الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أبيي «قنبلة موقوتة» تهدد بحرب جديدة بين «دولتين»

7 يناير 2011 00:19
الخرطوم (أ ف ب)- منطقة أبيي المتنازع عليها، تحمل كل مكونات نزاع جديد خطير قد يتفجر بين الشمال والجنوب خاصة في حال قيام دولتين، من مشاكل الحصول على المياه إلى العطش للنفط والتنافس القبلي التاريخي والتطرف. وينص اتفاق السلام الشامل في 2005، على إجراء استفتاءين “متزامنين” في 9 يناير 2011، واحد حول استقلال الجنوب والثاني حول الحاق أبيي بالشمال أو الجنوب. وسينظم الاقتراع الأول الأحد لكن الثاني ارجئ إلى أجل غير مسمى إذ أن الحركة الشعبية لتحرير السودان وقبيلة دينكا نغوك من جهة، وعرب المسيرية وحزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم، من جهة ثانية، لم يتفاهموا على حق تصويت الناخبين. وفي الواقع يبقى الخلاف قائماً حول تحديد حدود منطقة أبيي. فبعد الحرب الأهلية، شكل الشماليون والجنوبيون لجنة لتحديد حدود أبيي لكن نتائج أعمالها لم تلق اجماعاً. وبعد اشتباكات دامية في 2008، في أبيي أثارت مخاوف من تجدد الحرب بين الشمال والجنوب، رفع الجانبان الخلاف إلى هيئة التحكيم الدائمة في لاهاي. وقضت هذه المحكمة بتقليص مساحة هذه المنطقة لتصبح حوالى 10 آلاف كيلومتر مربع يقيم عليها خصوصاً جنوبيو قبائل الدينكا نغوك ومنحت الجزء الآخر الذي تتركز فيه حقول النفط، إلى شمال السودان. وقد لقي هذا القرار موافقة الحركة الشعبية بزعامة سلفا كير ومن حزب البشير والمؤتمر الوطني، وقبائل دينكا نوك. لكن قبائل المسيرية التي قاتلت مع الشماليين خلال الحرب الأهلية، رفضته. وتراجع الحزب الحاكم في الخرطوم بعد ذلك عن قراره ودعم مطالب المسيرية. وتنتقل هذه القبيلة العربية الرعوية الشمالية كل سنة خلال موسم الجفاف، إلى بحر العرب الذي يسميه الجنوبيون نهر كير بحثاً عن مراع لماشيتها، قبل أن تدخل الأراضي الجنوبية. وهذا النهر يعبر أبيي. وبما أن قانون الاستفتاء يمنح قبائل دينكا نغوك حق التصويت ولا يمنح المسيرية هذه الامكانية، فهي تخشى الا تتمكن من الوصول إلى النهر إذا الحقت أبيي بدولة الجنوب المرجحة. وجرت مفاوضات بين حركة التمرد الجنوبية السابقة والحزب الحاكم في الشمال وقبائل الدينكا نغوك والمسيرية برعاية الولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي، الا أنه لم تجد حلاً. ويقول محللون إن “الجانبين يزدادان تشدداً”. وتشكل أزمة أبيي دليلاً واقعياً على الصعوبات المرتبطة بتحديد الحدود. وقال الخبير دوغلاس جونسون مؤخراً إن “فشل محاولة تسوية هذه المشكلة الحدودية في إطار اتفاق سلام معبر جداً. سيكون لذلك انعكاسات كبيرة على تحديد الحدود بين الشمال والجنوب التي ستصبح حدوداً دولية”. وتحديد أكثر من ألفي كيلومتر من الحدود بين الشمال والجنوب لم تتم تسويته. فإلى جانب أبيي، هناك 5 قطاعات أخرى متنازع عليها. ويبدأ المسيرية الذين يميل أفراد منهم إلى التشدد وأغلقوا طريقاً أمام الجنوبيين وخطفوا موظفاً صينياً في القطاع النفطي، هجرتهم إلى أبيي في يناير الشهر الذي سيشهد الاستفتاء على مصير الجنوب. من جهة أخرى، حذر مسؤولون شماليون قبائل الدينكا نغوك من أعمال انتقالية إذا أعلنت ضم أبيي من جانب واحد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©