السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأميري أول طبيب إماراتي مقيم في مستشفى "مايو كلينك" بأميركا

الأميري أول طبيب إماراتي مقيم في مستشفى "مايو كلينك" بأميركا
21 مارس 2018 22:16
الطموح والإرادة والتميز والثقة .. شكلت جميعا منهاج عمل لمشوار الشاب الإماراتي الدكتور جمال محمد مراد هيكل الأميري الذي قرر منذ بداية مشواره الدراسي أن يمضي في طريق التحدي ليستشرف خلاله مستقبل مزدهر يليق بوطن لا يرضى إلا بالرقم "1". وكالة أنباء الإمارات "وام" التقت ابن الإمارات الدكتور الأميري، الذي لم يتم عامه الثلاثين، لتزدان به قائمة التميز لشباب الوطن كأول طبيب إماراتي مقيم في مستشفى "مايو كلينيك" بالولايات المتحدة وأيضا كأول طبيب لا يحمل جواز السفر الأميركي يلتحق بتخصص المسالك البولية في هذه المؤسسة الطبية العريقة التي يعتزم بعد نهاية مشواره فيها والحصول على البورد الأميركي العودة إلى الدولة لتطبيق آخر ما توصل إليه العالم في المجال الطبي عبر الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي واستخدام الروبوت في العمليات الجراحية المعقدة. بداية، استعرض الدكتور جمال مسيرة شغفه بالطب منذ أن كان طالبا بالمدرسة حيث قال إن والده "رحمه الله" كان مثله الأعلى حين كان يعمل طبيبا في مستشفى القاسمي بالشارقة ويعد من أوائل الأطباء الذين أسسوا قسم المسالك البولية بهذه المستشفى العريقة. وأضاف أنه أنهى دراسته الثانوية عام 2007 وحقق معدلا مرتفعا للغاية وحصل على منحة دراسية بالمرحلة الجامعية في إيرلندا وكندا واختار أن يبدأ بكندا وكان الأمر يتطلب منه الحصول على درجة البكالوريوس في أي تخصص ومن ثم الشروع في دراسة الطب. وتابع أنه قرر خوض التحدي. وبالفعل، التحق بتخصص علوم الأحياء في مرحلة البكالوريوس ومكنه تفوقه الدراسي من الحصول على درجة البكالوريوس في 3 سنوات فقط بدلا من أربعة وبدرجة علمية امتياز مع مرتبة الشرف ليبدأ بعد ذلك مشواره لدراسة الطب. وقال الدكتور جمال إنه توجه عام 2010 لدراسة الطب في الكلية الملكية للجراحين بإيرلندا لمدة خمس سنوات وواصل مشوار التفوق الدراسي محققا درجة الامتياز مع مرتبة الشرف بنهاية دراسته عام 2015. وبعد ذلك، حصل على سنة الامتياز في إيرلندا وأنهاها في 2016 أيضا. وأضاف أنه عاد إلى الإمارات والتحق بشركة أبوظبي للخدمات الصحية "صحة" وعمل كطبيب لعدة أشهر إلى أن حصل على قبول في مستشفى "مايو كلينك" الأميركية. واستعرض الأميري المشوار الأهم في تاريخه وهو الالتحاق بمستشفى "مايو كلينك" الأميركية، قائلا إنه خلال وجوده في "صحة" ساعده الدكتور علي عبد الكريم العبيدلي المدير التنفيذي للشؤون الأكاديمية في شركة "صحة" وبدعم من مؤسسة خليفة في الذهاب لزيارة علمية إلى مستشفى "مايو كلينك" في شهر أغسطس عام 2016. وأشار إلى أنه، خلال هذه المدة، تعرف على الأطباء في "مايو كلينك" وأعجبوا كثيرا بأدائه وأكدوا أهمية استمراره معهم ومواصلة المشوار في هذه المؤسسة الطبية العالمية العريقة. وأضاف أنه تقدم بطلب للالتحاق بالمستشفى وعاد مجددا إلى شركة "صحة" بعد فترة الزيارة وكان عليه الانتظار حتى شهر يناير 2017 وهو موعد إعلان أسماء الأطباء المقبولين في جراحة المسالك البولية بالولايات المتحدة. وأكد الدكتور جمال الأميري أن 18 يناير 2017 هو التاريخ الذي غير مجرى حياته. ففي هذا اليوم، أصبح أول طبيب إماراتي يتم قبوله كطبيب مقيم في مستشفى "مايو كلينك" وأول طبيب لا يحمل جواز السفر الأميركي يتم قبوله في قسم جراحة المسالك البولية بالمستشفى، مضيفا أن عملية قبول الأطباء في المستشفى دقيقة للغاية ويتم اختيار صفوة الأطباء من مختلف أنحاء العالم. وعن التحاقه ببعثة رئيس الدولة للأطباء المتميزين علميا، قال الطبيب الإماراتي المتميز إنه بعد قبوله في مستشفى "مايو كلينك" تم الإعلان عن بعثة صاحب السمو رئيس الدولة للأطباء المتميزين علميا التي تحظى بدعم من مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية وحصل بالفعل على هذه البعثة الرائدة. وأضاف الأميري "نحن أبناء الإمارات محظوظون بهذا الدعم اللامحدود من قيادتنا الرشيدة. فهذه البعثة وفرت لنا وجميع الأطباء بالدولة جميع أشكال الرعاية والاهتمام سواء على الصعيد المادي أو المعنوي"، متوجها بالشكر إلى "وزارة شؤون الرئاسة ومؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية على هذه المبادرة الطيبة". وقال إن الإمارات رائدة في تقديم الدعم للمؤسسات الطبية الرائدة على مستوى العالم. وقد شعر بفخر كبير حين وجد اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" منقوشا على الجدار في مستشفى "مايو كلينك" وذلك تقديرا لإسهاماته الكبيرة وإسهامات دولة الإمارات للقطاع الطبي بالمستشفى ولدعم البحث العلمي. وبالعودة إلى التحاقه بمستشفى "مايو كلينك" الأميركية، أوضح الأميري أن القبول في هذه المؤسسة الطبية العريقة على مستوى العالم يتطلب التركيز بشكل مستمر على البحث العلمي بجانب الدراسة الجامعية حيث استغل فترة الإجازة الصيفية وهو طالب في كلية الطب للقيام بالعديد من الأبحاث في مجال الجراحة كما كان يشارك في مؤتمرات عديدة وعمل على الاضطلاع بدور في عملية تنظيمها. ورأى الدكتور الأميري أن الرؤية الاستشرافية لمستقبل القطاع الطبي ليس بالدولة فحسب ولكن على مستوى العالم تؤكد أن الذكاء الاصطناعي سيصبح ركيزة أساسية في هذا القطاع. وقال إنه خلال عمله كطبيب مقيم في مستشفى "مايو كلينك" الأميركية تعد تقنيات الذكاء الاصطناعي هي المحرك الأساسي لكل ما يتم القيام به حيث يتم تدريبه وجميع الأطباء المقيمين من مختلف أنحاء العالم على إجراء العمليات الجراحية باستخدام الروبوت "منظومة دافنشي الجراحية" وهناك حرص على التمرس في تطبيق هذه التقنية كي نتمكن منها بشكل تام. وأضاف أنه عقب نهاية مشواره في مايو كلينك سيكون قادرا على استخدام هذه التقنية لإجراء عمليات جراحة معقدة مثل استئصال الأورام السرطانية بالمثانة والبروستاتا والكلى. وأكد الدكتور جمال الأميري أنه بعد إنهاء مشواره في الولايات المتحدة الأمريكية يتطلع للعودة للدولة لتطبيق أحدث التكنولوجيات المتقدمة في جراحة المسالك البولية خاصة مع دخول الدولة بقوة عصر الذكاء الاصطناعي الذي أضحى ركيزة أساسي في عمله بتخصص المسالك البولية. وأضاف أنه يتطلع بعد قضاء فترة الخمس سنوات في مستشفى مايو كلينك والحصول على البورد الأمريكي التقدم للحصول على درجة الزمالة في الأورام السرطانية. وأكد الدكتور جمال محمد الأميري أنه يسعى إلى المساهمة في الارتقاء بالقطاع الصحي في دولة الإمارات والعمل على تطبيق أحدث التقنيات في العمل بهذا القطاع وفي مقدمتها تقنية الذكاء الاصطناعي، مضيفا "إننا جميعا شباب الوطن متلهفون للعودة مجددا إلى الدولة والمشاركة في مسيرة التنمية وأداء دور فاعل في ظل ما حظينا به من دعم ورعاية واهتمام من قيادتنا الرشيدة منذ نعومة أظافرنا ما كان سببا رئيسيا في تحقيق التفوق العلمي والمهني". وتوجه الدكتور جمال محمد مراد هيكل الأميري برسالة لشباب الوطن قائلا إن مقومات النجاح والتميز لأي شاب إماراتي في القطاع الطبي تتطلب العزيمة والإصرار واستشراف المستقبل والتزود بالمهارات المتقدمة في العمل، مؤكدا أن العمل في المجال الطبي يعد في المقام الأول مهمة إنسانية فريدة تعكس نهج الإمارات الرائد في العطاء الإنساني على مستوى العالم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©