الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سبحة اليد خير رفيق

سبحة اليد خير رفيق
25 يونيو 2009 22:42
لم تعد سبحة اليد مجرد حبيبات من الأحجار الكريمة التي يستعان بها للتكبير والحمد والتهليل وحسب، إنما ارتدت على مر السنين حلة جديدة، وأُسندت اليها أدوار إضافية تتكامل مع دورها الرئيسي. وإلى الأشكال والألوان التي ترتديها من فضة وكريستال وماس، هي في المناسبات العامة والخاصة رفيقة المرء في المساجد والمجالس وحتى على الطائرة. والى جانب الدور الكبير الذي تلعبه في يوميات فئة كبيرة من الناس، تحتل أثناء السفر حيزاً هاماً لدى من يتفاءلون بها. وهكذا فإنَّ هواة تجميعها يبحثون عنها أينما حلوا، وخصوصا في بلاد الشام ومنطقة الجزيرة العربية ومحيطها، وكذلك في البلدان الإسلامية. وبين هذا وذاك، تحولت السبحة الى إكسسوار ممتاز يعتبره كثيرون جزءاً من الوجاهة الاجتماعية، وتذكاراً لهدية استثنائية ترمز الى موطن صناعتها. وعلى أبواب أي مناسبة اجتماعية كالزواج أو الحصول على شهادة عليا أو حتى أيام العيد، فإن السبحة النفيسة تكون خير هدية تليق بالأهل والأصدقاء. إنها حبيبات لا تمل منها الأعين ولا تشبع منها الأيدي. مباهاة كانت السبحة قديماً تشكل مظهراً من مظاهر التقوى، ولا يحملها إلا كبار السن للتسبيح. وشيئاً فشيئاً تحولت إلى تقليد، وانتقلت كذلك الى أيدي الشباب وحتى النساء. ولم يعد ظهورها يقتصر على دور العبادة فحسب، بل اقتحمت مختلف الأماكن، حتى أنَّ البعض يحتفظ بها داخل السيارة، والى جانب «الموبايل» وآخرون يتباهون بجمع النفيس منها، وتعليقها كتحف على جدران البيت. ‏اللماعة للنساء الأكثر طلباً في السوق هي سبحات الكهرمان والنارجيل التي تتميز برائحتها الزكية، تأتي من بعدها سبحات اليسر التي تستخرج من قاع البحر وكذلك سبحات العاج والمرجان. أما الأنواع اللماعة والبراقة فهي ما يجذب النساء ويتباهين بها في جلساتهن مثل تلك المصنوعة من الخرز كسبحة الفيروز وسبحة الصدف. أما سبحة الماس الأسود والتي تستورد من تايلاند فهي من مقتنيات المرأة الشديدة الحرص على مظهرها وإكسسواراتها. حبيبات وخيوط للسبحة تاريخ قديم يبدأ منذ كان الفقراء يصنعونها من بزر الزيتون. ومن المتعارف عليه منذ تلك الأيام أن تسارع حركة حبيباتها بالمفهوم العام يعبر عن حالة توتر حاملها، وتكشف عن حالة نفسية مستقرة عندما تتهادى الحبيبات ببطء ولين. وثمة أمر هام يجب التنبه له عند شراء سبحة ثمينة تحسباً لأي عملية غش، وما أكثرها في الأسواق. فالسبحات المغشوشة تكون غالباً مصنوعة من أنواع الزجاج وتكون خيوطها من النايلون، أما الأصلية فخيوطها قطنية وبلون الأحجار. في الأفراح والأتراح يقول سالم محمد واحد من محبي تجميع السبحات النادرة: «أول سبحة حصلت عليها، كانت هدية من أبي. أوصاني أن أحافظ عليها لأنه ورثها عن أبيه، وهي من الكهرمان، أعجبتني وأخذت أتباهى بها في كل مناسبة. وعندما كبرت رحت أبحث في السوق عن مثيل لها، وكنت كلما جمعت مبلغاً من المال أشتري سبحة من الحجر الكريم، حتى بات في حوذتي مجموعة كبيرة منها». أما أبو أشرف محسن فقد أمضى عمره والسبحة لا تفارق يده لا في الأفراح ولا في الأتراح. فمن النادر أن يخرج من بيته ولا تكون معه، وكأنها أصبحت جزءاً من شخصيته. «تشاركني معظم أوقاتي، وما أن أفرغ من إنجاز مصالحي حتى آخذها بكلتا يدي، وأبدأ بالتسبيح على نية العفو والعافية». إكسسوار من جهة أخرى تبرر أمينة احتفاظها داخل محفظتها كل يوم بسبحة مختلفة شكلاً ولوناً بالقول: «صحيح أن الهدف منها التسبيح لله في كل زمان ومكان، الا أنه لا يمنع أن تكون مناسبة للون الملابس التي أرتديها. وبالنسبة لي لا بد أن تكون أنيقة ومتلألئة، وأحبها على قلبي السبحة الفيروزية». توافقها الرأي آمال التي اشترت أخيراً سبحة تتضمن حبيبات من الماس، وهي تفخر بحملها في المناسبات الفخمة. «مع أن ثمنها باهظ الا أنَّها تستحق، وأجد أن السبحات لم تعد حكراً على الرجال طالما أننا نستعملها للغاية نفسها. التسبيح من جهة وارتجاء الحسنات من الله، والتباهي بها كإكسسوار يعبر عن الذوق من جهة أخرى»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©