«وجع الانتصار» يروي حكاية التمرد على الظلم

مشاهدو قناة أبوظبي الأولى على موعد قريب مع المسلسل الدرامي الخليجي “وجع الانتصار”، وهو يتألف من ثلاثين حلقة، مدة الواحدة أربعون دقيقة، وضعت قصته والسيناريو له الدكتورة ليلى عبد العزيز الهلالي، وأخرجه عامر الحمود، وشاركت في تمثيله نخبة من الممثلين الخليجيين.. في مقدمهم هيفاء حسين وعلي كاكولي، وآخرون.. يبدو المسلسل مصراً على صدم مشاهديه منذ اللحظة الأولى، أي من العنوان الذي يحمله، فالانتصار عادة يترافق مع البهجة والفرح، أما يكون محملاً بالوجع فذلك لا يتأتى إلا من كونه قد تحقق على من كان يفترض به أن ينجز بالتلاقي معهم، أن ينتصر المرء على أهله فلا بد له أن يكون لفوزه طعم الخيبة والحسرة، لكنه الظلم الذي لا يترك فرصة للمعايير الإنسانية والأخلاقية لكي تفرض نفسها، وهو إذ يأتي من ذوي القربى يصير أشد مضاضة. موعد مع الرحيل أحداث المسلسل تبدأ من وجه الجوهرة الجميل المتمرد على شحوب مرض استوطن ملامحها، تبدو أم منصور منهكة ومريضة ملقاة على فراش قاس تنظر بحزن إلى ابنها منصور الذي يراقبها بلهفة وألم ينظر إليها وكأنه ينظر إلى الحياة بعينيها، من خلف المعاناة تبتسم الجوهرة رانية نحو ابنها، تقول له بحنان وحب: لا تخف يا منصور فأنا بخير.. يقول لها: إذا كنت كذلك فهيا معي انهضي من هذا الفراش الكئيب.. وأنيري زوايا هذا المنزل بضحكاتك ودفء أنفاسك.. تبتسم له متأثرة بلهفة وحزن وملامح الخوف التي تطل من عينيها فهي زوجة لأغنى رجل في القرية لكنها مع ذلك تعاني الفقر والوحدة، وكذلك ابنها.. زوجها تخلى عنها وعن ابنه منصاعاً لرغبة زوجته الأولى، ومولياً كل اهتمامه لأولاده منها. إشارات مطمئنة ولكن.. من خلف المعاناة ترسل الأم إشارات ايجابية نحو ابنها الوحيد، تحرص على تطمينه: لا تخف يا منصور ربما في الأمر خير لي.. فأنا سأكون مرتاحة أكثر لأن الحياة أصبحت أقسى من أن أحتمل البقاء فيها.. لا تحزن يا منصور.. اهتم فقط بنفسك فأنا أريدك أن تكون الرجل الذي ربيته ليعيد لي كرامتي التي سرقها مني والدك وأهله.. عدني يا منصور أن لا تخيب أملي.. عدني أن تحقق كل ما حلمت به معك.. ينظر منصور إلى والدته والدموع تملأ عينيه ويقول بصوت مخنوق من الألم: سأحقق لك كل ما حلمت به، وستكونين واقفة إلى جانبي، بل أمامي، تفرحين بنجاح ابنك وبتحقيقه لحلمك، نعم يجب أن تكوني موجودة لتستمتعي بكل ذلك، أرجوك يا معنى الحياة أن تقاومي وتصبري سوف أذهب وأرجع بسرعة فقط، عديني أن تصبري وتقاومي أرجوك يا أمي.. ولكن الوجع يشتد على الجوهرة.. ينهض منصور في ذهول وخوف وارتباك ويغادر الحجرة إلى الصالة ينظر حوله لا يجد غير الفقر والوحدة والظلم يخرج من المنزل فيقابله صديق طفولته تركي.. يسأله عن حال والدته يقول له منصور بانهيار إن والدته مريضة للغاية وهو يشعر بالخوف.. يسأله تركي وأين ستذهب.. يقول له منصور إنه سيذهب بحثاً عن المساعدة.. سيذهب إلى الرجل الذي تسبب في مرضها وأوجاعها.. ينطلق مسرعاً والدموع تتساقط من عينيه وهو يردد بهستيرية أرجوك أن تقاومي يا أمي.. أرجوك فأنا ليس لدي في هذه الدنيا بعد الله غيرك، لا تتركيني وحيداً أصارع الهم والحزن والظلم لا تتركيني وحيداً أرجوك.. يبدو جسد منصور يرتعش من برد الشتاء القارص ومن الخوف والقهر أيضاً. رحلة الانتقام تموت والدته ويقرر منصور الانتقام لها من والده وأسرته، يقرر أن يصبح رجلاً أكثر ثراء ووجاهة منهم جميعاً.. يغادر القرية بعد أن يطرده (متعب) شقيقه الأكبر من منزل والدته الذي يضم كل ذكريات حياته مع والدته.. يقف الجميع ضد منصور باستثناء مضاوي أخته الصغرى التي تتعاطف معه وتحاول أن تساعده ولكن كيف لها أن تواجه جبروت بقية أخواتها ووالدها. يخرج منصور من قريته مكسوراً حزيناً لا يملك سوى بعض الملابس البالية ودموع القهر والظلم، قبل خروجه يزور قبر والدته ليعاهدها على أن يعود إلى القرية منتصراً، ينتقم من الذين أساؤوا له ولها.. رفض الظلم في السيارة الوحيدة التي تغادر القرية باتجاه المدينة يغادر منصور مكتئباً، يتنبه السائق للحزن المسيطر عليه، ويحاول تخفيف الآلام عنه، ويصير الاثنان صديقين مقربين، بوصوله إلى المدينة يكون على منصور أن يتجه إلى السوق ليبيع قطعة ذهبية منحته إياها أخته مضاوي، على أمل أن يتدبر شؤونه بثمنها، في السوق يشهد منصور شجاراً بين اثنين من كبار التجار، أحدهما يرغب في السيطرة على السوق ويسعى لطرد الآخر مستغلاً وحدته وكبر سنه وعدم وجود أبناء لديه يساعدونه، إذ إنه لم يرزق سوى بابنة واحدة، ولأن المظلوم يكره الظلم والجبروت ينتفض منصور كالمجنون ليساعد التاجر الآخر ويقف بجانبه. خطوة نحو الغد يكون للشجار أن يرسي دعائم علاقة متينة بين منصور وبين أبو سلمى التاجر الكبير الذي يعرض عليه أن يعمل لديه.. بمرور الزمن تزدهر تجارة أبو سلمى، كما تكبر مكانة منصور لديه، وعندما يحاول الأخير أن يؤسس لنفسه عمله التجاري الخاص، بعد أن تكون معرفته بشؤون السوق قد تعمقت، يعز على معلمه “أبو سلمى” أن يتخلى عنه، فيعرض عليه شراكة في العمل ليضمن بقاءه معه.. يوافق منصور ويزداد حماساً، فقد تولد لديه إدراك بأن أحلامه بدأت تتحقق أخيراً.. لا يكتفي التاجر الكبير بإشراك منصور في تجارته فقط، هو يرغب في تعميق أواصر الصلة به بعد أن لمس خصاله الإنسانية الحميدة، لهذا فهو لا يتردد في أن يقترح عليه الاقتران بابنته الوحيدة سلمى.. يبدي منصور بعض التردد منصور ولكن صديقيه عبدالله وتركي يقنعانه بأنها فرصة جيدة وبأن الرجل طلب منه هذا الطلب بدافع حبه له. تحقق الأحلام يتزوج منصور من سلمى وينجب ابنتين (عهد و وعد) وتكبر تجارته ويحقق جزءاً كبيراً من أحلامه ويبدأ بشراء الكثير من الأراضي والمزارع في قريته كما أنه قام بشراء منزل والدته وفي المقابل كانت تجارة والده وإخوانه تنهار بسبب تقسيم الثروة التي أصرّوا عليها رغم أن والدهم لا يزال حياً وهذا ما يجعل والد منصور يعترف بأن ما يحدث له عقوبة له من الله بسبب ظلمه لمنصور ولوالدته رغم أنه أحبها من كل قلبه. خارج المتوقع تمضي الأحداث وتتوالد أحداثاً جديدة يفرضها واقع وجود الأبناء ومشاكلهم.. ويصبح منصور قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلمه ولكن قلبه ينشغل بدلال صديقة زوجته المقربة منها والتي يشعر نحوها للمرة الأولى في حياته بالحب.. فيصبح هذا الحب رحلة عذاب جديدة.. فهو شديد التعلق بها.. ولكن صديقيه تركي وعبد الله يقفان في وجهه وكذلك دلال ترفض أن تخون صديقة عمرها.. ورغم أنها تحبه بشدة ولكن منصور يأبى إلا أن يرتبط بها وكيف لا وهي المرأة الوحيدة التي شعر بأنها تمتلك قلبه وأحاسيسه وتعطي لحياته معنى بعد أن فقدت معناها بسبب ما تعرض له من ظلم وقهر. فهل سيعرف منصور معنى السعادة الحقيقية التي حرم منها.. وهل سيحقق حلمه وحلم والدته.. وهل ستنصفه الأيام بعد أن ظلمته كثيراً هذا ما ستجيب عنه أحداث وتفاصيل هذا المسلسل، وهي تفاصيل عميقة ومتشعبة تحتوي على الكثير من الأحداث الشيقة والمتنوعة لا تخلو من المشاكل والقضايا الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع وأفراده.. حيث تطرح تلك القضايا من خلال التطور الدرامي للمسلسل وأحداثه. شخصيات المسلسل الرئيسية: ? منصور: الشاب المقهور الذي أصبح من اكبر رجل الأعمال بفضل طموحه واجتهاده. ? تركي: صديق عمره وهو طبيباً مشهور وناجح. ? عبدالله: صديقه الثاني وصاحب شركة نقليات. ? سلمى: زوجة منصور. ? دلال: صديقة سلمى والمرأة التي يرتبط بها منصور. ? عهد: ابنة منصور الوسطى طالبه جامعية . ? وعد: ابنة منصور الصغرى وهي طالبة في المرحلة الثانوية . ? مضاوي : أخت منصور الصغرى والتي تتعاطف معه دوناً عن أخواته ? أبو متعب: والد منصور وهو رجل كبير في السن قليل الحيلة يرضخ لتصرفات ابنه متعب . ? متعب: الأخ غير الشقيق لمنصور. ? مشاعل: زوجة عبدالله صديق ? منصور وهى سيدة مرحة محبة للخير. ? سعود: ابن عبدالله الأكبر وهو خريج كلية الهندسة وقريب لأسرة منصور. ? معتز: ابن عبدالله الثاني وهو طالب جامعي . ? أبو سلمى: التاجر الذي يقف مع منصور في بداية حياته العملية .