السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مثقفون وزوّار: الشارقة جسر للتواصل مع الثقافات العالمية

مثقفون وزوّار: الشارقة جسر للتواصل مع الثقافات العالمية
21 مارس 2018 21:20
فائزة مصطفى (باريس) أكد مثقفون إماراتيون وعرب أن الثقافة الإماراتية سجلت حضوراً متميزاً خلال فعاليات معرض باريس الدولي للكتاب، وأن وجود الشارقة كضيف في المعرض وفر فرصة لزوار هذا الحدث العالمي للاطلاع على مفردات التراث الإماراتي، وكذلك على تجارب الأدباء الإماراتيين، وأشاروا في حديثهم لـ«الاتحاد» أن إمارة الشارقة تبني جسور التواصل مع الثقافات العالمية الأخرى بتوجيه ودعم ورؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. بداية يقول فيصل خالد النابودة، (هيئة الشارقة للكتاب): لم يسبق لهيئة الشارقة للكتاب أن شاركت بمثل هذا الحجم خارج الإمارات، وقد أبرزنا الزخم الثقافي الإماراتي من خلال عرضنا للعدد الكبير من مشاركات الهيئات والدوائر الحكومية، وإسهامات دور النشر وجمعية الناشرين الإماراتية إلى جانب نماذج من الأعمال الأدبية الفنية، وقدمنا فعاليات ثقافية وقراءات شعرية وحلقات نقاشات بين الناشرين والأدباء، حضرها زوار من مختلف الأعمار والجنسيات واللغات، كما جربوا ارتداء الزي الرسمي الإماراتي، وتذوقوا مأكولاتنا، وحظوا بكتابة أسمائهم بالخط العربي، واكتشفوا تقاليدنا. والأهم هو اطلاعهم على التجارب الإبداعية المترجمة إلى الفرنسية لأبرز الكتاب العرب والإماراتيين، وعقد الناشرون الإماراتيون اجتماعات مع نظرائهم الفرنسيين واتفقوا على تبادل حقوق الترجمة بما يعزز المشهدين الثقافيين العربي والفرنسي، وحضر ضمن الوفد بعض أبرز المسرحيين وقدموا خبراتهم في الفن الرابع، وتبادلوا تجربتهم مع المسرحيين الفرنسيين. أما الكاتب الروائي والمخرج السينمائي ناصر الظاهري، فيقول: كانت مشاركتي ضمن جناح الشارقة في معرض باريس من خلال ندوة «راهن الكتابات القصصية في العالم»، مع الكاتب إبراهيم مبارك، ومشاركتي الأساسية تمثلت في ترجمة مجموعة قصصية لي بعنوان: «منتعلاً الملح وكفّاه رماد» إلى اللغة الفرنسية، وكانت فرصة لتوقيع العمل وتقديمه للقارئ الفرنسي. وأعتبر حضور الشارقة عملاً تنويرياً جميلاً يعكس ما تقوم به الإمارة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يعمل على تحول الشارقة إلى جسر للثقافة والمعرفة، ولاسيما أنها اختيرت لتكون ضيفة في معارض كتاب في الكثير من بلدان العالم، وهي نافذة رحبة على ثقافات العالم. وتؤكد الشاعرة الهنوف محمد، عضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، قائلة: أنا سعيدة بمشاركتي في معرض باريس الدولي للكتاب، وقد وجدته حدثاً رائعاً، وأشكر بلدي الإمارات، وصاحب السمو حاكم الشارقة الذي أشرف على تنظيم هذه الفعالية، وأتاح لنا فرصة الحضور، وقد تضمنت مشاركتي توقيعي لديواني «سماوات» مترجماً إلى اللغة الفرنسية، ثم قرأت نصوصاً في أمسية شعرية، وأدرت جلسات النقاش. ولاحظت شيئاً جميلاً في المعرض، حيث قدم صورة رائعة للأدباء الإماراتيين وسلط الضوء أكثر على تجربتهم. تقارب وتبادل ثقافي الفنان التشكيلي الفرنسي الجزائري فريد أمعمري، يرى أن جناح الشارقة في معرض باريس للكتاب جناح مزهر ومزدهر، ويضيف: لقد أعجبت بحضور الفن الكوليغرافي والخط العربي الذي يزين المكان، وبالنسبة لي عرض اللوحات والكتب يقدم تجارب إبداعية عربية لأنني كشخص فرانكفوني أملك معارف محدودة عنها، خاصة أن هذه التجارب ظلت حبيسة في المنطقة العربية إلى وقت قريب، كما سمح لي الجناح بالتعرف على مسرحيين وسينمائيين وكتاب بمختلف حساسياتهم، واطلعت على نتاجهم الأدبي والفني، كما تعرفوا هم أيضاً على تجاربنا، وليس هناك أجمل من أن تقارب بيننا الثقافة رغم تباعدنا جغرافياً. ويقول صدام صديق (صحفي سوداني): أريد أن أثني على شكل جناح الشارقة من حيث جمالية معماريته وفخامتها، مما يجذب الزوار إليه، ولكن تمنيت لو عرض جناح الشارقة عدداً أكبر من الكتب، أما من ناحية الندوات والنقاشات فقد كانت قيمة جداً، ولاحظت كفاءة التنظيم المحكم، وكذلك أعجبت بكتب الأدباء الإماراتيين المترجمة إلى لغة موليير، وهذا يروج لأعمالهم في بلد فرانكفوني، تزامناً مع احتفاله باليوم العالمي للفرانكوفونية. أما كريستان تاردي (ناشط في جمعية ثقافية في باريس) فيؤكد اكتشافه لمدينه الشارقة، قائلاً: أسمع كثيراً عن الشارقة ونشاطها الثقافي الكثيف والثري إلى درجة اختيارها ضيفاً مميزاً في هذه التظاهرة الاحتفالية الدولية بالكتاب، لقد اطلعت عبر نافذتها على مدى اهتمامها بترجمة أعمال الروائيين والمثقفين الإماراتيين إلى اللغة الفرنسية، مثلما اكتشفت جماليات الخط العربي، وأثار فضولي ما يقوله الكتاب الإماراتيون المشاركون في الندوات، لكن للأسف استعصى عليّ الفهم لأنهم كانوا يتكلمون بالعربية وأنا ناطق بالفرنسية، ربما لم أنتبه إلى وجود أجهزة الترجمة، فيما حالت اللغة دون تبادلي الحديث والنقاش مع الضيوف على هامش الجلسات والندوات. رائحة التراث سيسيل (زائرة فرنسية) تشير إلى إعجابها بالجانب الفلكلوري في المعرض من خلال حضور الموسيقا الشعبية وعطر البخور والمأكولات التراثية وألوان الزي التقليدي، لقد امتزجت رفوف الكتب بروائح هذه الإمارة، ومن المهم جداً حضور تواقيع الكتب لمؤلفين إماراتيين مترجمة إلى الفرنسية، لأن التعايش الحضاري بين الشعوب يتطلب هذا الجسر، ويشجعه على الوصول إلى القارئ الفرنسي ويضمن له مكاناً في سوق الكتاب هنا، وأتمنى أن تكون الترجمة في الاتجاه المعاكس أيضاً. ويقول معاوية عبد المجيد (مترجم سوري): في الحقيقة، لاحظت أن جناح الشارقة كان مميزاً، والندوات قدمت محاور مهمة حول فعل الكتابة والنقد، لكن حالت الفعاليات الموازية في أجنحة المعرض الأخرى دون حضور برنامج الشارقة كاملاً، فيما أثبتت الشارقة اهتمامها الكبير بالثقافة، أتمنى أن تنتشر الطبعات المترجمة في كل مكان وتناسب جميع الشرائح الاجتماعية، وخاصة الاهتمام بالمضمون لأن المجتمع في أوروبا يملك ثقافة القراءة والمطالعة، ولا يركز على شكل الكتب وغلافها الفاخر. جاك لانغ: حاكم الشارقة يبذل جهوداً كبيرة في خدمة الثقافة في تعليقه لـ«الاتحاد» حول اختيار الشارقة ضيف معرض باريس للكتاب، قال جاك لانغ، رئيس معهد العالم العربي ووزير الثقافة الفرنسي الأسبق: «نحن فخورون بتجربة الشارقة الثقافية، وتمثل مدينة الشارقة نموذجاً مثالياً، وقد تجسد ذلك بفضل حاكمها الذي يبذل جهوداً كبيرة منذ سنوات طويلة من أجل خدمة الثقافة والمعرفة والعلم، وجعلها أكبر إمارة ثقافية، وجهود حاكم الشارقة لافتة لنظر الجميع، وما جاء اختيار الشارقة ضيف مميزاً في معرض باريس للكتاب إلا لكونه مستحقاً وضرورياً. وأنا شخصياً أكن الكثير من الإعجاب والتقدير لتجربة إمارة الشارقة، وحاكمها لكونه مثقفاً كبيراً، فهو كاتب، ومؤرخ أيضاً، وأسس متاحف ومدارس وجامعات عدة، واستطاع أن يضع الثقافة في متناول الجميع، خاصة الشباب. وبالتالي نحن سعداء أن تكون هذه الإمارة حاضرة في هذا الحدث الثقافي الكبير».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©