الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«أيام الشارقة التراثية» تستعرض كنوز الجناح السعودي

«أيام الشارقة التراثية» تستعرض كنوز الجناح السعودي
10 ابريل 2017 22:47
أحمد النجار (الشارقة) حلّت المملكة العربية السعودية ضيفة على فعاليات «أيام الشارقة التراثية»، في نسختها الـ15، واستمر جناحها مفتوحاً أمام الزوار 3 ليالٍ شهد زخماً وإقبالاً واسعين على المنتجات التراثية التي اقتناها الجمهور وتعرف من خلال حرفييها إلى خصوصية صناعتها وتاريخها وجمال مشغولاتها، ليحل بمكانها ضيف آخر، وبلد جديد يطل بتراثه وموروثه العريق، ليثري ساحة «الأيام» ويبث فيها نبضاً ثقافياً وقصة تراثية جديدة. تحدي التكنولوجيا بزيارتنا الخاصة إلى جناح المملكة العربية السعودية، رصدنا العديد من الحرف والمشغولات اليدوية القديمة التي لاتزال حاضرة في يوميات الإنسان السعودي، ويكاد لا يستغني عن كثير منها في شؤون حياته ومستلزمات منزله وحوائج مزرعته، إذ يعود تاريخها إلى مئات بل آلاف السنين، وقد توارثها جيل بعد جيل، وعلى الرغم من التطور الهائل في الصناعات الحديثة التي ساهمت في اندثار الكثير من تلك الحرف، فإن حرفيين سعوديين أكدوا أن هناك حرفاً تراثية يراهنون على بقائها وديمومتها، ويستبعدون أن تطالها آلة التكنولوجيا أو تمتد إليها يد الصناعة المتطورة. طبول بالماء والتمر وقال أحمد عبد الهادي القصيمي، حرفي سعودي يعمل في صناعة الطبول التي ورثها عن والده منذ 30 عاماً، إنه يستخدم جلود الجمال والأغنام وينسج منها خيوطاً لتشكيلها ودبغها بالماء والتمر والملح لمدة 4 أشهر، ثم يتم نقعها وتنظيفها من وبر الشعر العالق عليها، والذي يتغير لونه بحسب الجو، حيث يكون مائلاً للصفرة شتاءً ومائلاً للبني صيفاً. وأفاد أن هذه الصنعة كان يستخدم فيها جذوع النخل، ثم استبدلها الحرفيون الجدد اليوم بالخشب لرخص ثمنه وسهولة توفيره. مصدر رزق القصيمي الذي شارك في مهرجانات محلية مثل «الجنادرية»، وطاف دولاً خليجية مثل قطر والبحرين وحط رحاله في القرية العالمية بدبي، أكد أن هذه الحرفة هي مصدر رزقه الوحيد، حيث تدر عليه ربحاً مادياً جيداً، حسب تعبيره، وتلقى رواجاً وإقبالاً من المجامع السعودي، لاسيما في إحياء المناسبات الاجتماعية مثل الزواج كتقليد متعارف عليه في الأعراس، ونظراً إلى تميز هذه الطبول من حيث جودتها وجمالياتها، فإنها تجد طريقها إلى الفنانين والفرق الموسيقية، سواء السعوديون أو الخليجيون، حيث تأتيه طلبيات كبيرة تشترط مقاسات معينة وتتضمن تطريزات فنية بألوان خاصة. دون أن يفوته بالطبع إقبال السياح الأجانب على اقتنائها كنوع من الذكرى أو أداة للزينة. وتابع: أتمنى إنشاء مراكز تراثية لتعليم أبناء الجيل الجديد هذه الحرف، لتبقى حاضرة على مرّ السنين في وجدان الأجيال المقبلة. «ليف» النخل أما سلمان علي سلمان، حرفي سعودي يعمل في صناعة «الملاييف» منذ 15 عاماً، وهي عبارة عن «ليف» النخل الذي يمكن تطويعه واستخدامه لإنتاج مستلزمات متنوعة، حيث كان يصنع منه «العقال» و«المحافر» المستخدمة لحفظ الرطب، و«الخرج». التي يتم وضعها كمقعد على ظهور الحمير، كما يمكن صناعة أحذية ونعال تراثية ومكانس كبيرة للمنازل والمزارع، فضلاً عن «الميزان» ويستخدم قديماً كمكيال للتمور والخضراوات والقمح، و«المروى» وهي قربة الماء الذي يساعد على تبريدها، و«القرطلة» وهي حافظة للطعام، و«المناسف» التي تستخدم لتنظيف الأرز. وتحدث سلمان عن أهمية هذه الحرفة المتعددة الاستخدام في الحياة اليومية، مفيداً أنه تعلمها من أحد أقاربه، ويعتزم تعليمها لأبنائه كنوع من الهواية والعلم بالشيء، ولن يفرضها عليهم، فهو يريد لهم مهنة تناسب جيلهم وتواكب حاضرهم ومستقبلهم، وأوضح سلمان أن «الملاييف» لاتزال مطلوبة في المجتمع السعودي، حيث تحظى بإقبال كبير من ربات البيوت والمزارعين والفلاحين والأشخاص العاديين الذي يعشقون التراث بلمساته وجمالياته وخصوصيته، فقد يستخدم للتزيين والديكور، ويمكن تطويعه لتلبية مستلزمات تراثية ومحاكاة متطلبات وحاجيات يومية. «الكرّ» و«الخوصيات» من جهته، لفت نايف حسن الحميد، الذي يعتبر أصغر حرفي سعودي بـ«الأيام»، إلى أهمية إحياء الحرف التراثية القديمة، كونها تساهم في رفع مستوى الوعي الثقافي لدى الشعوب وتعزز ارتباطها بماضيها وتراث أجدادها، كما أنها تلعب دوراً مهماً في تنوع مصادر الدخل وإنعاش اقتصادها عبر توفير مستلزماتها الضرورية من إنتاجها المحلي، وهذا بدوره يؤدي إلى اكتفائها ويقلل من اعتمادها على منتجات أجنبية ومصنوعات مستوردة، وأضاف نايف الذي يعمل في صناعة حبال «الكرّ»، وهي التي تساعد على صعود وتسلق جذوع النخيل لقطف التمور بوساطة حبل يوضع في منتصف الظهر، كما يعمل نايف في صناعة «الخوصيات» وهي حرفة يدوية قديمة عمرها آلاف السنين، وهي عبارة عن حصير للجلوس في المنزل أو تستخدم للاستراحة في المزارع، كما كانت تفرش على المراكب لحفظ الأسماك بعد صيدها. وأوضح أن «الخوصيات» تصنع من سعف النخل، ويمكن إنتاج مستلزمات مختلفة منها، مثل «الكبوس»، وهي طاقية توضع على الرأس من حرارة الشمس أثناء العمل في المزرعة أو الخروج للصيد، حيث تستغرق صناعتها نصف ساعة، كما تستخدم في صناعة «السفرة» وهي مائدة الطعام، إضافة إلى «المنسف» لتنظيف الأرز، و«القفة» وهي حافظة للتمور، و«المهفة» مروحة ومكيف الأولين. وتابع نايف: كما يمكن تصنيع قطع للزينة في المنازل لتحمل طالعاً تراثياً، وقطع بلمسات فنية ملونة لحفظ الحلويات والمكسرات التي يتم تقديمها في الأعياد والمناسبات الاجتماعية، أما «المحفرة» فتستخدم في وضع المشموم مثل الرياحين، حيث كان الأولون يوزعونها كتقليد تراثي على الضيوف والمعازيم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©