حرب الأسعار تشتعل بين المجلات الأميركية حول صور المشاهير

دفعت مجلة ''بيبول'' الأميركية في شهر مارس الماضي مبلغاً يتجاوز الخمسة ملايين دولار نظير نشر الصور الأولى لتوأم المغنية الأميركية جنيفر لوبيز من زوجها مارك أنتوني، وهو ما يعتبر رقماً قياسياً في ''بورصة'' صور المشاهير· وتعتبر صور المشاهير مادة أساسية في البرامج والصفحات الفنية، كما أن أكثر المواقع شعبية على الإنترنت حالياً هي تلك التي تقدم أخبار المشاهير الخاصة والعامة مصحوبة بأحدث صورهم· وهذا ما دفع بالعديد من المجلات العالمية التي تعنى بشؤون الفن والفنانين إلى التنافس في تملك هذه الصور عبر دفع مبالغ طائلة خاصة مقابل الصور النادرة· ويتساءل النقاد عن مدى جدوى دفع ملايين الدولارات مقابل صورة أو صورتين أو حتى مجموعة من الصور سواء أكانت شخصية أو تتعلق بحدث جديد طرأ على حياة الشخصية المشهورة؛ الإجابة ببساطة لأن من يشتريها سيحقق أرباحاً مضاعفة· وتشتري المجلات الحقوق الحصرية لاستخدام الصور لمدة أسبوع أو أسبوعين، إلا أن العادة هي شراء الصور عبر الوكالات لتجنب طريقة الدفع المباشر للمشاهير، وبذلك تكون الصحف والمجلات بمنأى عن الدعاوى القضائية التي يمكن أن يرفعها النجم إما للحصول على أموال تلك الصور أو معرفة أين تذهب· من جهة أخرى، يرفض مديرو تحرير تلك المجلات الخوض في تفاصيل الأسعار، إلا أنهم يؤكدون أن الأسعار أقل بكثير مما يُقال وينشر، وبالنظر إلى عمل الوكالات نجد أنها تمتلك فرقاً متكاملة من المصورين والسائقين المحترفين الذين تتم الاستعانة بهم لمطاردة المشاهير منذ أن ينطلقوا من بيوتهم وحتى وصولهم إلى الوجهة المطلوبة، ومن أشهر تلك الوكالات: ''إكس ،''17 و''هوليوود تي في''، و''جي إف إكس''، و''فاينل بكس''· وتأتي أهمية الصور الحصرية لمجلة ما دون غيرها في تعزيز مكانتها بين القراء، ويقول ''بول كاين'' الصحفي في مجلة ''بيبول'': ''إن توقعات القراء برؤية صور جديدة لنجومهم المفضلين على صفحات مجلة (بيبول) فقط يدفع بالعاملين فيها إلى بذل أقصى ما لديهم لشراء الحقوق الحصرية لصور النجوم النادرة خاصة تلك التي تصور حياتهم الشخصية، فإذا لم يتم الحصول على تلك الصور فإن المجلة حتماً سيأفل بريقها وتفقد سمعتها مع الوقت، مما يعني الخسارة''· وأوضح زميل آخر له أن المجلة فقدت في العام الماضي مجموعة من الصور الحصرية لعدد من حفلات زفاف المشاهير بسبب مجلة ''أوكي'' التي كانت على استعداد لدفع مبالغ طائلة فاقت توقعاتنا· وتذكر مصادر أن مجلة ''أوكي'' دفعت مليوني دولار مقابل التغطية الحصرية لحفل زفاف إيفا لونجوريا من لاعب كرة السلة الفرنسي الشهير توني باركر، وباعت المجلة في النصف الثاني من عام 2007 أكثر من 900 ألف نسخة، إلا أن هذا لا يقارن مع مجلة ''بيبول'' التي باعت خلال الفترة نفسها 3,8 مليون نسخة· ويحتاج مديرو التحرير والصحفيون إلى حدس بالغ الدقة في معرفة الصورة التي ستحقق أعلى إيرادات للمجلة، ولكن في بعض الأحيان قد يخطئ هذا الحدس· ففي حين حققت مجلة ''بيبول'' إيرادات ضخمة من صورة غلاف عددها الذي يحمل صور انجلينا جولي وبراد بيت مع طفلتهم ''شيلوه''، لم تحدث صورة كريستينا أجويليرا مع طفلها فرقاً كبيراً في حجم إيرادات المجلة· ويوضح المحللون أن أول رقم قياسي تم إحرازه على مستوى البلاد جاء من مجلة ''بيبول'' عام 2006 للعدد الذي صورة غلاف جولي وبيت وشيلوه، حيث باعت المجلة 800 ألف نسخة إضافية فوق المعدل المعتاد· إلا أن هذا لا يعني تحقيق إيرادات خيالية، حيث إن بيع نسخة واحدة تضيف أقل من دولارين على مجموع الإيرادات العام· ولا يقتصر التأثير الكبير لصور المشاهير على المطبوعات ووكالات النشر، بل يتجاوزها إلى مواقع الإنترنت، حيث تضاعف عدد الزائرين لموقع ''بييول دوت كوم'' عند إضافة صور توأم جنيفر لوبيز إلى 4 ملايين زائر في اليوم الواحد، مما دفع بأضخم الشركات الإعلانية إلى حجز مساحة لها في الموقع· وتشهد المجلات التي تعنى بأخبار وصور المشاهير منافسة حادة في أيامنا هذه بعد أن كانت مجلة ''بيبول'' هي الوحيدة المستأثرة بالساحة، حيث بدأت تلك المنافسة بمجلة ''أس صس'' عندما تحولت من الإصدار الشهري إلى الأسبوعي سنة ،2000 ويصل عدد نسخها اليوم إلى مليوني نسخة بعد أن كانت تصدر 800 ألف نسخة· ثم ظهرت مجلة ''أوكي'' في أغسطس من عام 2005 وازدادت حدة المنافسة، وخرجت بعض المجلات من دائرة حرب الأسعار كمجلة ''أس''· ويقول ''لاري هاكيت'' مدير تحرير مجلة ''بيبول'': ''إن هذه استراتيجية طويلة المدى بالنسبة لنا، حيث إننا لا نستمتع بدفع تلك الأموال الطائلة بقدر ما نبتهج ونتحمس بمشاهدة الناس يسارعون في الحصول على المجلة لمشاهدة الصور التي لن يمكنهم رؤيتها في أي مكان آخر''· عن ''نيويورك تايمز''