أكد علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي أمس أن ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني سيعلنان خلال يومين عن تحالف يمكنهما من تشكيل كتلة برلمانية كبيرة في البرلمان المقبل. وبينما تستمر الجهود لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، بحث نائب الرئيس عادل عبد المهدي جهود تشكيل الحكومة مع السفير الأميركي لدى بغداد كريستوفر هيل، كما بحث العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع رئيس المجلس الأعلى الإسلامي في العراق عمار الحكيم الشأن نفسه.
وقال علي الموسوي المستشار الإعلامي للمالكي في تصريح لـ“الاتحاد” “إن الاجتماعات المكثفة التي تجريها قيادات ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني قد تمكنهما من إعلان تحالف قريباً، وربما خلال اليومين المقبلين”. وأوضح أن إرجاء الإعلان عن هذا التحالف وليس الاندماج لأسباب فنية، مضيفاً أنه لا يوجد أي خلاف بين الطرفين حول الرؤى المشتركة.
وأكد محمد تميم القيادي في الائتلاف الوطني أن الائتلاف سيعلن خلال الأربع والعشرين ساعة المقبلة عن تحالف مع دولة القانون، كاشفاً لـ“الاتحاد” أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر طلب تأجيل الإعلان عن الأمر لهذين اليومين لدراسة الموقف بكل تفاصيله، والاتفاق حول آليات تشكيل الحكومة.
وذكر أن الصدر دعا الكتل الفائزة الأخرى للانضمام إلى هذا التحالف بما فيها العراقية لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة، مؤكداً أن الائتلاف الوطني لا يمكنه أن يشكل الحكومة مع أي مكون دون المكونات الأخرى الفائزة.
وقالت مصادر مقربة من التيار الصدري إن الصدر ما زال يضع فيتو وخطا أحمر على تولي المالكي المنصب لدورة ثانية وهو شرط أساسي للتحالف مع ائتلاف دولة القانون. وأكدت المصادر لـ“الاتحاد” أن بروز اسم مرشح تسوية بين الائتلافين قد يظهر في أي لحظة لحسم الموضوع بشكل نهائي بين الأطراف، وأن هذا هو أحد الأسباب التي أرجأت الإعلان عن الاتفاق النهائي بين دولة القانون والائتلاف الوطني.
إلى ذلك، وصل وفد من كتلة رئيس الوزراء العراقي الأسبق أياد علاوي الذي احتل صدارة الانتخابات التشريعية أمس إلى طهران لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الإيرانيين. وقال تلفزيون العالم الإيراني “إن الوفد بقيادة رافع العيساوي بدأ زيارته بلقاء مع رئيس البرلمان علي لاريجاني، وسيلتقي أيضا وزير الخارجية منوشهر متكي وسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي لإجراء مباحثات تتناول العلاقات الثنائية والانتخابات الأخيرة في العراق.
من جانبها، وجهت كتلة تجديد التي يتزعمها نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي انتقادات لاذعة إلى جبهة التوافق العراقية التي يتزعمها رئيس البرلمان السابق أياد السامرائي. وقال عبد الإله كاظم عضو كتلة العراقية عن قائمة تجديد إن تصريحات القيادي في التوافق رشيد العزاوي التي وصفت العراقية بأنها تمثل مكوناً معيناً هي تصريحات غريبة، لأن ما حصلت عليها القائمة العراقية هو استحقاقات انتخابية وهي تمثل جميع مكونات الشعب العراقي.
كما انتقد عبد الإله قول العزاوي “أعطينا حقنا في تمثيل مكوننا إلى علاوي”، مبيناً “أن العراقية فازت بإرادة الجماهير، وكسرت طوق الطائفية ولا تعبر عن مكون دون آخر، بل هي تمثيل حقيقي لتنوع العراقيين، ولم يعد مناسباً بعد كل ما عاناه المواطن العراقي أن نتكلم عن مكونات وتمثيلهم، فالعراقيون سئموا من الطائفية والتقاسم المذهبي ولجأوا لمن يمثلهم ويعبر عن إرادتهم”. وكان العزاوي قال “إن القائمة العراقية هي التي يجب أن تتحمل مسؤولية تمثيل السنة في الحكومة المقبلة، أعطينا حقنا في تمثيل مكوننا إلى علاوي”.
وفي شأن متصل، بحث عادل عبد المهدي في بغداد أمس جهود تشكيل الحكومة العراقية المقبلة مع كريستوفر هيل. وقال بيان رئاسي صادر عن مكتب عبد المهدي إن المباحثات تناولت أيضا العلاقات الثنائية وآخر تطورات المشهد السياسي العراقي والوضع العربي والإقليمي وتفاعلاته مع الحالة العراقية. ونقل البيان عن هيل تأكيده دعم بلاده للعملية السياسية في العراق. مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية تعتبر موضوع تشكيل الحكومة المقبلة أمراً متروكاً للعراقيين أنفسهم.
من جهة ثانية، ذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الحكيم التقى العاهل السعودي أمس الأول وبحث معه جهود تشكيل الحكومة العراقية المقبلة وموضوعات ذات اهتمام مشترك.
عدد اليوم
