النفط يتخطى حاجز الـ71 دولاراً مدفوعاً بموجة التفاؤل وهجمات متمردي نيجيريا

تجاوز سعر النفط 71 دولاراً بدعم من مشاعر التفاؤل بشأن الانتعاش الاقتصادي، وإعلان متمردين في نيجيريا شن هجمات جديدة على الحقول النفطية في الجنوب. وجاء ارتفاع أسعار النفط أمس بعد صعودها بنسبة اثنين بالمئة الخميس، ووضعها على الطريق لتسجيل ارتفاع بنسبة سبعة بالمئة خلال الأسبوع الماضي مدعومة بتفاؤل بشأن انتعاش الاقتصاد الذي رفع الأسعار من مستوى يقل عن 40 دولاراً للبرميل في الأشهر الثلاثة الماضية. ورغم ارتفاع غير متوقع في مطالبات إعانات البطالة في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إلا ان الناتج المحلي الإجمالي انكمش في الربع الأول بأقل من المتوقع ما يشير إلى أن التراجع الاقتصادي بدأ ينحسر. وارتفع سعر الخام الأميركي الخفيف في عقود أغسطس آب 88 سنتا إلى 71.11 دولار خلال التعاملات الصباحية أمس بعد أن بلغ 71.32 دولار. وارتفع سعر مزيج برنت خام القياس الأوروبي 85 بالمئة إلى 70.63 دولار للبرميل. ومن جانبها، أعلنت الأمانة العامة لمنظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» في فيينا أن سعر خام نفط أوبك سجل الخميس ارتفاعاً جديدا ليصل إلى 54ر68 دولار للبرميل. وارتفع سعر برميل من النفط الخام لأوبك (159 لترا) 53 سنتا مقارنة بسعر الأربعاء الماضي. وتنتج الدول ال12 الأعضاء في المنظمة أكثر من ثلث إمدادات النفط الخام العالمي. وقال محلل يرصد شحنات النفط إن صادرات نفط منظمة أوبك عدا أنجولا والاكوادور ستتراجع 290 ألف برميل يوميا في الأسابيع الأربعة حتى 11 يوليو. وأظهر مسح أجرته «رويترز» إنه من المتوقع أن يبلغ متوسط سعر الخام الأميركي أكثر من 70 دولارا للبرميل عام 2010 فيما رفع المحللون الذين استطلعت «رويترز» أراءهم سقف توقعاتهم للشهر الثالث على التوالي. وعلى الرغم من ذلك حذر كثير منهم من احتمال استمرار التقلبات في الأسعار خلال العام المقبل إذ أن الطلب على النفط يتعافى ببطء خلال فترة غير مستقرة من التحسن الاقتصادي. وتوقع المسح الذي شمل أكثر من 30 محللاً أن يبلغ متوسط سعر الخام في 2009 نحو 56.66 دولار بارتفاع من 52.47 دولار في استطلاع مايو. ومن المنتظر ان يبلغ متوسط سعر الخام الأميركي 67.54 دولار في الربع الأخير من العام وهو ما يقترب من السعر الحالي الذي يبلغ نحو 69 دولارا. أما متوسط توقعات 2010 والتي بلغت 70.78 دولار فجاءت مرتفعة 3.50 دولار منذ المسح الأخير بينما رفع المحللون متوسط توقعاتهم لعام 2011 إلى 80.92 دولار من 79.27 في مسح مايو. وارتفعت أسعار النفط بأكثر من مثلين منذ أن بلغت أقل سعر لها عند 32.40 دولار في ديسمبر 2008 حيث بدأت الأسواق تحدد السعر في ضوء توقعات بان يعزز تحسن الاقتصاد استهلاك الوقود في المستقبل. وذكرت مؤسسة «أويل موفمنتس» الاستشارية البريطانية في أحدث تقدير أسبوعي لها أن الصادرات المنقولة بحراً ستتراجع إلى 22.66 مليون برميل يوميا في المتوسط من 22.95 مليون برميل يوميا في الأسابيع الأربعة السابعة حتى 13 يونيو. وأضافت أن هذا أكبر تراجع منذ الأسابيع الأربعة المنتهية في 25 أبريل. وقال روي ميسون من المؤسسة «الزيادة التي شهدناها على مدى الشهرين الأخيرين كانت مدفوعة كليا بطلب شرقي، والآن هذا ينحسر، إنها في أحد جوانبها مسألة عوامل موسمية». وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» اتفقت على خفض 4.2 مليون برميل يوميا من الإنتاج منذ سبتمبر أيلول في محاولة لدعم أسعار النفط. وبحسب محللين تراجع التزام أوبك بقيود المعروض في ابريل ومايو وذلك جزئيا بسبب ارتفاع الأسعار. وتفيد تقديرات ميسون أن نسبة التزام أوبك بالتخفيضات المتفق عليها «أقل بكثير» من 75 في المئة. كان عبد الله البدري الأمين العام لمنظمة أوبك قال في وقت سابق الأسبوع الماضي إن التزام أوبك يبلغ نحو 75 بالمئة بعدما ارتفع إلى حوالي 80 بالمئة في وقت سابق من العام مضيفا أن أعضاء المنظمة يسعون إلى تحسين انضباط الإنتاج