محمود الناقة: 99% من البحوث التربوية العربية مكررة ولا تخدم الميدان

السيد سلامة (أبوظبي) - أكد الخبير التربوي الدكتور محمود كامل الناقة، رئيس الجمعية المصرية للمناهج والتدريس عضو مجمع اللغة العربية، أهمية تدريب المعلمين على إنجاز بحوث تربوية تخدم الميدان وتعزز الإبداع في مدارسنا، معتبراً أن أحد أسباب تدني مستويات المعلمين في الوطن العربي ترتبط بصورة وثيقة بضعف إعداد المعلم خلال دراسته بكليات التربية وعدم تأهيله في مجال البحث التربوي. وأشار الناقة إلى أن البحوث التربوية تمثل صمام الأمان لضمان جودة العملية التعليمية من طرق وأساليب تدريس ومخرجات تعليمية، ومن هنا فإن إعداد المعلمين وإكسابهم هذه المهارات من شأنه أن يوسع مداركهم تجاه القضايا التربوية التي تمس العمل الميداني في المدارس، مؤكداً أن 99 في المائة من البحوث التربوية في الوطن العربي “مكررة ولا تخدم الميدان”، وبالتالي لا تجد مكاناً لها سوى خزانات الكتب. جاء ذلك خلال المنتدى الذي نظمته الأمانة العامة لجائزة خليفة التربوية في أبوظبي مساء أول من أمس حول دور البحوث التربوية في النهوض بالتعليم، وشهدت المنتدى أمل العفيفي الأمين العام للجائزة، وسعاد السويدي والدكتور خالد العبري، والدكتور محمد عيسى قنديل أعضاء اللجنة التنفيذية للأمانة، وعدد كبير من أعضاء الهيئات الإدارية والتدريسية. وفي بداية المنتدى، أكدت العفيفي اهتمام الجائزة بمد جسور التواصل مع الخبراء والمتخصصين في العمل التربوي من مختلف أرجاء العالم والإفادة من خبراتهم في إثراء الميدان التربوي بما توصلوا إليه من فكر وعلوم ومهارات تعزز من أداء وفعالية جميع عناصر العملية التعليمية، ومن هنا جاء تنظيم هذا المنتدى الذي يعتبر حلقة وصل قوية بين الخبراء والميدان. كما أن المنتدى يهدف إلى بناء كوادر بحثية متخصصة في البحوث التربوية، وأن تكون هذه الكوادر على درجة عالية من الوعي بقيمة ودور البحوث التربوية في إحداث نقلات نوعية في البيئة المدرسية. ولفتت العفيفى إلى أن جائزة خليفة التربوية نجحت خلال الفترة الماضية في تشجيع التربويين على خوض غمار البحوث العلمية في مختلف مجالات العمل التربوي، وتستقبل الجائزة سنوياً أعداداً كبيرة من البحوث التربوية التي يقدمها الزملاء والزميلات في الميدان، ومع هذه الزيادة في أعداد تلك البحوث وجدت الأمانة العامة للجائزة أنه من المفيد تنظيم مثل هذا المنتدى حتى تتسع دائرة التوعية بأهمية البحث التربوي بين مختلف فئات العاملين في الميدان. ومن جانبه، دعا الدكتور محمود كامل الناقة إلى ضرورة إعداد المعلم منذ مرحلة مبكرة للتعامل مع البحوث التربوية، مشيراً إلى أن البحوث التربوية هي المحرك الأساس في عملية النهوض بالتعليم، وبدون تحديد المشكلات التي يعاني منها هذا القطاع الحيوي، فإن التطوير “يظل مفهوماً بعيد المنال” قائلاً: إن التعليم هو قاطرة التنمية البشرية في العالم وبدون تطوير التعليم فإن التنمية البشرية تظل بصورتها التقليدية التي لا تؤهل كوادر لمواكبة العصر. وقدم الناقة خلال المنتدى صورة شاملة حول البحث التربوي وكيفية إنجازه، وكذلك كيفية كتابة البحث، والمراحل التي يمر بها وغيرها من الخطوات التي ينبغي على الباحث الالتزام بها عند اختياره لمشكلة البحث وتحديد أطرها، والمنهاج البحث المستخدم في الوصول إلى النتائج، إضافة إلى كيفية التعامل مع مصادر البحث ومراجعه، وهيكلة البحث التربوي وأنواعه، وكيفية توثيق المعلومات والاقتباسات البحثية وغيرها من المحاور.