السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كارولاين

كارولاين
25 يونيو 2009 22:43
عندما تصطحب أطفالك لمشاهدة فيلم رسوم متحركة في السينما، فإن آخر شيء تريده أن يكون الفيلم «مب زين» ومملاً، والأسوأ من ذلك أن يكون فيلم رعب يثير الخوف في نفوسهم ولا يجعلهم ينامون الليل، لأن هدفك الأساسي من المشوار الترويح عنهم وإدخال الفرح والسرور إلى قلوبهم وليس معاقبتهم وإصابتهم بالرعب. لكن أعتقد أن هذا كان واقع حال جميع من شاهدوا فيلم الرسوم المتحركة «كارولاين» والذي عرض مؤخرا في دور السينما باعتباره فيلما للأطفال لكنه في واقع الحال كان يستحق أن يصنف ضمن أفلام الرعب وقد انخدع به كل من حضره. الفيلم باختصار يروي قصة فتاة، تحاول ساحرة خطفها من عالمها الحقيقي إلى عالم وهمي وتسعى إلى تحويلها لدمية عن طريق خلع عينيها وخياطة «زرين» مكانهما. وهو مليء بالمواقف المخيفة التي لا يمكن بحال من الأحوال أن تناسب الأطفال ومنها على سبيل المثال مشهد يحث فيه الأب الوهمي للطفلة المحتجزة في عالم الساحرة على الإسراع في اقتلاع عينيها مؤكدا لها أن الإبرة التي ستستخدمها لخياطة الزرين حادة بما يكفي للتسبب لها بالألم، لكنه يطمئنها بعد ذلك بأن الألم سيزول مع الوقت! والمشهد السابق غيض من فيض في الفيلم الذي يدهشك بمحتواه الكئيب غير المعقول تخصيصه للأطفال وذلك على الرغم من أن «البوستر» الخاص بالفيلم يعطيك إيحاء مختلفا تماما عن المضمون حيث يحمل صورة باسمه لبطلة الفيلم تظن معها بأنك مصطحب أطفالك لفيلم كوميدي. وهنا بيت القصيد في الموضوع بأن الأفلام المعروضة عندنا لا تحتوي على تصنيف خاص بنا يمكن أن يحذر من محتواها قبل مشاهدتها، فالفيلم السابق شكله يوحي بأنه كوميدي لكن واقعه الحقيقي فيلم رعب مخصص للأطفال! ورغم أن الفيلم يعتبر حالة خاصة من الصعب أن تتكرر إلا أن ذلك لا ينفي ضرورة وجود نظامنا الخاص للأفلام غير التصنيف الذي يأتي معها من الخارج. كذلك إشارة الفيلم تخبرنا أنه «مخصص للعائلة» لكن في تقديري أنه لو كانت هناك جهة رقابية فاعلة في الإمارات تملك القدرة على تحليل المحتوى لما ترددت في إعادة تصنيف الفيلم لأنه يستحق أن تضع عليه عشرات الخطوط الحمراء التي تحذر المشاهدين بأنه يحتوى على لقطات مخيفة تملك القدرة على إثارة الفزع في قلوب أبنائهم. سيف الشامسي Saif.alshamsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©