آثار تدل على قيام مجتمع بحري منظم قبالة سواحل كاليفورنيا

اكتشفت آثار تدل على اقتصاد متنوع يرتكز على نشاطات بحرية تعود إلى ما بين 12200 و11400 عاما، وذلك في جزر تقع في عرض البحر قبالة سواحل كاليفورنيا، بحسب ما أفادت أبحاث نشرت أمس الأول في المجلة العلمية الأميركية «ساينس». وأجريت هذه الاكتشافات في مواقع تابعة للمتنزه الوطني الخاص بجزر «القناة» أو «تشانيل آيلاندز»، وهي سلسلة من ثماني جزر تقع على المحيط الهادئ قبالة ساحل لوس أنجلوس. وكان فريق يترأسه خبراء من جامعة أوريجون ومؤسسة سميثسونيان قد عثر على عدد من نصال حراب تعود إلى الفترة الزمنية نفسها. وعثر على هذه القطع إلى جانب بقايا أصداف وحيوانات فقمة وأسماك وطيور الغاق. وتبدو بعض هذه الحراب سليمة ومتطورة جدا لدرجة أن استخدامها لم يكن لينحصر فقط بالصيد البحري والبري، بحسب ما يلفت جون إرلاندسون الأستاذ المحاضر في الأنثروبولوجيا ومدير متحف التاريخ الطبيعي والثقافي في جامعة أوريجون (شمال-غرب). ومنذ أكثر من ثلاثين عاماً استهل هذا المتخصص في علم الأنثروبولوجيا دراساته على آثار هذه الجزر. ويشرح «هذه القطع المختلفة تصنف ضمن الآثار الأولية للنشاطات الاقتصادية المرتبطة بالمحيط وكذلك للتكيف البحري في الأميركيتين. وهي تشكل أيضاً مثالًا آخر على تنوع مجموع اقتصاد الهنود الأوائل، المرتبط بالشعوب الأولى التي أهلت أميركا الشمالية». ويضيف «نصال السهام والحراب مذهلة. وقد صنعت بطريقة مدهشة». وتأتي «هذه النصال دقيقة جدا ومسننة ومزودة بمشابك» لتفادي انفكاك الخطافات، بحسب ما يوضح الباحث. ويلفت إرلاندسون إلى أن ذلك يترجم «تكنولوجيا متطورة جدا للعمل الحجري». ويؤكد أن نصال السهام المصنعة من حجر الصوان تختلف عن تلك التي تتميز بوجهين والتي خلفتها وراءها مجموعات أهلت أميركا الشمالية أطلق عليها اسم «كلوفيس» و»فولسوم»، وهي تعتبر من أوائل سكان القارة الأميركية قبل 13500 عام.