الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خطباء الجمعة يدعون «المبتلَين» بتعاطي المخدرات إلى العلاج

27 يونيو 2009 01:09
دعا خطباء الجمعة في مساجد الدولة أمس، الأفراد الذين «ابتلوا» بتعاطي المخدرات للمسارعة إلى التوبة وطلب العلاج منها عبر مراجعة دور الرعاية والتأهيل لتشرف على تطبيبه وعلاجه، مؤكدين أن الحكومة الرشيدة تبذل قصارى جهدها في محاربة انتشار المخدرات. وشدد الخطباء على وجوب إسهام كل فرد في هذا المجتمع في القضاء على المخدرات والحد من انتشارها والتحذير منها، كل في موقعه «الأب في بيته، والمعلم في مدرسته، والتاجر في تجارته، والإعلامي بفكره وقلمه، والواعظ في دروسه ومواعظه وخطبه». وحث الخطباء الأشخاص الذين ابتلوا بهذه الآفة الخطيرة أن يقلعوا عنها، وأن يقوموا بدورهم في توعية غيرهم من الشباب، وأن يحذروهم مما وقعوا فيه، «وليعلموا أن عملهم هذا قربة إلى العلي القدير». فعن تميم الداري (رضي الله عنه) أن النبي «صلى الله عليه وسلم» قال «الدِّينُ النَّصِيحَةُ». قُلنَا: لمن؟ قال «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم». وقال أئمة المساجد في الخطبة الموحدة، إن الله جل في علاه قال «ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث»، وقال «صلى الله عليه وسلم» «لا ضرر ولا ضرار»، مضيفين أن الله تعالى حرّم على عباده كل ما يؤذيهم ويضرهم في أنفسهم وعقولهم وأولادهم وأسرهم ومجتمعهم. وأكدوا أن المخدرات داء وبلاء عظيم، فمن ابتلي بها تعب، ومن تعود عليها خسر، فهي تخرج الإنسان عن طبيعته التي خلقه الله سبحانه عليها، فلا يستطيع أن يكون عنصرا فاعلا في مجتمعه، ولا يعتمد عليه في أي شأن من شؤون أسرته، ويكون عالة على الآخرين. ونبّه الخطباء إلى عدم الظن بأن المخدرات يقتصر أثرها على تخدير الجسم وتسكينه، «بل هي مهلكة له، خاصة تلك الأنواع التي ظهرت وتظهر في كل وقت وحين، من أجل ذلك عدّها القرآن الكريم من المهلكات، وحذرنا أن نقع فيها». فقال عز وجل «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة». وحذّر الخطباء الإنسان الضعيف الذي قد يظن في شيء ما أنه الصواب، ويريد أن يجربه لينتشي به ويسعد أو يبعد عن مشكلة ويهرب، ولا يدري بذلك أنه قد اتبع هواه وتمكنت منه شهوته وتحكمت فيه نفسه فظن أن المخدرات ستنسيه، وفيها المخرج والنجاة، فجلس مع أصدقاء السوء يعتمد عليها ويدمنها، فأصبح من الخاسرين، وندم على ما فعل حيث لم ينفع الندم، وبعد إدمانه ومرضه يطلب العلاج؛ لأنه لا يستطيع أن يعيش سويا طبيعيا كما خلقه الله تعالى. وتابع الخطباء: إن المخدرات هي المهلكات، فهي من أشد الأشياء خطرا على صحة الإنسان ونفسه، فتعاطيها قد يكون سببا في إزهاق الأرواح التي أمرنا الله عز وجل أن نحافظ عليها، وقد قال رسول الله «صلى الله عليه وسلم»: «لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار». وأشاروا إلى أن هذه المخدرات تجعل الإنسان في سكر وفتور، وقد نهى النبي «صلى الله عليه وسلم» عن كل مسكر ومفتر، فعن أم سلمة (رضي الله عنها) قالت: نهى رسول الله «صلى الله عليه وسلم» عن كل مسكر ومفتر. وبيّنوا أن كل ما يذهب العقل أو يعوق عن التفكير السليم أو يقود إلى العجز والضرر هو حرام شرعا، لافتين إلى العلماء أجمعوا على تحريم تعاطي المخدرات دفعا للمضار المترتبة عليها في الفرد والأسرة والمجتمع في كل نواحي الحياة، يقول تعالى «ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما». وختم الخطباء بالقول إن المسكرات والمخدرات تصد عن ذكر الله وعن الصلاة، وتنشر العداوة والبغضاء والقطيعة. يقول الله تعالى «إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون»، منبهين إلى أن أضرار المخدرات الجسيمة التي تلحق بالأسرة تدعونا إلى بذل مزيد من الرعاية والعناية لتحصين الأسرة من هذه الأضرار كالطلاق وضياع الأولاد وانحرافهم بسبب إنفاق الأب على شراء المخدرات، وتضييقه على أهل بيته، أو ضياع الأب أو موته، وقد قال «صلى الله عليه وسلم»: «إن الله سائل كل راع عما استرعاه، أحفظ ذلك أم ضيع؟ حتى يسأل الرجل عن أهل بيته»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©