الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

البعثتان المحلية والألمانية تعلنان عن مكتشفات أثرية مهمة بموقع جبل فاية في الشارقة

4 مارس 2011 00:28
الشارقة (وام) - أعلن مشروع التنقيب المشترك بين البعثة الأثرية المحلية والبعثة الألمانية عن عدد من الاكتشافات الأثرية المهمة بموقع جبل فاية في إمارة الشارقة. جاء ذلك في مؤتمر صحفي نظمته دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة أمس بحضور عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة وعدد من المختصين والإعلاميين والمهتمين في مجال المكتشفات الأثرية ورئاسة الدكتور صباح جاسم رئيس البعثة الأثرية المحلية بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة والبعثة الألمانية برئاسة الدكتور هانس بيتر إيربمان والدكتورة مارجريت إيربمان. وقال الدكتور صباح جاسم في بداية اللقاء إن الفريق العالمي ضم علماء متخصصين من دولة الإمارات وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية وأوكرانيا تكللت جهودهم عبر سبع سنوات متواصلة من عمليات التنقيب الأثري والبحث والدراسة والتحليل بالنجاح. وأوضح أن جوهر هذه الاكتشافات الجديدة يتعلق بموضوع الهجرات البشرية وانتشارها في أرجاء المعمورة، حيث كان المعتقد سابقا أن الإنسان الحديث من الناحية التشريحية ظهر لأول مرة وتطور في قارة إفريقيا قبل حوالي 200 ألف سنة مضت ومن هناك هاجر فيما بعد إلى قارات أخرى، وقد حدث ذلك خلال الفترة ما بين 60 إلى 70 ألف سنة مضت، إما عن طريق البحر الأبيض المتوسط أو الساحل العربي. ووفقا للنتائج فإن هذه الاكتشافات ستكون دافعا وحافزا لإجراء المزيد من الدراسات والأبحاث في علوم آثار وإنثروبولوجيا العصر الحجري القديم، وكذلك في علم الوراثة القديم والحقول الأخرى ذات العلاقة، كما ستساعد أيضا على تحويل تركيز هذا البحث إلى مناطق أخرى بعيدة، حيث وصلت إلى هناك المجاميع البشرية الحديثة من الناحية التشريحية في زمن متأخر بعض الشيء. وأشار إلى أن موضوع انتشار الجنس البشري الحديث، على سواحل المحيط الهندي الممتدة من شرق إفريقيا عبر الجزيرة العربية، وإلى جنوب آسيا، ومنها إلى شرق آسيا وأستراليا، كان موضع نقاش وجدال استمر على مدى سنين عديدة. وقال إنه وبعد عمليات تنقيب أثرية منهجية، بدأت في العام 2003 على سفوح جبل فاية في المنطقة الوسطى من إمارة الشارقة، وبعد حفر سلسلة متعاقبة من طبقات أثرية تعود إلى ما قبل الفترة الإسلامية والعصرين الحديدي والبرونزي والعصر الحجري الحديث، ظهرت طبقات العصر الحجري القديم لأول مرة في العام 2005 وفي موسم العام 2006 ، كما ظهرت أول المكتشفات المنقولة، وهي عبارة عن مجموعة من الأدوات الحجرية البدائية الصنع تتكون من فؤوس يدوية ومقاشط وشفرات صنعت وفق أسلوب يحاكي ذلك المستعمل في شرق إفريقيا، وظهر لاحقاً من نتائج التحليل والدراسة. وأضاف أنه جرى تثبيت هذا التاريخ باستعمال طريقة علمية تقوم على مبدأ التألق الضوئي “او اس الـ”، وتعتمد على تحليل النظائر المشعة الحبيسة في حبيبات الرمل الموجودة مع الأدوات الحجرية لقياس الفترة التي تعرضت فيها للنور آخر مرة. وأعرب عن شكره وامتنانه للدعم الثابت والمتواصل من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والذي لولاه ما كان بإمكان البعثة تحقيق ما تم إنجازه، متمثلا ً في هذا الاكتشاف المتميز المهم، والذي سيكون دافعا وحافزا لإجراء المزيد من الأبحاث والدراسات في هذه المنطقة التي سبقت المناطق الأخرى في أوروبا والبحر الأبيض المتوسط في استقبال المجاميع البشرية الحديثة. وفي بيان للبعثة أكد اكتشاف موقع في منطقة جنوب شرق الجزيرة العربية، والذي كان قد تم استيطانه من قبل أقوام ينتمون إلى فصيلة الجنس البشري الحديث من الناحية التشريحية ردم فجوة عميقة في معرفتنا عن ظهور الجنس الذي نعود إليه في مناطق خارج القارة الأفريقية، حيث نشأ أسلافنا قبل حوالي 200 ألف سنة مضت. وأشار البيان إلى أن موضوع انتشار الجنس البشري الحديث على سواحل المحيط الهندي الممتدة من شرق أفريقيا عبر الجزيرة العربية والى جنوب آسيا ومنها إلى شرق آسيا واستراليا كان موضوع نقاش استمر على مدى سنوات عديدة وخاصة على صفحات مجلة “سنس”. وذكر البيان : “أن جبل فاية الواقع في الصحراء الداخلية للإمارات العربية كان معروفاً كموقع سياحي غالباً ما تم زيارته من قبل أعضاء الفريقين المحلي والألماني خلال فترات عملهم في مواقع أخري في الإمارة وقد تطلب من بعض الوقت قبل أن ندرك - حسب بيان البعثة ـ بأن غياب اللقى السطحية العائدة لفترة العصر الحجري في هذا المكان إنما كان في الواقع المفتاح الذي يشير إلى أهميته”. وعلى النقيض عما عليه الحال في المناطق المجاورة فلم يعثر على أي أدوات حجرية أمام هذه المنطقة التي تتخذ شكل كهف طبيعي كانت في حقيقة الأمر مغطاة بطبقات من الرمل والحصى الناعم المتراكمة منذ العصر الحجري. شارك في دراسة المكتشفات كل من انتوني مارك الاختصاصي الشهير في موضوع العصور الحجرية القديمة في أفريقيا والشرق الأدنى، وفيتالي أوسك الاختصاصي البارز في دراسة نماذج وتكنولوجيا الأدوات الحجرية في العصر الحجري القديم. حملة تنقيب البعثة المشتركة بدأت عام 2003 بتمويل سخي من صاحب السمو حاكم الشارقة والمسؤولين في دائرة الثقافة والإعلام بدأت حملة تنقيب منهجية منذ العام 2003 م وبعد حفر سلسلة متعاقبة من طبقات تعود إلى العصر ما قبل الفترة الإسلامية والعصر الحجري الحديث ظهرت طبقات العصر الحجري القديم لأول مرة في العام 2005م. ومنذ العام 2006 ركزت البعثة المشتركة عملية تنقيباتها في الموقع وكان من أول المكتشفات المهمة فأس يدوى مصنوع من الحجر يمكن التعرف إليه بسهولة من قبل علماء الآثار المتمرسين، وقد كان ذلك الاكتشاف في يوم 7 مارس 2006م. كما أن هذا الاكتشاف لم يكن متوقعاً، نظراً لأن مكتشفات من هذا النوع كانت معروفة في أجزاء أخرى من جنوب وغرب شبه الجزيرة العربية وهذه لا توجد سابقاً في الإمارات وشمال عمان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©