حرارة الصيف ترفع أسعار الأسماك وتقلل المعروض في الساحل الشرقي

اشتكى سكان المناطق الشرقية من قلة الأسماك وارتفاع أسعارها منذ بداية موسم الصيف، الأمر الذي أكده أصحاب المحال والصيادون معللين ذلك بارتفاع الحرارة في فصل الصيف حيث يتفادى الصيادون ركوب البحر إلا في أوقات معينة بينما تهرب عدة أنواع من الأسماك بعيداً عن الشاطئ صوب المياه العميقة الباردة. وأكد أصحاب المحال بيع الأسماك وعدد من الصيادين ارتفاع أسعار الأسماك الطازجة في أسواق الفجيرة والساحل الشرقي بسبب قلة المعروض، حيث بلغ عدد قوارب الصيد 1500 قارب في الفجيرة والساحل الشرقي موزعة على 11 ميناء. ارتفاع الأسعار وفي هذا الإطار، قال أحمد محمد الذي كان يبحث عن الأسماك الطازجة في سوق السمك بكلباء إن «الأسماك الطازجة قليلة وأكثرها من نوع الضلوع والشعري، حيث اشتريت «ضلع» بـ 30 درهماً و«شعري» بـ 25 درهماً... الأسعار ترتفع وتنخفض بسبب قلة الأسماك». ولفت المواطن ياسين سالم إلى أن «أسواق الأسماك تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار نظراً لقلة المعروض حيث ساهمت الحرارة والرطوبة في تقليص عدد الصيادين الذين يتوجهون للبحر مما أدى إلى تراجع توفر الكمية المطلوبة من الأسماك وبالتالي ارتفاع الأسعار». وأوضح سالم أنه نتيجة لذلك بلغت قيمة سمكة القباب 60 درهماً بينما كانت قبل عدة أسابيع تباع بـ 30 درهماً». وقالت أم عبدالله «أنا معتادة منذ زمن أن أتصل بمحل مشويات الأسماك، لكني اتصلت به قبل أسبوعين ليرد بأنه لا توجد أسماك لأن الصيادين لا يخرجون للبحر بسبب الرطوبة وتقلب الأحوال الجوية». هروب الأسماك من جهته، قال عبدالله سليمان صاحب محل في سوق السمك بالفجيرة إنه «من المعروف أن فصل الصيف تقل فيه الأسماك بسبب حرارة الجو»، موضحاً أنه نتيجة ذلك فإن «الأسماك الكبيرة مثل الهامور والشعري والسكل والصال والضلوع وغيرها تهرب من الشواطئ الساحلية للبحث عن المياه الباردة في الأعماق على بعد من 4 إلى 10 أميال بحري، أما اسماك العومة والغيلة (اسماك الضغوة) فلا تتأثر بالحرارة». وأضاف سليمان إن الصيادين كذلك لا يستطيعون ممارسة الصيد تحت أشعة الشمس الحارقة، وإن خرجوا فلا يبتعدون كثيراً عن الساحل، مع العلم أنه غالباً ما يصطادون بين الساعة السادسة صباحاً والعاشرة صباحاً، بينما البعض يخرج للصيد في الساعة الرابعة عصرا وحتى الساعة العاشرة مساء لأن الحرارة تكون أدنى، ولذلك يصل سعر سمك الهامور إلى 300 درهم في حين كان يباع في الشتاء بـ 50 درهماً بحسب الحجم، بينما سمك القباب يباع بـ 9 دراهم وقد يصل إلى 12 درهماً للحبة الواحدة». وأشار إلى إن الأسماك المتوفرة تأتي من المناطق الأخرى مثل دبي ودبا الحصن والبديا وخورفكان حيث يصطادها أصحاب اللنشات الكبيرة وتظل في الثلاجات لأكثر من 10 أيام وتباع في الفترة الصباحية بينما تقل أسعارها مساء. من جهته، أكد محي الدين عبدالله صاحب محل لبيع الأسماك الطازجة ارتفاع أسعار الأسماك بسبب قلة المعروض منها، مشيراً إلى أن «عدد محلات بيع الأسماك في سوق الفجيرة بلغ ما يقارب 40 محلاً منها خمسة محلات متخصصة للأسماك الطازجة من الفجيرة، أما باقي الأسماك فيتم استيرادها من دبي ودبا وخورفكان وتباع في الفترة الصباحية». وأوضح عبدالله أن حرارة الشمس وارتفاع درجة الحرارة خلال الصيف تمنع الصيادين من الخروج للبحر بالشكل المعتاد ما يؤدي إلى قلة الأسماك وارتفاع أسعار الطازجة منها مثل سمك الشعري الذي يباع زنة الكيلو والنصف منه بـ 25 درهماً، بينما أسماك الغلي والعومة المن بعشرة دراهم، وسمك القباب بـ 30 درهماً في حين كانت قبل شهر بـ 15 درهماً». النزول إلى البحر من ناحيته، قال الصياد ناصر أحمد إن «الصيد هوايتي منذ الصغر، وبعد تقاعدي تفرغت للصيد بشكل يومي إلا أنه في السنوات الأخيرة نلاحظ زيادة التلوث النفطي ومخلفات السفن مما يؤثر على الثروة السمكية». وأوضح أحمد أنه «بالنسبة لموسم الصيف فيعلم الجميع أن الصيد يقل خاصة بالنسبة للأسماك الكبيرة مثل الهامور والشعري والكوفر التي تهرب من المياه الشاطئية للأعماق بحثاً عن البرودة، ذلك أنها لا تستطيع العيش في الأجواء الحارة، لذلك تقل الأسماك بعكس فصل الشتاء الذي يتميز بوفرة الأسماك