الهادئ

بعد أن انتزع المنتخب الأميركي لكرة القدم اعجاب العالم ذهب الجميع إلى البحث عن شخصية الرجل الذي يقف خلف هذا الأداء المذهل، خاصة أنه لا حديث في أروقة كرة القدم العالمية الآن سوى عن هذا المنتخب الذي قهر فراعنة مصر ونجوم إسبانيا وتأهل إلى نهائي كأس العالم للقارات بفضل التنظيم داخل الملعب وواقعية الأداء وارتفاع معدلات اللياقة البدنية، وجميعها مقومات من صناعة المدرب بالدرجة الأولى. والمدرب هو بوب برادلي 51 عاماً والذي لم يمارس كرة القدم في مستواها الاحترافي من قبل، ليكرر اسطورة كارلوس ألبرتو باريرا ومورينيو و اريجو ساكي وغيرهم من نجوم التدريب الذين حققوا انجازات تدريبية لافتة دون أن يكون لهم تاريخ احترافي كلاعبين. وبدأ برادلي المولود في نيوجيرسي 3 مارس 1958 مسيرته مع التدريب قبل أن يتجاوز 22 عاماً بحصوله على منصب المدير الفني لفريق جامعة أوهايو عام 1981، واستمر في تدريب فرق الجامعات حتى عام 1995 وخاصة فريق جامعة فيرجينيا وفريق جامعة برنستون، ثم بدأ في 1996 مسيرته مع أندية الدوري الأميركي وكانت البداية كمساعد لأرينا في دي سي يونايتد. وبعد موسمين حصل برادلي الذي يتسم بالهدوء على منصب المدير الفني لفريق شيكاجو فاير، وحصل على لقب أفضل مدرب في الولايات المتحدة وارتفعت أسهمه، ثم انتقل في 2003 إلى نادي مترو ستارز ومنه إلى شيفاس وواصل نجاحاته ليصبح المدرب الأكثر تحقيقاً للانتصارات في تاريخ الدوري الأميركي لكرة القدم المعروف باسم MLS. وعقب الفشل في كأس العالم 2006 قرر الاتحاد الأميركي تعيين برادلي مديراً فنياً للمنتخب في ديسمبر 2006 بعد أن كان يعمل كمساعد للمدرب أرينا، ورغم أن التوقعات كانت تشير إلى تعيين الألماني كلينسمان في هذا المنصب إلا أنه تم الاستقرار في النهاية على برادلي ليحقق سلسلة من الانتصارات الودية ويفوز بلقب بطولة أمم الكونكاكاف بتغلبه على المكسيك في النهائي ليحصل على الكأس الذهبية 2007، وواصل مفاجآته ليصعد إلى نهائي كأس العالم للقارات بمنتخب يعتمد على مزيج رائع من الخبرة والشباب، والمثير أن أبرز عناصر المنتخب هو مايكل برادلي ابن المدرب والمحترف في بروسيا دورتموند الألماني.