الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صيد الأسماك مهنة تستهوي الشباب من القرش إلى العوم

صيد الأسماك مهنة تستهوي الشباب من القرش إلى العوم
25 يونيو 2009 22:41
لعل مسألة البحث عن وظيفة لا تتأثر بأسواق المال ولا بالانهيارات الاقتصادية أو الجليدية التي تحصل في البحار وهي مسألة تؤرق الكثير من الشباب العماني في هذا العصر، وقد يلجأ البعض إلى تأمين مستقبله بوظيفة حكومية أو بقطاع خاص ليعتاش منها كما حرفة صيد الأسماك في عمان التي باتت سائدة هذه الأيام. المهنة الهواية لكن لم يكن خالد من الشباب العمانيين الذين تستهويهم فكرة انتظار قطار العمل الحكومي ولعل المهنة تبدأ أحيانا من الهواية قبل أن تنطلق لتصبح مهنة، فالكثير من العمانيين انطلقوا يمخرون عباب البحر حتى ينهلوا من رزقه ويبيعوه إلى مرتادي الأسواق المتخصصة ببيع الأسماك. ومن يقصد الأسواق في سلطنة عمان يجد أن فئة الشباب هي الأغلبية العظمى التي تجلس خلف مجموعات الأسماك لبيعها، فمنهم من يقطعها ومنهم من يجهزها ومنهم من يمسك بخيوط المساومة في إنهاء عملية البيع بفائدة يضعون عليهم رمق الجهد بعد يوم شاق يسحبون فيه سناراتهم أو شباكهم ويوجهون مقاود قواربهم، بعد أن كانت سناراتهم تقفز إلى الماء من قبيل الهواية لا العمل. تسهيلات لم تدر الحكومة ظهرها لهؤلاء الشباب بل وقفت معهم وساندتهم من خلال تسهيل مهامهم وذلك بتحمل كلفة وتبعات شراء بعض القوارب ومساعدتهم ماليا في شراء الأدوات والمكائن التي تسير القوارب، وفتحت لهم بنوك التنمية لتسهيل عمليات شراء القوارب وفتح محلات بيع الأسماك وأدوات الصيد، وتكفلت لدى البعض منهم بشراء القوارب، وتسيير الخروج للعمل بالبحر مقابل دفع أقساط زهيدة جدا لمدة معينة إلى أن تنقضي مدة سداد قيمة القارب المعد لغرض الصيد. وفي حين تشجع الحكومة الشباب على العمل في مجال الصيد وتقديم القروض الميسرة لدعمهم وتيسير تملك سفن الشباب، فإنها تشجع القطاع الخاص على الاستثمار في مجالات عديدة ذات علاقة بهذا المجال، منها على سبيل المثال خدمات موانئ الصيد ومعدات الصيد ومصانع الثلج والورش البحرية وغيرها. كما تقوم شركات الأسماك الرسمية التي تملك سفنا مجهزة بمعدات حديثة ووحدات تبريد بدور حيوي إلى جانب أساطيل الصيد التجاري. أنواع متعددة توفر الشواطئ العمانية الطويلة تنوعا في الأسماك، وتعطي أيضا فرصة كبيرة لنمو وتطوير مهنة صيد الأسماك التي يعمل بها العديد من الشباب الصيادين الحرفيين الحاصلين على تراخيص لمزاولة مهنة الصيد. فيما تتنوع الأسماك المباعة في سلطنة عمان بحسب المناطق والولايات العمانية يكاد يعرف البعض منها بنوعية خاصة من الأسماك، ويتلذذ بها البعض ويقطع المسافات من أجل تناولها، منها «الكنعد» أفضل أسماك البحر ويعرف باسم «موز البحر»، والكثير من أسماك «الحدج» الذي يعرف باسم «صيد البياض» وهو كثير ومتعدد الفصائل والأشكال، كذلك أسماك (الجيدر والسهوة والسمان والسية والخضيرة) وغيرها من الأنواع المختلفة واللذيذة، خاصة سمك «العوم» الصغير الذي يشبه «السردين» ويعتبر الغذاء الرئيسي المفضل للحيتان، كما يستخدم كعلف، حيث يجفف على الشواطئ، فضلا عن سمك القرش الحاد الطباع والمعروف بشراسته ويعرف محليا باسم «العوال». إعجاب السياح جذبت عمليتا صيد وبيع الأسماك من قبل الصيادين العمانيين الكثير من السياح الأجانب الذين يذهبون إلى الأسواق التي يوجد فيها هؤلاء الصيادون للتعرف إلى مهنتهم والتقاط الصور التذكارية معهم والاستمتاع برؤية ما جلبوه من الأسماك، وطبيعة حياتهم اليومية أثناء مزاولة هواية ومهنة الصيد التي مارسها الأجداد منذ مئات السنين ويتابعها الجيل الشاب. كما استطاعت هذه المهنة أن تحوز رضا وشغف الكثير من الشباب العماني الذي فضّل نزول البحر والاستمتاع بصيد الأسماك ومن ثم بيعه، والاستفادة بعائدات البيع في قضاء احتياجات الحياة اليومية.
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©