الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جغرافية المغرب وعادات أهله تنقذ صناعة القوارب من الاندثار

جغرافية المغرب وعادات أهله تنقذ صناعة القوارب من الاندثار
4 مارس 2011 21:24
تعتبر صناعة قوارب الخشبية الصغيرة من أقدم المهن والصناعات الحرفية في العالم، ورغم انتشار وازدهار صناعة وتجارة البواخر والسفن الترفيهية فإن قوارب الصيد والنزهة مازالت تحتفظ بمكانتها في المغرب، حيث لم تتعرض هذه الصناعة للإهمال والانقراض، فقد ساعدت جغرافية المغرب وتقاليد أهله في الحفاظ على صناعة السفن الخشبية التقليدية، وفرضت كثرة الأنهار وطول السواحل استخدام القوارب الخشبية للعبور من ضفة إلى أخرى والنزهة والصيد والرحلات الدراسية، وساعد انخفاض سعر هذه القوارب وحرص المغاربة على رحلات صيد الأسماك، على إنقاد صناعة القوارب من الانقراض. حرفة متوارثة تقوم هذه الصناعة اليدوية التقليدية على الحنكة والخبرة الطويلة حيث تتوارث فنون هذه الصناعة وأسرارها أسر عريقة، ما أسهم في الحفاظ على جودة هذه الصناعة التقليدية ومنافستها للقوارب الحديثة الأكثر تطورا. إلى ذلك، يقول عمر الصويري، أحد عمال ورشة صناعة مراكب الصيد التقليدية، “هذه المهنة شاقة وتحتاج إلى خبرة طويلة، فهي نتاج تراكم خبرات وتجارب ملايين السنين منذ أن كانت هناك حاجة لدى الإنسان للصيد وعبور الأنهار والبحار”. ويضيف “صحيح أنها تطورت كثيرا عن السابق لكن مجال صناعة السفن القوارب ما يزال يحتاج إلى خبرة كبيرة حتى يستطيع العامل صنع مركب قادر على الإبحار لعدة سنوات”. ويتابع الصويري “هناك سفن متعددة الأشكال والأحجام والأنواع والمواصفات، وكل قارب له اسم يطلقه عليه صناعه ويتعلق بحجم القارب ومواصفاته، ويعتبر القارب الذي يتراوح طوله ما بين 5 إلى 10 أمتار ويعمل بالمجداف والمحرك أشهر القوارب التقليدية وأكثرها مبيعا فهذا القارب عملي ويصلح للصيد والتنزه البحري”. ويشير إلى أن غالبية القوارب التي يصنعها هي لصيد الأسماك حيث يشتريها صيادون تقليديون لذلك فإن هامش الربح ضئيل، مضيفا أن سعر القارب غير ثابت ويرتبط بسعر الخشب ويتفاوت حسب حجم القارب وإمكانيات الزبون. هندسة القارب عن عملية صنع القارب، يقول الصويري إنها معقدة وتتطلب عملا متواصلا يستغرق ما بين شهر وستة أشهر بحسب عدد العمال وحجم المركب، ويضيف “عملية صنع القارب هي علمية هندسية يشرف عليها “المعلم” وينفذها العمال معتمدين على خبرتهم وتجربتهم، فالمعلم هو صانع القوارب ومهندسها، لأن يحدد المقاسات والشكل والحجم ويشرف على تركيب الأضلاع والألواح الخشبية على الجانبين وتشذيب القارب من الأمام والخلف حتى يأخذ الشكل المطلوب وحتى يبدو هيكل القارب منسجما مع حجمه، فأي خطأ في أخذ القياسات والتركيب يجعل القارب غير صالح للاستعمال فمثلا إذا كان القارب مائل داخل البحر فلا يمكن الإبحار به”. ويشير إلى أن صناعة السفن تتطلب الكثير من المواد والأدوات مثل الخشب والمسامير والمادة التي تطلى بها السفن ومادة أخرى توضع بين الألواح. وحول مراحل صناعة القارب، يقول العامل إن “استخدام الماكينات الحديثة في تحضير الخشب وتقطيعه ساعد على كسب الوقت وتسهيل عملية تركيب القارب. وتتم هذه العملية الأخيرة ببناء هيكل السفينة ووصل ألواح الخشب ببعضها بواسطة المسامير ثم توضع بين الألواح مادة غير مسربة للماء وفي النهاية يتم دهن القارب وتركيب المحرك”. وتوجد أغلب الورش المتخصصة في صنع القوارب الخشبية قرب الشاطئ لأن عملية نقل السفن صعبة ومكلفة وتحتاج إلى رافعات وشاحنات، وعن الفرق بين المراكب التقليدية والقوارب الحديثة. يقول الصويري “هناك فرق كبير فالحديثة متطورة لكنها باهظة الثمن وبعضها رديء، أما التقليدية فهي أصيلة وتتحمل كثيرا ويمكنها العمل لعدة سنوات مع الصيانة الدورية”.
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©