13 مايو 2008 03:13
تمكنت فرق الدفاع المدني والتدخل السريع في أبوظبي من السيطرة على أكبر حريق على مستوى إمارة أبوظبي شب في 4 مستودعات تحوي مواد سريعة الاشتعال بمنطقة ميناء زايد مساء أمس في غضون 3 ساعات دون أن تسجل وقوع أية إصابات·
وغطى سماء أبوظبي دخان أسود كثيف بدأ من منطقة الميناء وامتد على طول الأجزاء الشرقية من جزيرة أبوظبي شوهدت من منطقة مصفح وبين الجسرين ومدينة خليفة·
وقال اللواء الركن محمد بن كردوس العامري مدير إدارة الدفاع المدني: ''إنه تم تلقي البلاغ بنشوب الحريق في الساعة الخامسة و41 دقيقة عصرا، حيث تم تحريك الفرق التي وصلت إلى مكان الحادث بعد 3 دقائق من وقت الإبلاغ، وبدأت مباشرة عمليات الإطفاء في الساعة 45:5 دقيقة رافقها عمل خطة سير لدخول سيارات الإطفاء''· وبدأت عمليات التبريد في تمام الساعة 46:8 دقيقة مساء واستمرت لساعات من الليل·
وأتى الحريق على المستودعات الأربعة التي يبلغ طولها 120 مترا وعرضها 100 متر·
ويعود أحد المستودعات المحترقة إلى مفروشات الفراشة ويحتوي على أثاث ومواد خشبية، وآخر لشركة ''كلينكو'' يحتوي على مواد تنظيف، فيما احتوت المخازن الأخرى على إطارات وأصباغ، وورشة نجارة ومواد مختلفة، وهو ما ساعد على سرعة الاشتعال وطول عمليات الإطفاء·
ولم تسفر عمليات الحريق عن إصابات بشرية، وقال مسؤولون في موقع الحريق إن الأسباب المؤدية إلى اندلاع النيران في المستودعات لم تعرف بعد·
وسيتم تسليم موقع الحادث إلى شرطة أبوظبي ليقوم المختبر الجنائي بالوقوف على أسباب الحادث، وعرضت إدارة الدفاع المدني في دبي المساعدة وتقديم الدعم اللازم·
وأكد اللواء بن كردوس أن الإدارة العامة للدفاع المدني ستلزم شركات التأمين بتكاليف عمليات الإطفاء، في الوقت أوضح فيه ''تيمور'' صاحب مفروشات الفراشة أن خسائره تقدر بـ 6 ملايين درهم·
وشاركت في عمليات الإطفاء 3 طائرات عمودية، واستخدمت سيارات الإسعاف والمستشفى الميداني لتأمين القوة المشاركة في عمليات الإطفاء تحسبا لأي إصابات قد تقع، بالإضافة إلى فرقة من القوات المسلحة·
واعتبر اللواء بن كردوس أن حريق مستودعات ميناء زايد هو الأول بهذا المستوى في الميناء·
وكانت أبوظبي قد شهدت حريقا كبيرا في السوق القديم عام ،2003 أتى على ما يزيد على 25 محلا قبل إزالة السوق·
وشارك في إطفاء حريق الميناء 36 إطفائياً من إدارات الدفاع المدني في أبوظبي و33 سيارة دفاع مدني بالإضافة إلى عدد من سيارات التدخل السريع بإدارة الطوارئ والسلامة العامة التابعة لشرطة أبوظبي·
واعتبر بن كردوس أن أسلوب بناء المستودعات في منطقة الميناء في أبوظبي جيد بسبب المسافات المتروكة بين المستودعات والتي تقدر بحوالي 19 مترا بين كل صف من المستودعات، بما يسمح بدخول الآليات والأفراد بهدف إجراء عمليات الإطفاء·
وأكد أن مستودعات ميناء زايد فيها كل الإجراءات اللازمة لتحقيق شروط السلامة والصحة، مشددا على ضرورة بناء المناطق الصناعية ومناطق المستودعات بمخططات حديثة وبفواصل أمنية بين المستودعات تمنع من انتشار الحرائق في حالة حدوثها· وتمت محاصرة الحريق والعمل على عدم امتداده إلى المستودعات المجاورة، حيث تم التعامل معه من كافة الجهات بشكل كامل·
كما نجحت الفرق المشاركة في تأمين مستودع أوراق قريب من موقع الحريق المركزي ، الأمر الذي قلص الخسائر المادية إلى حدودها الدنيا·
وتعاونت إدارة الدفاع المدني في أبوظبي وفرق التدخل السريع بالقيادة العامة بشرطة ابوظبي وفرق الطوارئ والسلامة العامة بشرطة أبوظبي والمرور والنجدة·
وأكد بن كردوس أن إدارة الدفاع المدني استخدم أحدث الآليات والمعدات منها ''البرج المائي'' للإطفاء الذي يعد من أحدث وسائل الإطفاء في العالم·
واستبعد أن تكون حوادث الحرائق الكبيرة التي حصلت في دبي والشارقة مؤخرا بالإضافة إلى حريق الميناء في أبوظبي، كانت بفعل فاعل·
من جانبه أشار العقيد عبد الله حسن غريب مدير إدارة الدفاع المدني في أبوظبي المشرف على عمليات إطفاء حريق مستودعات الميناء، إلى أنه تم استخدام ''الرغاوي'' والماء في عمليات الإطفاء والسيارات الحديثة من فئة ''روز انتبور'' التي تم إدخالها مطلع العام الجاري·
وأشاد بمستوى التنسيق والتعاون بين إدارة الدفاع المدني وقسم التدخل السريع في إدارة الطوارئ والسلامة العامة·
وأوضح المقدم محمد عبد الله بن نصيب رئيس قسم الإنقاذ الفني والتدخل السريع بشرطة أبوظبي، أن المستودعات الأربعة المحترقة يمتلكها شخص واحد برخص مختلفة وتضم شركة للمفروشات ''شركة الفراشة للمفروشات'' وهي الأكبر ، ثم شركة ''كلينكو'' لمواد التنظيف والشركة الثالثة هي للخردوات·
وذكر أنه تم فصل المنطقة المحروقة عن بقية المناطق واستخدمت في عمليات الإطفاء التناكر وسيارات الإطفاء المعبأة بالمياه وفوهات الحريق، بالإضافة إلى ضخ مياه من البحر إلى مكان الحادث وهو وسيلة من أحدث الوسائل المستخدمة في تطويق الحرائق، حيث تم سحب الماء من البحر إلى موقع الحادث بطول كيلو متر·
وأرجع سبب اللجوء إلى مياه البحر إلى مساحة الحريق الكبيرة، وعدم كفاية المياه المعبأة في التناكر·
كما تم إعداد حافلة ''المستشفى الميداني المتحرك'' تحسبا لأي اختناقات، إصابات قد تنجم ·
سيف بن زايد يتابع أعمال الإطفاء
بن كردوس: 109 ملايين درهم لشراء معدات للدفاع المدني
تابع الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية تطور الأحداث أولاً بأول·
وقال اللواء الركن محمد سالم بن كردوس العامري في تصريحات لـ ''الاتحاد'' إن سمو وزير الداخلية أمر باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان عدم امتداد النيران إلى المستودعات المجاورة·
وأضاف بن كردوس أن القوات المسلحة عرضت استعدادها للمشاركة بآليات مساندة للدفاع المدني، وذلك من خلال اتصال هاتفي من الفريق الركن حمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة·
وكشف بن كردوس عن خطة لتزويد الإدارة العامة للدفاع المدني بآليات ومعدات جديدة خلال هذا العام وقد رصدت لها ميزانية تقدر بـ 40 مليون درهم·
كما وضعت إدارة الدفاع المدني ميزانية خاصة لعام 2009 تقدر بـ 109 ملايين درهم لشراء معدات وآليات وسيارات إطفاء ومقدمة حوادث وإسعاف وسوف يتم توزيعها على جميع إدارات الدفاع المدني بالدولة وذلك حسب احتياجات كل إدارة·
وأضاف بن كردوس أن من ضمن الخطط المستقبلية سيتم رفع مستوى التدريب للدفاع المدني وحصر بيانات لكافة المستودعات على مستوى الدولة كما سيتم إحلال مراكز تابعة للدفاع المدني وبناء مراكز أخرى جديدة· وأكد بن كردوس أن جميع الحوادث الكبيرة التي وقعت في الدولة ومن ضمنها حادث حريق ميناء خالد وحادث القوز وحادث سوق نايف لم تكن بفعل فاعل·
25 دورية مرور إضافية لتسهيل الحركة
قال العقيد حمد عديل الشامسي مدير إدارة المرور في ابوظبي في تصريح لـ''الاتحاد'': ''انه تم تحريك 25 دورية إضافية بعد ورود البلاغ مباشرة بالإضافة إلى الضباط المعنيين، حيث شارك أكثر من 70 شخصا من أفراد المرور في التعامل مروريا مع الحريق''·
وذكر أنه تم عزل منطقة الحادث عن التقاطعات وتحويل الحركة إلى مداخل أخرى لتسهيل الحركة وعدم الاختناق المروري·
وشهدت الشوراع الرئيسية في مدينة أبوظبي حالة من الازدحام المروري خاصة الشوارع القريبة من الميناء مثل شارع السلام وشارع الكورنيش·
وأشار عديل إلى أنه تم عمل نقطة فرز عند تقاطع الفردوس وتحويل حركة على شارع الميناء·
المصدر: أبوظبي
عدد اليوم
