اللجنة الوزارية تبدأ مهمتها في بيروت غداً وسط أجواء تشاؤمية

تبدأ اللجنة الوزارية العربية المكلفة في مساعدة لبنان على حل الأزمة، مهمتها في بيروت غداً الأربعاء وسط أجواء من التشاؤم بسبب انقسام عربي يزداد حدة مع زيادة تعقيد الأمور على الأرض· وأعلن بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب نبيه بري أن الأخير تلقى اتصالا هاتفيا من الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ''أبلغه خلاله أن اللجنة العربية المكلفة من مجلس الجامعة ستحضر صباح الأربعاء الى مطار بيروت''· وفي القاهرة، قال دبلوماسي عربي رفيع إن موسى سيصل مساء اليوم الثلاثاء الى الدوحة حيث سيتجمع كل اعضاء الوفد الوزاري ثم يتوجهون بشكل جماعي الى بيروت الأربعاء في طائرة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني· ويلتقي الوفد العربي على التوالي بري ثم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ثم قائد الجيش ميشال سليمان فالنائب المعارض ميشال عون وقياديي الأكثرية رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ورئيس ''تيار المستقبل'' سعد الحريري· وقال دبلوماسيون عرب ان الاجواء التي سادت اجتماع وزراء الخارجية العرب الاحد في القاهرة لا تبعث على التفاؤل بامكانية نجاح مهمة الوفد العربي اذ عكست ازدياد حدة الانقسام بين دول عربية مؤيدة للموالاة، خصوصا مصر والسعودية وتلك الداعمة للمعارضة وعلى رأسها سوريا· واوضح الدبلوماسيون ان مصر والسعودية لا تبديان حماسا كبيرا للوساطة القطرية في الازمة اللبنانية خصوصا ان فكرة تشكيل وفد وزاري تعد تبنيا لاقتراح تقدم به قطب المعارضة اللبنانية نبيه بري· واضافوا ان القاهرة والرياض ''ترفضان ان يؤدي تغيير الأوضاع على الارض في لبنان والمكاسب العسكرية التي حققها حزب الله الى قلب للموازين السياسية وانتصار سياسي للمعارضة والقوى الاقليمية الداعمة لها خصوصا ايران''· واعتبر الدبلوماسيون ان ''استمرار التجاذب بين القوى الاقليمية المعنية بالوضع في لبنان سينعكس على موقف الفرقاء اللبنانيين وبالتالي فإنه لا يبدو ان هناك افقا لتسوية قريبة''· واعتبروا ان تجذر هذا التجاذب وراء اصرار مصر والسعودية على ان يتضمن قرار الوزراء العرب فقرتين الاولى تؤكد ''رفض استخدام العنف المسلح لتحقيق اهداف سياسية خارج اطار الشرعية الدستورية والتأكيد على ضرورة سحب جميع المظاهر المسلحة من الشارع اللبناني وتسوية الازمة السياسية اللبنانية الراهنة بشكل يحفظ لكل طائفة دورها الفعال في التركيبة اللبنانية''· أما الفقرة الثانية فتؤكد ''رفض الدول العربية الكامل لما آلت اليه التطورات في الايام الاخيرة في لبنان وبشكل خاص استخدام السلاح واللجوء الى العنف بما يهدد السلم الاهلي في هذا البلد''· من جانبه قال مسؤول في الجامعة العربية طلب عدم ذكر اسمه لوكالة ''فرانس برس'' ان ''الترتيبات اللوجيستية لسفر الوفد الذي يضم عشرة اعضاء ليست سهلة خصوصا في ظل الاوضاع الراهنة على الارض في لبنان وما زالت الاتصالات الجارية لترتيب سفر الوفد ولا يتوقع ان يكون قبل الاربعاء''· واكد المصدر انه ''ليست هناك اي اسباب سياسية وراء تأجيل تحديد الموعد''· ويترأس الوفد الوزاري رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني والامين العام للجامعة العربية· ويضم الوفد كذلك وزراء خارجية ثماني دول عربية هي الاردن والامارات والبحرين والجزائر وجيبوتي وسلطنة عمان والمغرب واليمن· واوضح مسؤول الجامعة ان هناك اقتراحا بان يتوجه مجموعة من الوزراء العرب الى قطر للسفر الى لبنان مع الشيخ حمد كما ان هناك عرضا آخر تقدم به الاردن لسفر الوفد من عمان لقربها من بيروت· ونفى موسى امس وجود عقبات تعترض سفر اللجنة إلى بيروت قائلا إن ''اللجنة تجرى اتصالات مع القيادات اللبنانية للترتيب للقاءات التي ستعقدها اللجنة مع الأطراف اللبنانية سواء منفردة أو مجتمعة''· وأكد الأمين العام للجامعة العربية أن اللجنة ستتوجه إلى لبنان مباشرة عقب فتح مطار بيروت، موضحا أن سفر اللجنة سيكون جماعيا· والتقى موسى امس طارق متري وزير خارجية لبنان بالوكالة حيث تم استعراض تعقيدات الوضع الراهن في لبنان والتباحث في الخطوات المقبلة وكيفية الخروج من هذا الوضع الجديد الخطير وتناول اللقاء ايضا قرار الجامعة الاخير بشأن احتواء الازمة اللبنانية ورحلة اللجنة الوزارية التي تزور لبنان لبحث تنفيذ المبادرة العربية والتي لم يتحدد موعدها بعد·وأكد موسى أن الأزمة اللبنانية موضع نقاش واهتمام من جميع الدول العربية واللجنة التى تم تشكيلها مهمتها الأساسية وقف المصادمات المسلحة واقناع الفرقاء اللبنانيين بالعودة فورا الى مائدة الحوار ورعاية هذا الحوار وسيتم إرسال وفود الى لبنان ليكون على اتصال بجميع القوى فى لبنان· وفيما يتعلق بنوعية الدعم اللوجيستى للجيش اللبناني قال موسى إن هذا الدعم هو الحفاظ على وحدة الجيش وسيطرته على الأوضاع الأمنية ويطبق ذلك من خلال معرفة احتياجات الجيش اللبنانى وتقديمها له على وجه السرعة· وفى مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء الألمانية أضاف عمرو موسى أن خطورة الأزمة اللبنانية تتمثل في أنها كانت سياسية معقدة والآن تحولت الى أمنية خطيرة وأمام هذا الوضع لابد أن تكون اللجنة على مقربة من الأحداث والأطراف وأوضح أن المبادرة العربية إضافة الى البيان الصادر عن الاجتماع مكملان لبعضهما البعض وأكد موسى أن التدخلات الخارجية وانسياق بعض الأطراف وراءها كان سببا فى تعطل هذا الحوار وأن تنفيذ المبادرة العربية سيحل الأزمة اللبنانية فورا لأن تعطل هذا الحوار أدى الى تعطل انتخاب رئيس الدولة وهي حالة استثنائية غريبة على الدول العربية· وأضاف موسى أن الخروج من المأزق الحالى يتطلب تعاون كل الدول العربية لأن استمراره له انعكاسات خطيرة على منطقة الشرق الأوسط و''نحن نريد إغلاق هذا المدخل والتعامل مع المستجدات الحالية يتطلب فتح حوار مع كل الأطراف اللبنانية ومع كل الدول العربية لأن المشكلة تخصنا جميعا ونحن لا نستبعد أحدا··علينا جميعا أن نشارك فى الحل وأن لا نسمح لأحد من الخارج بأن يعمق خلافتنا''·