السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حرف في موضع اتهام

10 مارس 2014 14:21
قبل أن أبدأ مقالي أريد منك أن تفكر ما هو أفضل استخدام لـ «تويتر»؟، فقد أصبحت 140 حرفاً تتحكم بمستقبلنا للأسف الشديد، وأصبحت التغريدة تحكم الجميع، إما أن ترفعنا لأعلى المراتب ونكون محل مدح لمستخدمي «تويتر» أو نصبح مذمومين فيه، وفي كلتا الحالتين يتأثر ليس المجتمع فقط بل العالم أجمع. كرهت استخدام تويتر والدخول إليه لأسباب كثيرة، أولها تحول تويتر إلى مكان نعلن فيه حروبنا، بعد أن كانت أفكارنا حبيسة وخاصة بنا، أصبحت اليوم خاصة بتويتر فقط لا غير، أرى هجوماً على الكثير من خلال موقع التواصل الاجتماعي هذا، هل نستخدمه نحن الاستخدام الصحيح أم كان هذا هو الغرض من تويتر؟ سؤال يحيرني في الآونة الأخيرة ولا أجد له جواباً وأريد أن أجد الجواب ولكن هل هناك من سيجيبني عن هذا التساؤل الذي لم نفكر به؟. أجد أن تويتر مكاناً لتبادل المعلومات البسيطة وعرض الأخبار بشكل عام واستخدام المؤسسات له بعرض آخر الإنجازات، بل أصبح شيوخنا يستخدمون تويتر لأسباب عدة، في مقدمتها تشجيع المواطنين وتحفيزهم ومشاركتهم حياتهم اليومية، وأما عامة الناس، فالكثير منهم استخدمه استخداماً سيئاً، نعم لقد شوهنا تويتر. أصبح تويتر هو البرنامج الاجتماعي الأكثر شيوعاً ليس فقط للمراهقين بل للجميع، انتقلت عدوى الأخبار الساخنة إلى تويتر وبات الجميع يكتب الكثير وربما الإشاعات، ليس هناك أي مصداقية ومرجع للأخبار هذه. 140 حرفاً فعلت الكثير.. حرب إلكترونية بحتة، نقاشات وهجوم، نحن في غنى عنها، هذا ما يضع تويتر في موضع اتهام بالمقام الأول، هناك خيرة الناس يقومون باستخدام تويتر بطرح أفكارهم الإبداعية، ولكن الطاغي هو تلك الحرب الإلكترونية التي باتت آفة في الآونة الأخيرة. لم أسمع عصفوراً في حياتي يغرد بنشاز، ولكن أرى الكثيرين من المغردين ينشزون، هل سيرجع الجميع إلى صوابه في أحد الأيام ويعرف ما هو الاستخدام الحقيقي لتويتر، أم أننا سنظل على حالنا هذه، ونتخبط ببعض، أحزن على حالنا كثيراً وعلى استخدامنا؟. اتركوا كلامي وتحليلي الفلسفي الذي يراه البعض غير منطقي ومنافياً للصحة، وأطلب منكم أن تجلسوا وتفكروا ما الذي جنته أيدينا بـ 140 حرفاً، لم أتصور أنه في أحد الأيام بأننا سنهاجم بعضنا من خلف شاشة الحاسوب أو من خلف شاشة الجوال، هل هو جبن منا أم أنها متطلبات الحياة، لا أظن بأنه جبن، فالجبان هو من يختبئ تحت مسمى مزيف وتحت اسم مستعار. أفخر بالكثير في عالم تويتر وتعرفت إلى الكثيرين وتشرفت بمعرفتهم، والبعض لا يشرفنا أن نعرفهم ونقيسهم بمقياس عدد الأشخاص الذين يتابعونهم. 140 حرفاً في موضع اتهام كبير جداً واتهام خطير. من مدونة «مانع المعيني»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©