو منذ 3 أعوام، ولعبت نزالين، وأدرس بكيم كوليدج في دبي، وأنا أحب أن أشكر أمي ثم أشارت إلى والدها فيكتور في المدرجات وهي تبكي، فذهبنا إليه وسألناه عن عمله فقال:
أنا أعمل بشركة طيران الإمارات، وأعيش في دبي منذ 9 سنوات، وعن ابنته لونا قال: «تعشق الجو جيتسو، تلعب هذه الرياضة في كل الأوقات، تتدرب أسبوعياً 17 ساعة، وتتمنى أن تكون بطلة في المستقبل، ولكنها أصيبت بصدمة الأسبوع قبل الماضي عندما تعرضت والدتها لحادث الاحتراق، وأنا الآن ممزق القلب بين الأم التي طلبت مني أن أحضر مع لونا إلى البطولة، ورغم رفضي في البداية لتفضيلي البقاء معها، فإن إصرار الأم على أن أكون مع ابنتي وافقت خصوصاً أنها تريد أن ترسم ابتسامه على وجه والدتها، واستيقظت اليوم في تمام الساعة الخامسة حتى تصل إلى الصالة في أبوظبي في موعد الوزن، وتجاوزت الوزن، ولعبت بكفاءة عالية، هي تتنفس جو جيتسو، وتتنافس مع لاعبات أكبر منها في السن والوزن، وتدافع عن نفسها بمنتهى القوة، وتحب الرياضات القتالية، ولا تعترف بالخسارة أمام أي لاعبة أخرى، وكانت في السابق تنازل والدتها في المنزل، ومن تلك النزالات التي كانت قوية عليها اكتسبت القوة، وقالت لي منذ عدة أيام إنها تريد أن تقدم لوالدتها هدية في ظروفها الصعبة، وأن تمنحها ميدالية وتطلب من كل من يعرفها أن يدعو لأمها، وبالفعل هي صاحبة فكرة اللافتة التي تحمل صورة والدتها، وهي التي طلبت مني أن أشتريها وأكتب عليها شكراً والدتي، وبالفعل بعد الفوز والتتويج أجرينا الاتصال بأمها، وهنأتها على الفوز وأبدت لها سعادتها بهذا الإنجاز».
عدد اليوم
