إعادة انتخاب بري رئيساً للبرلمان اللبناني بأغلبية كبيرة

أعيد انتخاب رئيس حركة «أمل» نبيه بري، أمس رئيسا للبرلمان اللبناني لولاية خامسة لأربع سنوات، وبغالبية كبيرة ترجمت سياسة التهدئة المحلية بين القوى السياسية التي تنازعت بشدة خلال السنوات الماضية. وانتخب بري بأغلبية 90 صوتاً من 127 نائبا حضروا الجلسة من أصل 128 نائبا بالبرلمان اللبناني، فيما انتخب نائب الرئيس فريد مكاري بأغلبية 74 صوتاً، وفاز مروان حمادة وانطوان زهرا بأمانة السر، والنواب سيرج طورسركيسيان وميشال موسى وأحمد فتفت بالتزكية كمفوضين لهيئة مكتب المجلس. وبعد إعلان النتائج الرسمية، توجه الرئيس بري وأعضاء هيئة مكتب مجلس النواب إلى القصر الجمهوري، حيث استقبلهم الرئيس العماد ميشال سليمان في زيارة بروتوكولية، وأبلغ رئيس الدورة الجديدة للبرلمان رئيس الجمهورية، بحصيلة الانتخابات، ليتسنى للأخيرة ترتيب جدول الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس الجديد للحكومة التي سيكلف بتشكيل أول حكومة في عهد البرلمان الجديد. ومن المقرر أن تبدأ هذه الاستشارات بعد ظهر اليوم الجمعة وتنتهي غداً السبت. وقالت المصادر نفسها إن الاسم المتداول هو النائب سعد الحريري لهذه المهمة ولا يوجد منافس له حتى الآن، وأشارت إلى أن الاتصالات الجارية بعيداً عن الأضواء الإعلامية، تؤكد أن الحريري قد يجري مطلع الأسبوع المقبل اســـتشارات نيابية بعد تكليفه لتبدأ مرحلة تشكيل الحكـومة وهي غير محددة بزمن، غير أن الحريري مصمم على إنهاء مهمته خلال أسبوعين. وكان رئيس السن النائب عبداللطيف الزين، ترأس الجلسة الأولى بحضور عدد كبير من السفراء العرب والأجانب وهيئات حقوقية بكلمة وجه في مستهلها التحية إلى النواب على الثقة التي منحهم إياها الشعب اللبناني، وأكد أن توافق اللبنانيين هو مصدر قوتهم، ودعا إلى الخروج من خنادق الخصومات إلى رحاب المصالح الوطنية، ومن التراشق بالاتهامات إلى سلام الكلمة الطيبة. وسلم الزين الرئاسة إلى الرئيس المنتخب بعد إعلان نتائج الانتخابات التي تمت بالاقتراع السري، وألقى بري كلمة في مستهل ولايته الخامسة أكد فيها أن هذا المجلس معني بمنع تهميش الديمقراطية من خلال مسايرة الحكومة (أي حكومة) وتأييدها بشكل أعمى وتعطيل الدور الرقابي للمجلس. ودعا النواب لممارسة الدور كاملاً لاتخاذ المهام التشريعية. وقال «إن المجلس معني بتحرير أجزاء لبنان التي يحتلها العدو الإسرائيلي ووقف العدوان الإسرائيلي على لبنان باحترام القرار 1701»، داعيا إلى «تعزيز دور الجيش اللبناني ودعم المقاومة باعتبارها حاجة ضرورية طالما أن إسرائيل تهددنا وتلجأ للعدوان ولا تعمل إلا من أجل العدوان. إن تحدي التوطين على ضوء ما يخطط له نتنياهو يدعونا إلى العمل على المحافظة وتقوية عناصر وحدتنا كشعب وجيش ومقاومة». ولخص بري ما قام به المجلس في فترة توليه مهماته، ولفت إلى أنه «رغم الأزمة السياسية العاصفة كان المجلس السابق جسرا للعبور بين المؤسسات وصولا إلى اتفاق الدوحة وما نتج عنه». وعدد الرئيس بري عدد الجلسات التي انعقدت في عهد المجلس النيابي السابق والتشريعات التي صدرت عنه. وأمل برى في التوصل إلى إصدار قانون انتخاب يعتمد النسبية وخفض سن الاقتراع ومشاركة المغتربين في الانتخاب، كما دعا إلى إنشاء وزارة خاصة بالتخطيط والتصميم وإلغاء كل المجالس والهيئات وصياغة قانون عصري للأحزاب وإنجاز قانون اللامركزية الإدارية وإصلاح الإدارة وتعزيز القضاء وتبني البرامج والسياسات والقوانين الكفيلة بمعالجة الأزمة الاقتصادية الاجتماعية ومتابعة تنفيذ قوانين الخصخصة وكل ما يسهل تنفيذ مقررات «باريس-3». وأثنى الرئيس بري على دور المقاومة في التحرير مشدداً على رفض التوطين. ولاحظ المراقبـــون الذين تابعوا مجريات الجلسة أن الاصطفاف السياسي ما زال يطبع التكتلات النيابية الحديثة، حيث إن نواب الأكثرية اقترعوا لأسماء نواب سابقين أموات أمثال صبري حمادة، ونـواب جدد غير مرشحين أصلاً ضد رئاسة بري وبلغ عدد هؤلاء 19 نائباً، سبق لهم أن وعدوا الأخير بالاقتراع له، ورد نواب المعارضة على ما وصفوه بـ«المكر» واقترعوا لنائبه مكاري بأسماء وهمية لشخصيات لا صلة لها بالحـــياة البرلمانية اللبنانية كـ«فريد الأطرش» بدل فريد مكاري والأمير مقرن بن عبدالعزيز. وعكس عدد الأوراق البيضاء في صندوق بري 28 ورقة، وفي صندوق مكاري 25 ورقة بيضاء، في حين صوّت نواب المعارضة 57 نائباً لصالح مرشحها آلان عون في مواجهة النائبين حمادة (88 صوتاً) وأنطوان زهرا (66 صوتاً)