خطت الإمارات خطوات كبيرة في استخدامات الطاقة الشمسية، وتعزيز فرص الاستفادة منها في مختلف المجالات، حيث شهدت تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة. فوضعت سياسات واضحة نحو استخدام مصادر الطاقة المتجددة بشكل أوسع مع مرور الوقت، برغم أنها بدأت في العمل على تعزيز توليد الطاقة الشمسية وتطويرها في أبريل من عام 2008، فوصلت إلى المرتبة الثالثة في وقت قياسي على مستوى العالم في مجال إنتاج الطاقة الشمسية المركزة لعام 2013 بعد إسبانيا والولايات المتحدة الأميركية.
وأقامت إمارة أبوظبي مشروعات تعتمد على تقنيات الخلايا الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة تحت إشراف شركة مصدر المتخصصة في مجال الطاقة المتجددة على النطاق التجاري في دولة الإمارات والعالم، بتكلفة مبدئية تصل إلى 15 مليار دولار، وأحد مشاريعها محطة «شمس1»، بقوة إنتاجية تصل إلى 100 ميغاوات، هو أضخم مشاريع الطاقة الشمسية المركزة في العالم بجميع المقاييس. فالمشروع يهتم بتلبية كل احتياجات 20 ألف منزل بالكهرباء عن طريق مصادر الطاقة المتجددة، كما أن «مصدر» صارت مركزاً لنشر تكنولوجيا الطاقة المتجددة والأبحاث العلمية في مجالات الطاقة المتجددة، ولعبت دوراً مهماً في انتشار هذه التقنية المركزة في الأسواق الناشئة التي تتمتع بمستويات مرتفعة من الإشعاع الشمسي على مدار العام. بينما تركز إمارة دبي على استخدام أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية، خصوصاً بعد إنشاء مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية، بقدرة إنتاجية تصل إلى 1000 ميغاواط، تسير نحو زيادة اعتمادها على الطاقة الشمسية، والتي يتوقع أن تشكل أكثر من 5% من إجمالي استهلاك دبي من الطاقة في عام 2030. وتقدم الجهات الحكومية في دبي مزايا عدة لدعم هذا القطاع، ومنها 5% نسبة حسم على المعدات والأجهزة المتعلقة بالطاقة الشمسية من قبل جمارك دبي، وتشجع حكومة الإمارات على استخدام هذه الطاقة والابتكار فيها، حيث توفر «جائزة زايد لطاقة المستقبل» منصة فريدة لتكريم مبدعي عصرنا على مساهماتهم في إحداث تغيير، وتبني حلول مبتكرة تساهم بإيجاد مستقبل جديد ومستدام لقطاع الطاقة.
وختاماً، إن توجه الإمارات نحو هذا المجال يحقق الرؤية المستقبلية في مجال الطاقة النظيفة والاستدامة، وهذا ما عملت القيادة الرشيدة من أجله منذ سنوات مضت.
أحمدو عينينا - أبوظبي
عدد اليوم
