الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

غدا في وجهات نظر: «لجم إيران».. مهمة ترامب العاجلة

غدا في وجهات نظر: «لجم إيران».. مهمة ترامب العاجلة
11 ابريل 2017 21:45
«لجم إيران».. مهمة ترامب العاجلة
يقول رويل جيريشت* وراي تقيّة: إذا كانت واشنطن جادّة بأن تفعل في إيران ما ساعدت على فعله في الاتحاد السوفييتي السابق، فيتوجب عليها أن تهتم بإضعاف حكم الملالي عن طريق ممارسة الضغوط عليه في كل الجبهات.
وهناك شبه إجماع في المواقف السياسية بدأ بالتبلور في واشنطن لتبنّي نوع من «سياسة اللجم» ضد الجمهورية الإسلامية في إيران. والآن، ينبغي على «الديمقراطيين» و«الجمهوريين» معاً أن يستعيدوا دروس فترة الحرب الباردة، وأن يستقوا منها الحكمة التي تقول: «لا تساوم على خوض المعارك الميدانية بداعي الخوف من تقويض مبدأ العمل على الحد من التسلّح». ويتحتم علينا احتواء إيران، ولجمها، والتصدي لجيشها الذي يتألف من ميليشيات مأجورة، وأن نستهدف كل المعاقل التابعة لنظام الملالي حيثما كانت. ويجب أن يمثل الدفاع عن حقوق الإنسان أولوية في السياسة الأميركية إزاء إيران. وربما أصبحت «الثورة الخضراء» التي اندلعت في إيران عام 2009 على خلفية الانتخابات الرئاسية المثيرة للشكوك والخلافات، مجرد ذكرى عابرة بالنسبة للكثيرين من أصحاب القرار في واشنطن على الرغم من أنها لا تزال تؤرق إيران. وخلافاً لما كان يُشاع في أوساط إدارة أوباما، فإن الاضطرابات التي تمخض عنها ذلك الصيف الذي شهد الثورة، مثلت خطراً حقيقياً على النظام الإسلامي، ففي خطاب ألقاه مرشد الثورة علي خامنئي عام 2013، اعترف بأن الثورة الخضراء دفعت بنظامه إلى «حافة الهاوية». ويتطابق هذا الحكم مع ما قاله الجنرال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني عندما وصف فترة ما بعد الانتخابات بأنها مثلت «خطراً على النظام وعلى الثورة الإسلامية يفوق الخطر الذي انطوت عليه الحرب الإيرانية-العراقية». وقال في معرض تعليقه على تلك المرحلة: «لقد بلغنا حافة السقوط والانهيار بسبب تلك الفتنة»! وفي ذلك الوقت أثبتت القوى الأمنية للنظام عدم كفاءتها، وأنه لا يمكن الاعتماد عليها. وانتشرت حوادث الانشقاق حتى في أوساط الحرس الثوري. وهذا ما دفع بخامنئي لإقالة العديد من القادة العسكريين. وحتى عندما عمدت النُخب الحاكمة إلى اتباع استراتيجية تنظيم مظاهرات التأييد للنظام، لم تتمكن من حشد مؤيديها لأكثر من ستة أشهر، وأصبحت الذكرى السنوية لاندلاع تلك الثورة مناسبة للاحتجاج ضد حكم الملالي في المدن الإيرانية. ولقد كُتب للحركة الخضراء أن تغيّر العلاقة القائمة بين الدولة والمجتمع، وخاصة بعد كتم أصوات دعاة الحركة الإصلاحية. ويعتمد بقاء النظام الإيراني على القوى الأمنية التي يعمها الاضطراب وعدم الاستقرار، فضلاً عن الدعم المادي الذي يتلقاه من عوائد النفط، والذي يتأرجح بين القوة والضعف بحسب ارتفاع وانخفاض الأسعار.
والآن أصبح نظام الملالي يحاكي النظام الذي كان سائداً في عهد الاتحاد السوفييتي في عقد السبعينيات، وهو كيان عاجز تماماً عن إصلاح نفسه بعد أن غرق في الفساد وانغمس في سلوكياته الاستعمارية ذات التكلفة الباهظة. وإذا كانت واشنطن جادّة بأن تفعل في إيران ما ساعدت على فعله في الاتحاد السوفييتي السابق، فيتوجب عليها أن تهتم بإضعاف حكم الملالي عن طريق ممارسة الضغوط عليه في كل الجبهات. وبات من الضروري فرض المزيد من العقوبات الكافية لشل قدرته تماماً عقاباً له على خروقاته المتكررة لحقوق الإنسان. ولا ينبغي أن يتوقف الأمر عند فرض العقوبات على طهران بسبب خروقاتها المتكررة للقوانين الدولية، بل يجب أن يقترن ذلك بإرسال إشارة واضحة المضمون إلى الشعب الإيراني بأن الولايات المتحدة تقف إلى جانبه من أجل تحقيق طموحاته. وعلى المسؤولين الأميركيين أن يؤكدوا على مطالبتهم لإيران بإطلاق سراح المساجين المعتقلين منذ اندلاع الثورة الخضراء. ويجب أن تتضمن القائمة زعماء الحركة من أمثال: مير حسين موسوي ومهدي خروبي، اللذين وضعا تحت الإقامة الجبرية على الرغم من توارد الأخبار عن اعتلال صحتهما. ويُذكر أن باراك أوباما لم يتحدث عنهما أبداً. وينبغي على دونالد ترامب ألا يرتكب هذا الخطأ ذاته.

ذكرى سقوط بغداد
حسب أماني محمد العمران، تمر ذكرى سقوط بغداد، وتعداد الأرامل والأيتام والقتلى في العراق إلى ازدياد، فلا بغداد تعافت ولا هي تحررت، بل صارت في أسوأ حالات الحياة، وهي حاضرة التاريخ والجغرافيا.
العراق الدولة التي ولدت فيها الأبجدية وانطلقت أضواء العلم وإشعاع الحياة منذ بداية التاريخ، كيف لا نتوقع حيالها كل هذا الجبروت والغرور من الجارة إيران، خاصة بعد أن حصلت على العراق على طبق من ذهب، وبعد أن استطاعت زراعة الخيانة وحصدت أعداداً كبيرة من الأنصار والعملاء باعوا بلادهم من أجل حفنة مال وهم يدعون أن العقيدة جمعتهم.
لا يمكن وصف عقيدة تقوم على القتل سوى بأنها عقيدة فاسدة ولا إنسانية ولا تثير غير النفور والاشمئزاز. تفننت إيران في زراعة العداء وحصاد الكراهية في قلوب الشيعة من السنة العرب، ولم تترك أي فرصة إلا وانتهزتها لتغرس أظافرها في العراق الذي طالما استتبعها، وها هي اليوم تحقق انتصارها المغتصب بدماء الأبرياء.
والآن تمر الذكرى الرابعة عشرة لسقوط بغداد، والجرح الغائر ما زال ينز دماً وقيحاً، وقد جاءت سوريا لتنضم للعراق، كفريسة سهلة أخرى لإيران التي تتباهى بأنها صارت إمبراطورية عاصمتها بغداد وتتبعها عدة عواصم عربية.
ورغم ذلك فلا أحد يريد أن يتعلم الدرس؛ فلا بشار الأسد الذي صارت نهايته أقرب أكثر من أي وقت آخر، ولا إيران الذي غررت بالبعض ليتعاونوا معها ضد أشقائهم، معتقدين أنه يمكنهم أن يأمنوا جانبها بجلوسهم في أحضانها.
إيران دولة توسعية وإمبريالية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال الدفاع عنها، خاصة بعد كل هذه المذابح التي اقترفتها في سوريا وفي ظل حصاد الموت الملوث بالأسلحة المحرمة دولياً.
وادعاء إيران بأنها تحارب «داعش» اليوم في الموصل، تحت مسمى ميليشيات «الحشد الشعبي» وغيرها، إنما تسعى من خلاله لإحداث تغيير ديموغرافي في المحافظة، ولفرض مخطط كانت تعد له منذ عقود، ومن ثم تكون هي الأخطبوط الذي تمتد أذرعه إلى كل أطراف المنطقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©