الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عودة الهدوء إلى الخرطوم مع استمرار مطاردة المتمردين

عودة الهدوء إلى الخرطوم مع استمرار مطاردة المتمردين
14 مايو 2008 00:51
عاد الهدوء أمس إلى العاصمة السودانية الخرطوم بعد أن شهدت في اليومين الماضيين هجوماً على مدينة أم درمان من قبل حركة العدل والمساواة إحدى حركات التمرد في ولايات دارفور فيما واصلت السلطات مطاردة زعيم متمردي دارفور بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته جماعته على الخرطوم واقترب من مقر السلطات السودانية لأول مرة· وأكد وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم محمد حسين لوكالة الأنباء السودانية (سونا) ''عدم وجود قائد التمرد (زعيم حركة العدل والمساواة) خليل إبراهيم بالخرطوم''، مؤكداً ''نحن نتابعه بالركن الشمالي الغربي لشمال دارفور''، وأعلن الجيش عن مكافأة كبيرة لأي شخص يلقي القبض على إبراهيم أو يدلي بمعلومات تؤدي الى القبض عليه· بينما أعلن إبراهيم أنه موجود في أم درمان، وقال إنه اضطر الى نقل المعركة الى العاصمة السودانية بعد أن لمس عدم جدية من الخرطوم في حل مشاكل السودانيين· وكان مصدر أمني قد ذكر بأن إبراهيم ''استنجد بالسلطات التشادية طالباً طائرة لنقله الى خارج السودان''، وناشد المصدر المواطنين في أنحاء البلاد وخاصة في ولايات دارفور وكردفان ''بسرعة الإبلاغ عن أية معلومات تساعد في القاء القبض على المتمرد خليل''· وكان متمردو حركة العدل والمساواة قد هاجموا السبت الماضي مدينة أم درمان الواقعة على الطرف الآخر من ضفة النيل قبالة العاصمة الخرطوم، حيث اشتبكوا مع القوات الحكومية، مما دفع الحكومة الى فرض حظر تجول مفتوح واغلاق مطار الخرطوم· ونقلت صحيفة ''سودان تريبيون'' الناطقة بالإنجليزية عن مسؤولين سودانيين أن 400 متمرد و100 من عناصر قوات الأمن قتلوا في المواجهات التي دفعت الحكومة السودانية الى قطع علاقاتها مع جارتها تشاد التي أعلنت بدورها اغلاق الحدوج مع السودان ، واعتقلت قوات الأمن السودانية أكثر من 300 سوداني وتشادي عقب الهجمات، حسب وزارة الخارجية· وأفرج عن زعيم المعارضة الإسلامية حسن الترابي وأربعة على الأقل من حزب المؤتمر الشعبي بعد ساعات من احتجازهم الاثنين، الا أنه لا يزال 16 مسؤولا على الأقل قيد الاحتجاز، حسب ما أفاد عوض بابكر رئيس مكتب الترابي· وذكرت وكالة الأنباء السودانية (سونا) أن الجيش قتل قائدا بارزا في حركة العدل والمساواة وطارد وقتل 45 متمرداً على بعد 50 كلم من أم درمان· وصرح وزير الدفاع السوداني لوكالة'' سونا'' الرسمية أنه سيتم ''تقديم الغزاة الذين تم القبض عليهم للعدالة وفقاً لإجراءات القانون العسكري''· وأضاف أن المتمردين تكبدوا ''خسائر فادحة في الأرواح والعتاد''، وقال وزير الدفاع إن أهداف الهجوم في أم درمان ''تمثلت في السيطرة على الإذاعة والقيادة العامة والقصر الجمهوري''، مشيراً الى ''ضعف الخطة والتكتيك العسكري للعملية التي منيت بالفشل والخسائر الفادحة''، وفي اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس أكد قائد هيئة أركان حركة العدل والمساواة سليمان سندال أن حركته قررت أن تنقل الى الخرطوم معركة دارفور ،وقال ''انا موجود الآن في أم درمان حيث توجد ايضا قواتنا التي اعيد تنظيمها''، وأضاف ''ان لم تسو الحكومة مشكلاتنا فاننا نستعد لمهاجمة الخرطوم بما في ذلك القصر (الرئاسي)، لن نقاتل بعد الآن في دارفور أو في الصحراء بل اننا سنقاتل في الخرطوم''، وقال عبدالرحيم أمس إن ''استجواب المقبوض عليهم بدأ يؤتي أكله ، وإن الوثائق التي تم العثور عليها تؤكد تورط تشاد الكامل في العملية بدعم المتمردين بالسلاح والتدريب''· من جهتها أعلنت الحكومة التشادية أمس إغلاق حدودها الشرقية مع السودان بعد أن قطعت الخرطوم معها العلاقات الدبلوماسية اثر الهجوم ، وقال بيان صادر أمس عن اجتماع غير عادي لمجلس الوزراء التشادي إن الحكومة التشادية قررت إغلاق الحدود مع السودان لتفادى أي تسلل أو حركات مشبوهة، كما منعت الحكومة التشادية ايضا الخطوط الجوية السودانية من تسيير رحلاتها الى تشاد وجمدت أصول البنك الزراعي هناك· ومن ناحيته أكد مصدر عسكري فرنسي رفيع المستوى في ابيشي شرق تشاد لوكالة فرانس برس، أن ''من غير المحتمل'' أن يشن التمرد التشادي، بعد هجوم المتمردين السودانيين على الخرطوم هجوماً ''قبل موسم الأمطار''· واعتبر هذا المصدرأان ''من غير المحتمل'' أن يشن التمرد التشادي هجوما، وفرص نجاح التمرد قليلة قبل موسم الأمطار الذي يبدأ فعليا في الأول من يوليو''، فيما يتخوف مراقبون من أن تحرض الخرطوم المتمردين التشاديين المدعومين من السودان، على مهاجمة تشاد ردا على الهجوم الفاشل على العاصمة السودانية· الى ذلك أكد حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض أن حزبه يرفض الانقلابات العسكرية واستخدام العنف لتغيير النظام بالقوة معتبراً أن الحكومة السودانية تعرضت لضربة في هيبتها إثر الهجوم الذي شنه مسلحو ''حركة العدل والمساواة'' على أم درمان ثاني أكبر مدن العاصمة الثلاث· وقال الترابي الذي أفرجت عنه السلطات السودانية أمس الأول بعد أن اعتقلته على خلفية الهجوم ''إن الحكومة كلما غضبت تشفي غضبها في حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه وكلما انكسرت من شيء تشفي كسرها في المؤتمر الشعبي أو آخرين''· وأكد في مؤتمر صحفي أمس أن بقية الذين اعتقلوا من حزب المؤتمر الشعبي سيطلق سراحهم تباعاً ، مشيراً الى أن بعض المحققين عاملوه بغلظة والبعض الآخر بلطف·
المصدر: الخرطوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©