الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المكلا ورشة عمل متواصلة بإشراف إماراتي

المكلا ورشة عمل متواصلة بإشراف إماراتي
21 مايو 2016 20:23
علي سالم بن يحيى (المكلا) تشهد المكلا، حاضرة محافظة حضرموت، ورشة عمل كبرى من خلال اجتماعات مكثفة لقيادات السلطة التنفيذية والمحلية بالمحافظة والفريق الإماراتي الموجود للإشراف على متطلبات واحتياجات مناطق الساحل. لم تمضِ سوى ساعات قليلة على النصر الكبير لقوات التحالف العربي وجيش النخبة الحضرمي على فلول تنظيم القاعدة وخروجه مهزوماً من مدينة المكلا وبقية مديريات ساحل حضرموت، حتى أعلن العمل الكبير المنتظر لتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، وتطبيع الحياة وعودة الأمن والاستقرار، وقال محافظ حضرموت اللواء أحمد سعيد بن بريك، إن ساعة الصفر قد حانت، ولا وقت للمماطلة والتسويف، ولا بد من العمل الجاد للتغلب على كل الصعاب لرسم البسمة على الشفاه الحضرمية. على بعد كيلو مترات من المكلا، تجلس قيادة حضرموت والجانب الإماراتي حول طاولات المناقشات المختلفة، وكل فريق يطرح احتياجاته ومشاريعه ومناقشتها بشفافية، حيث عبّر أبناء إمارات الخير عن ترحيبهم لتقديم كل ما تحتاج إليه حضرموت وفق خطط زمنية، تعيد ديمومة الحياة وأكسجينها لمدن الساحل الجميلة التي حرمت خلال سنوات مضت من خدمات عدّة. يقول د. رياض الجريري - مدير عام مكتب الصحة بحضرموت لـ «الاتحاد» عن اللقاءات المتسارعة لوضع خطط تصحيحية للواقع الصحي: «التقينا بإخواننا في اللجنة الإماراتية، ولمسنا منهم روح العطاء والدعم لمحافظتنا حضرموت، ووجدناهم محفزين للدعم في كل القطاعات، وعلى رأسها القطاع الصحي»، مضيفاً: «كان لقاؤنا الأول لشرح الوضع العام وتحديد الأولويات في هذا القطاع الحيوي والمهم، وعليه تم إعداد تقرير مفصل مدعّم بالإحصائيات والاحتياجات، وقد ركزنا على البنية التحتية: المباني والتجهيزات والكادر»، وأشاد د. الجريري بالتفاعل الذي أبداه أبناء زايد الخير، وهم يستمعون لهمومهم واحتياجاتهم: «كان الإخوة الإماراتيون متفاعلين في تقديم الدعم والمساهمة لانتشال الوضع الصحي والرقي به إلى أعلى المستويات، وهذا ليس بغريب عليهم، كيف لا وهم يقدمون دماءهم رخيصة جنباً إلى جنب مع أبناء اليمن المخلصين، فلهم منا كل الشكر والتقدير». تعرضت المكلا قبل أشهر لموجة حادة من مرض حمى الضنك، هجمت على سكانها بشكل غير مسبوق، وأخذت في طريقها أرواح شباب في عمر الزهور، وبحسب إحصاءات رسمية سُجلت «1680» حالة، منها «19» حالة وفاة، لم تستطع الجهات المعنية مواجهتها لانعدام كثير من الاحتياجات الضرورية. وعلى السياق نفسه، تمضي ليلى الشعيبي، مدير عام مكتب التعليم الفني والتدريب المهني بساحل حضرموت في حديثها لـ «الاتحاد»، وهي مستبشرة من تلك اللقاءات المثمرة: «هناك اجتماعات مكثفة عقدت مع محافظ حضرموت اللواء أحمد سعيد بن بريك، بحضور اللجنة الإماراتية الخاصة بالتعليم، أكدت حرصها على التعليم الفني والتدريب المهني بحضرموت، كونه يشكّل ركيزة مهمة في عملية التنمية التي ستشهدها حضرموت في الفترة القريبة القادمة»، مؤكدة في السياق ذاته أن هناك وعوداً إيجابية وصادقة من الجانب الإماراتي لدعم غير محدود في سبيل تطوير التعليم الفني بساحل حضرموت. رست في ميناء المكلا 17 باخرة محملة بمواد غذائية ومولدات كهربائية وأدوية وسيارات إسعاف مقدمة من دولة الإمارات كمساعدات إغاثية عاجلة لأبناء ساحل حضرموت. هلال «الخير» تبدأ توزيع مساعداته في إطار حملة المساعدات لأهالي ساحل حضرموت بعد تحريرها من عناصر تنظيم القاعدة نهاية الشهر المنصرم، دشنت «الهلال الأحمر» الإماراتية المرحلة الأولى من عملية توزيع المساعدات، التي شملت 20 ألف سلة غذائية، وقال مطر الكتبي ممثل «الهلال الأحمر» الإماراتية، في كلمة له أثناء التدشين: «إن (الهلال الأحمر) الإماراتية لن تقتصر مهمتها على تقديم الإغاثة من المواد الغذائية فقط، بل ستشمل تقديم الأدوية والمستلزمات الطبية، ودعم العديد من المشاريع الإغاثية لأبناء حضرموت، منها في الجانب الصحي والكهرباء والمياه». يستفيد من المشروع في مرحلته الأولى 40 ألف أسرة، ثم تعقبه المرحلة الثانية، وتشمل أيضاً 40 ألف أسرة في المكلا ومناطق ساحل حضرموت، يندرج المشروع ضمن النشاط الإغاثي والإنساني المقدم من هيئة الهلال الأحمر الإماراتية في اليمن. شكراً إمارات الخير سعادة غامرة بدت على المواطنين وهم يستقبلون مساعدات هلال «الخير»، حيث قال المواطن سعيد بلخير، إن الدعم الإماراتي غير مستغرب من دولة هي الحضن الدافئ لكل الأشقاء العرب، مشدداً على الدور الحيوي والكبير الذي تلعبه دولة الإمارات في مكافحة الإرهاب، ووقوفها، إلى جانب الشعب اليمني في محنته التي صنعها الانقلابيون الحوثيون وحليفهم تنظيم القاعدة. وبإشراقة أمل تتحدث «أم أحمد» وهي فرحة، وقالت إن فرحتها لا تكمن في كمية المساعدات الواصلة إلى الأهالي، بل فرحتها استبشار بوجود «الهلال الأحمر» الإماراتية، وهذا معناه مزيد من مشاريع الخير والنماء لتطوي صفحات من الحرمان. وتؤكد د. دعاء باوزير أن الوجود الإماراتي في المكلا يعطي انطباعات جيدة، ملؤها الأمل والسؤدد، لما عرف عن الإمارات من كرم وجود وبناء الإنسان، ولديها خبرة أصيلة في بناء الأوطان وتقديسها، وهي امتيازات - بكل أسف - تنتفي في بلادنا بشكل يومي، قالتها باوزير وهي تتنهد. وصلت إلى مدينة المكلا، قافلة مساعدات إماراتية تحمل عشرة آلاف طن من المواد الإغاثية، دعماً للأسر الفقيرة والمتضررة من تداعيات الحرب والأزمات الاقتصادية المتفاقمة التي أثقلت كاهل المواطن اليمني. ويأتي إرسال هذه القافلة في إطار الجسر الإغاثي البري والبحري الذي أعلنت عنه دولة الإمارات العربية المتحدة، لمد يد العون والتخفيف من معاناة أهالي ساحل حضرموت عقب تحرير مدينة المكلا من سيطرة تنظيم القاعدة. فيما عبّرت الحقوقية صابرين الكربي عن سعادتها لحجم المعونات التي تصل تباعاً من دولة الإمارات، وفي كل المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وهي مساعدات لامست الجرح النازف والهبوط الحاد لمعدلات التنمية ونسبة الفقر المتفشية، وتهالك عمل المؤسسات الخدمية، ورفعت الكربي كل آيات الشكر والتقدير لدولة الإمارات حكومة وشعباً على وقوفهم المستمر إلى جانب أشقائهم في اليمن. وفقاً لمصادر، فقد شوهدت عربات ومدرعات وصلت المكلا لحماية المنشآت الحيوية، ولاستتباب الأمن في المدينة الساحلية واجهة وعاصمة حضرموت. المهندس صالح بامخشب، وجه أولاً الشكر لله تعالى على كرمه بحفظ حضرموت وأهلها من الانزلاق في الفوضى، وعدم الاستقرار، ثم رفع الشكر والتقدير لدول التحالف العربي، مشيداً بدور الإمارات في حضرموت، الذي جعله يشعر بالفخر والاعتزاز، لدعم حفظ الأمن والاستقرار فيها، والدفع بعملية التنمية، وهو ليس بغريب على أبناء زايد الخير، مضيفاً: ساهمت الإمارات، مشكورة، في تكوين جيش النخبة الحضرمي منذ اللبنات الأول، وهذا دليل واضح على اهتمام الأشقاء الإماراتيين بحضرموت وأهلها، كيف لا، وهي التي قدمت الغالي قبل الرخيص، مؤكداً أن اختلاط الدم الإماراتي بالدم الحضرمي تأكيد على التلاحم والمحبة والوئام بين الشعبين. تم تدريب جيش النخبة الحضرمي في منطقة رماه «70 كيلومتراً عن المكلا» تحت إشراف مباشر من دولة الإمارات، ليكون نواة لتحرير المكلا ومدن ساحل حضرموت، ومن ثم تأمينها. يقول الصحفي فهيم باخريبة، إن دولة الإمارات الشقيقة لها دور كبير في اليمن عامة وفي حضرموت وحاضرتها المكلا خاصة، فالإمارات، التي ضحّت بأعز شبابها في اليمن لاستعادة الشرعية ودحر الانقلاب، لم تتوانَ في تقديم المساعدات الإغاثية للشعب اليمني الصابر، وما تدشين الدفعة الأولى لإغاثة أهالي ساحل حضرموت إلا دليل على ذلك، ووجه باخريبة عبر «الاتحاد» التحية والحب والاحترام لدولة الإمارات العربية، ممثله بقيادتها الحكيمة، وللشعب الإماراتي الأصيل. ويقول الصحفي محمد سالم باحميل، إن «الهلال الأحمر» الإماراتية مند وصولها المكلا وهي تعمل جاهدة في تذليل الصعاب كافة على أبناء حضرموت، من خلال تقديمها المواد الإغاثية، حيث تعمل جاهدة أيضاً على تطبيع الحياة العامة، وبالفعل تم ذلك وبسرعة قياسية، موازياً مع وصول الكثير من المعونات الإنسانية الدوائية والغذائية والكهربائية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©