الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

صلاح.. الأسطورة الثالثة

21 مارس 2018 21:02
هناك شيء سيأتي لا محالة بالفرعون المصري الصغير محمد صلاح، ليجلس إلى طاولة أسطورتي كرة القدم الحديثة ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، موسمه الخرافي مع ليفربول برغم أنه لم ينته بعد، أو أنه على وشك أن ينتهي على إيقاع عزف منفرد وعلى صدى أناشيد الشرق الجميلة والمبهرة التي يصدح بها الآلاف من مناصري ليفربول على مسرح الأنفيلد، كيف لا وقد أدخلهم صلاح المدن الساحرة. إن كان على الأرقام القياسية التي باتت في السنوات العشر الأخيرة حكراً على الداهية ميسي وصاروخ ماديرا رونالدو، فإن محمد صلاح ترجل من على صحنه السحري، ليعلن نهاية زمن الاحتكار، فإلى الآن سجل الأخطبوط 36 هدفاً، 28 منها في دوري البرمير ليج، ولو أن الرقم مرشح للارتفاع، إلا أن هذا الذي بصم عليه صلاح حتى الآن، يجعل منه أول لاعب يسجل هذا الكم الهائل من الأهداف في موسمه الأول مع ناديه الإنجليزي. وإن كان على اللفائف السحرية التي يلف بها أهدافه مع ليفربول، فإنها بمنتهى الأمانة تضعه في القمة، بل وإنها تجعل منه أفضل لاعبي العالم، وأبداً لا تخطئ الأرقام ولا حتى حاسة مدربه الألماني يورجن كلوب، الذي وضع، وكلنا يذكر ذلك، محمد صلاح على رأس قائمة اللاعبين الذين نصح بجلبهم لصياغة أول فصول عودة ملاحم ليفربول إنجليزياً وأوروبياً، فإن جزم كلوب بأن صلاح يمكن أن يقاس بميسي ورونالدو، فإنه يقيم على هذا الحكم الجازم الدليل بعد الآخر، فمحمد صلاح بحسب كلوب يطلع في الليالي المظلمة بالكثير من البدور التي تطرد العتمة، إنه يأتي بما هو غير متوقع أو ما يبدو لغيره مستحيلًا، يسجل من وضعيات صعبة، يجمع أحياناً بين الممرر والمسجل، قد لا يحتاج لزملائه ليشق الطريق نحو المرمى وليرسل الشهب الملونة في سماء المباريات، ولكنه يعبر عن إنسانيته عندما يدخل زملاءه في كوكبه الخاص، عندما يجعلهم دائماً شركاء كل عمل إبداعي يقوم به، منتهى الإيمان بجماعية العمل والإنجاز والفرح، حتى لو كانت الصناعة فردية. لا خلاف على أن ما يوقع عليه محمد صلاح من روائع، هي من إنتاج جيناته، من التركيبة الجميلة والتي تصنع شخصيته المصرية التواقة للعطاء والإبداع، إلا أن اللمسة الأسطورية التي يتميز بها اليوم محمد صلاح هي من صنع البيئة الكروية الإيطالية المشبعة بالالتزام والحرفنة والانضباط التكتيكي، والتي تعرف صلاح على أصولها عندما لعب لروما، فنسج بذلك على منوال زين الدين زيدان وقبله ميشيل بلاتيني، والعديد من الأساطير الذين نقلهم اللعب بإيطاليا إلى مصاف العباقرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©