«مواصفات» تخفض استهلاك الكهرباء 30% خلال 2011

يخفض برنامج جديد تنفذه هيئة الإمارات للمواصفات “مواصفات” استهلاك أجهزة التكييف والأجهزة المنزلية من الكهرباء بنحو 30% على مستوى الدولة بحلول منتصف عام 2011. وبحسب المهندس محمد بدري مدير عام هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس “مواصفات”، فإن التخفيض يأتي من برنامج مطابقة بطاقات البيان للأجهزة الكهربائية لكفاءة استهلاك الطاقة بالدولة. وسيتم من خلال البرنامج استبدال جميع الأجهزة التقليدية بأخرى موفرة للطاقة، مع توقعات بأن ترتفع نسبة الوفر في الاستهلاك إلى أكثر من ذلك مع تطبيق المراحل التالية، بحسب بدري. وقال بدري لـ “الاتحاد” إن الأرقام تؤكد أن استهلاك أجهزة مكيفات الهواء في الدولة يستحوذ على نحو 70% من استهلاك الكهرباء السنوي في الإمارات، ولذلك تركز مواصفات من خلال البرنامج على هذه الأجهزة. وتم تحديد المرحلة الأولى بتطبيق بطاقات البيان للأجهزة الكهربائية لكفاءة استهلاك الطاقة بالدولة، واستبدال الأجهزة التقليدية بأخرى موفرة للطاقة خلال عامين من الآن، على أجهزة المكيفات والغسالات والثلاجات واللمبات والسخانات. المؤتمر وجاءت تصريحات بدري على هامش افتتاح معالي الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير البيئة والمياه رئيس مجلس إدارة هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس “مواصفات” أمس فعاليات المؤتمر الأول حول” كفاءة استهلاك الطاقة للأجهزة الكهربائية” بفندق جراند حبتور دبي، والمعرض المصاحب له. ويشارك في المؤتمر أكثر من 200 مسؤول وخبير من القطاعات الحكومية والخاصة ومصنعي المعدات الكهربائية وأجهزة التسخين والتهوية والتكييف الهوائي والتبريد بالدولة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الأخرى. ويأتي المؤتمر في إطار استعداد “مواصفات” لإعداد مشروع قانون جديد بالتعاون مع الجهات المختصة يهدف إلى الحد من ظاهرة التغيير المناخي من خلال ترشيد استخدام الطاقة الكهربائية في استخدام المعدات الكهربائية وأجهزة التسخين والتهوية والتكييف الهوائي والتبريد التي تتوافر بها مواصفات قياسية دولية تكفل انخفاض استهلاكها للطاقة. وأوضح بدري خلال المؤتمر أن برنامج “مواصفات” سيبدأ مرحلته الأولى بإعداد دراسة شاملة حول أجهزة التكييف والأجهزة المنزلية، وتحديد كميات الاستهلاك، وإعداد المؤشرات الخاصة بالأجهزة الأربعة الرئيسية. وأضاف “اعتباراً من منتصف العام 2011، سيتم وقف تداول الأجهزة التقليدية، وعدم السماح ببيع أي أجهزة لا تحمل بطاقة البيان للأجهزة الكهربائية لكفاءة استهلاك الطاقة، وفقاً للمواصفات الخاصة بالأجهزة المخفضة لاستهلاك الكهرباء”. وقال: بالتوازي مع ذلك تعمل الوزارة على إعداد مشروع قانون، يتيح التطبيق الشامل والإلزامي لاستخدام الأجهزة التي تنطبق عليها المعايير والمواصفات الجديدة، والتي تستهلك طاقة أقل، وتلبي المعايير البيئية العالمية، مشيراً إلى أن الهيئة ستحيل مشروع القانون إلى مجلس الوزراء في وقت لاحق من هذا العام تمهيدا لإقراره، ليصبح المظلة التشريعية التي تستند إليها برامج الهيئة في المرحلة المقبلة. الدوائر الحكومية وبين مهندس بدري بأن “مواصفات” وبالتعاون مع هيئة المياه والكهرباء في أبوظبي، وهيئة كهرباء ومياه دبي، والدوائر والمؤسسات الحكومية المختلفة، ستقوم ببرنامج لاستبدال أجهزة مكيفات الهواء في جميع الدوائر الحكومية بأخرى حديثة، تتوافق مع معايير تخفيض استهلاك الطاقة، والمعايير البيئية. وأوضح أن البدء بالجهات الحكومية سيكون دافعاً للتطبيق على مستهلكي المنازل، لافتاً إلى أنه سيتم تنظيم حملة توعية شاملة على مستوى الدولة بالتعاون مع الجهات المختصة، لأهمية استخدام الأجهزة الموفرة للطاقة، من حيث كفاءة الاستخدام، وتخفيض التكاليف، وتطبيق معايير بيئية جديدة. وكشف بدري أن عنصر تخفيف الأعباء عن المستهلكين مأخوذ بعين الاعتبار ضمن برنامج استبدال الأجهزة الكهربائية المنزلية، لافتاً إلى أن من بين المقترحات إطلاق مبادرات بالتعاون بين الحكومة ومصنعي الأجهزة الكهربائية باستبدال الأجهزة العادية بأخرى معدلة، مع تخفيض في الأسعار بنسب قد تصل إلى 50%. وأكد أن برنامج وقف بيع الأجهزة الحالية “أمر لا رجعة عنه”، وسيتم منح التجار مهلة زمنية محددة للتخلص من المخزون لديهم من الأجهزة الكهربائية، وإعادة شحنها خارج الدولة. وسيتم التأكد من ذلك، عبر إجراءات معينة، وتقوم بها أجهزة الدولة المعنية ومؤسساتها، بحسب بدري الذي أشار إلى أن أفكار التوعية عديدة، وربما يتم استخدام فواتير استهلاك الكهرباء والمياه كإحدى وسائل التوعية. وبين أن هناك مراحل تالية، لتعميم تطبيق برنامج مطابقة بطاقات البيان للأجهزة الكهربائية لكفاءة استهلاك الطاقة بالدولة، على جميع الأجهزة، موضحاً بأن التطبيق على القطاع الصناعي سيتم بعد مرحلة انتقالية، تمتد إلى العام 2014، وسيتم بشكل ومنهج عمل مختلف، وبعد التعرف إلى الواقع العالمي في ترشيد الاستخدام للطاقة. وأوضح أن الهيئة تعمل على إعداد وتطوير مواصفات قياسية وبرنامج إلزامي لمطابقة بطاقات البيان للأجهزة الكهربائية لترشيد استهلاك الطاقة وبالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة حيث قامت الهيئة بإعداد تصور كامل عن برنامج الكفاءة في استهلاك الطاقة بالنسبة للمنتجات الكهربائية وسيتم من خلال المؤتمر إطلاق هذه المبادرة من قبل الهيئة لتعريف جميع المعنيين في هذا القطاع بالبرنامج وأهدافه. وتقوم الهيئة بعدة خطوات لتنفيذ البرنامج أبرزها إعداد المواصفات القياسية الإماراتية واللوائح الفنية المتعلقة بالبرنامج بالتنسيق والاشتراك مع الجهات ذات العلاقة من خلال اللجنة الوطنية المقترحة ورفع المواصفات القياسية الإلزامية وغير الإلزامية واللوائح الفنية للمجلس للاعتماد. اتفاقيات وفي هذا الصدد، قامت الهيئة بتوقيع مذكرة تفاهم للتعاون مع الجمعية العالمية للنحاس “آي سي أيه” وهي مؤسسة عالمية غير ربحية تهدف الى ترشيد استهلاك الطاقة في جميع دول العالم. ويهدف هذا التعاون بين الجانبين إلى وضع مواصفات وآليات وبرامج لترشيد استهلاك الطاقة في الدولة. وأضاف “قام فريق فني من الهيئة بزيارات استطلاعية للدول المتقدمة وصاحبة الخبرة في هذا المجال وهي الصين وكوريا الجنوبية بهدف الإطلاع على تجارب وخبرات هذه الدول والتعرف إلى أفضل الممارسات في هذا المجال”. وعقد المؤتمر برعاية شركة “اميرسون كلايمت تكنوليجيز” وتحدث خلال جلساته خبراء في مجال كفاءة استهلاك الطاقة للأجهزة الكهربائية من الأمم المتحدة واستراليا والهند وكوريا والولايات المتحدة الأميركية و”مصدر” وجامعة الإمارات. اتفاقية مع المعهد الأميركي للمواصفات الحرارية دبي (الاتحاد) - قال محمد بدري إن هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس قامت بإبرام اتفاقية للتعاون المشترك مع المعهد الأميركي للمواصفات الحرارية والتكييف والتبريد “أيه اتش آر آي” في مجال توفير وترشيد ومنع هدر الطاقة الكهربائية بلا جدوى. واتفق الجانبان على تطوير العمل المشترك مع معهد “أيه اتش آر آي” بهدف توحيد المواصفات المتعلقة بمعدات وأجهزة التسخين والتهوية والتكييف الهوائي والتبريد الموفرة للطاقة. وأوضح أن المعهد الأميركي للمواصفات الحرارية والتكييف والتبريد مؤسسة تجارية تمثل المصنعين لأجهزة التكييف والتدفئة والتبريد التجاري المعدات ويضم أكثر من 300 عضو من الشركات التي يعمل أكثر من 90 % منها في المجالات السكنية والتجارية وأجهزة التكييف والتدفئة وتسخين المياه ومعدات التبريد التجاري.