الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصحافة الورقية لم تقل كلمتها النهائية بعد

الصحافة الورقية لم تقل كلمتها النهائية بعد
9 مارس 2014 23:49
أبوظبي (الاتحاد) - تعود الأخبار السارة للصحافة المطبوعة من أكثر من مكان ولأكثر من دافع وبأكثر من لغة؛ فبعد غياب قارب العام أصدرت مجلة «نيوزويك» الأميركية طبعتها الورقية في الـ 7 من مارس الجاري، وفي فرنسا تنطلق في التاسع من أبريل المقبل مجلة سياسية ورقية جديدة، لتؤكد أن «الصحافة الورقية» لم تقل بعد كلمتها النهائية فيما يخص المستقبل، وما إذا سيكون فيه مكان لها أو أن الصحافة الرقمية الجديدة أو صحافة الإنترنت لن تتيح لها ذلك. قيد الطباعة الخبر الأول كشفه أحد صحفيي المجلة بتغريدة له على «تويتر» في الخامس من الشهر الجاري، حين كتب «أول عدد من مجلتنا العائدة إلى الورق قيد الطباعة في بولونيا، قبل أن توزع في أوروبا اعتباراً من 7 مارس، على أن تكون محتويات المجلة منسوخة من محتويات نسختها الرقمية». وكانت «نيوزويك» أطلقت وداعاً غير مسبوق في ديسمبر 2012. وعلى أحد أغلفتها الأخيرة نشرت وسماً (هاشتاغ) متبوعاً بثلاث كلمات فقط: «آخر إصدار مطبوع»، ليتحول عملها منذ ذلك الحين رقمياً بشكل كامل وحصري. ومنذ ذلك الحين تعاقب على ملكية المجلة عدة جهات. وكان قرار التوقف ورقياً، وجاء بعد عدة محطات شهدتها المجلة الذائعة الصيت. فرغم صدورها منذ تسعينيات القرن الماضي بلغات عالمية عدة، بينها العربية، وتوزيعها في العالم ككل حتى بلغ عدد قرائها نحو 3,3 مليون قارئ، تراجعت المبيعات بشكل متواصل خلال العقدين المتتاليين حتى وصل عدد القراء إلى 1,5 مليون قارئ فقط عام 2010. وشهد هذا العام دمجاً للمجلة مع الموقع الإخباري على الإنترنت «ذي ديلي بيست» بعد أن تم بيع المجلة مقابل دولار واحد فقط للملياردير الأميركي سيدني هارمن، تم فيما بعد بيعه مرات عدة فيما بين شركات إعلامية مختصة بالنشر على الإنترنت، آخرها كان لـ «مجموعة »آي بي تي». صيغة جديدة مشروع مجلة «1» الفرنسية يعمل عليه إريك فوتورينو، وهو مدير سابق لصحيفة لوموند، (من 2008 إلى 2010) وصحفي ومؤلف لكتب مشهورة، وهو يتحدث الآن عن صيغة «مضغوطة» و«مبتكرة» للمجلة الجديدة بحيث تعالج، في كل عدد، قضية كبرى من خلال وجهات ورؤى عدد من الكتاب والباحثين والفنانين، من أجل أن «نفهم ونستشعر العالم القادم». وتحظى المجلة بتمويل من المساهم الوحيد فيها وهو هنري هيرموند (89 سنة)، الذي كان حقق ثروته من قطاع العقارات، وهو يمول حلقة تفكير تسمى «تيرا نوفا» (الأرض الجديدة) القريبة من الحزب الاشتراكي الفرنسي. وسبق لهيرموند أن كان ممولاً لصحيفة «ماتين دي باريس» (صباح باريس)، التي توقفت عن الصدور. وأوضح أن المجلة الأسبوعية الجديدة ستصدر كل أربعاء متضمنة موضوعاً واحداً والعديد من وجهات النظر، قال فوتورينو في لقاءات صحفية «في هذه المرحلة من تفتيت الأخبار، يجب أن نستعيد المعنى ورغبة الاكتشاف والعودة إلى الوحدة. أنا أعتبر الصحافة المكتوبة التي تعاني من محتوياتها، لم تقل كلمتها النهائية بعد. إنها مسألة عرض وطلب»؛ في إشارة إلى أن مستجدات قطاع الصحافة والأخبار لم يحسم بعد لمصلحة الصحافة الرقمية. ستة شباب يستعين فوتورينو في مشروعه هذا بفريق من ستة شباب، بينهم مختص بالإحصاء وآخر بالفلسفة، وآخر بالإنثروبولوجيا (أصول الإنسان). وعبر هذه الاختصاصات ستسعى مجلة «1» إلى إعادة صياغة الواقع الحقيقي من أجل «أن نفهم العالم ونستشعره بشكل أفضل». ولم يعلن فوتورينو بعد الشكل النهائي للمجلة الجديدة، والذي سيكون مطبوعاً على ورق نوعي يزن 45 جراماً، ومعمولاً بشكل يسمح بقراءته «في أقل من ساعة» لأن القراء «لم يعد لديهم الكثير من الوقت». وهكذا سيكون شكل المجلة «غير مسبوق في الصحافة العالمية، ويولد الرغبة بامتلاكها»، علماً أنها ستباع بسعر 2,8 يورو للنسخة، على أن يطبع منها في مرحلة البداية 250 ألف نسخة. إلا أن هدف فوتورينو هو تحقيق توازن مالي اقتصادي إذا بلغ البيع 30 ألف نسخة، سواء عبر الأكشاك ونقاط بيع الصحف أو عبر الاشتراكات. ويتشكل الفريق من الذراع اليمين لفورتورينو ومساعده السابق في لوموند، فوران جريلسامير، ولوب وولف، المختص في الإحصاء والإدارة من معهد الإحصاءات الوطنية، وهلين تيوليه، المدرسة في كلية العلوم السياسية والمختصة في العلاقات الدولية، وجوليان كليمونت، الحائز دكتوراه في الإنثروبولوجيا، والمدير المساعد لقسم الأبحاث والتعليم في متحف «كي برونلي». ويضم الفريق أيضاً المحرر المعروف في دار «جاليمار» لويس شيفالييه، المسؤول عن سلسلة «فوليو» المتخصصة بالأدب المعاصر، والذي سيكون مسؤولاً عن اقتراح شاعر جديد في كل عدد من المجلة، بينما سيتولى أوليفيه بوريول، المختص بالفلسفة والمعلق السابق في «جراند جورنال» وتلفزيون «كانال+» تقديم إضاءة فلسفية على القضية، التي يعالجها كل عدد من المجلة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©