الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاحتيال الرقمي عبر الرسائل النصية

28 يونيو 2009 00:01
إن ابتزاز الآخرين واختراع الحيل لسرقة أموالهم ظاهرة قديمة موجودة في مختلف أنحاء العالم، لكن تتطور من عصر لآخر وتختلف باختلاف المجتمعات والقيم والمستوى الاجتماعي والبيئة فيتم استحداث الخدع والألاعيب لكن في النهاية الهدف هو السرقة . فالنصاب يبتكر ويرسم الخطط معتمدا على بساطة الفطرة لدى البعض أو الإغراءات المادية أو التصوير الكلامي لأحلام اليقظة ومع تعدد نماذج الاحتيال نجد في كل مرة محتالا بارعا في التشكل والتخفي لاستنزاف الآخرين والإيقاع بهم في شباكه دون أن يتعلم أحد الدرس وعلى سبيل المثال لا الحصر، خدعة الشركات الوهمية التي تدعو لاستثمار الأموال في أنشطة تجارية وصناعية ذات نطاق واسع وبنسب أرباح خيالية نظير مبالغ متواضعة مدعية امتلاكها لرؤوس أموال ضخمة وعروض مغرية واستسلم البعض للفكرة طمعا في الثراء السريع دون تحكيم المنطق في تقييم الأمور فكانت النتيجة نهب أموالهم وقتل أحلامهم، فهل من معتبر؟ وقد نجد نموذجا آخر للمحتال الذي يحاول أن يوقع الفريسة في شباكه من خلال مقدم الحجز الخيالي في مشاريع بناء وهمية لا وجود لها على أرض الواقع ذات أقساط رمزية، في حين أن مقدم الحجز لا يصدقه حدس سليم ولولا الحدس الشرطي وبراعته في استنباط الجريمة قبل أن تقع لوقع العديد من الضحايا ولهدرت الكثير من الأموال لكن هل من معتبر؟ ثم تطور النصب والاحتيال ليأخذ شكلا رقميا تمثل في خدعة الرسائل النصية الكاذبة ذات المضمون المريب أو الخارج عن المألوف فما بين حين وآخر تظهر رسائل دعائية فيها كذب وتزييف للحقائق والغرض سرقة أموال الناس بأسلوب عصري لائق غاية في التخفي سواء قصد منها إشاعة الخوف والفزع واللعب بالعواطف باستغلال نقاط الضعف أو الادعاء على البسطاء وأصحاب شريحة اجتماعية معينة بالفوز الوهمي بسبب أتفه من أن يصدق. وتحت هذا الشعار يبتزون العامة لتحقيق أهدافهم فهل من معتبر؟ يضاف الى ذلك بعض الشائعات التي تحملها رسائل نصية لزرع الخوف والزعر مثل تلك التي تزعم وجود مواد غذائية مسرطنة في السوق دون دليل أو إثبات. ولا يمكن النفي المطلق بعدم وجود مخالفات لكن في كثير من الأحيان يكون الغرض أطماعا شخصية ومكاسب مادية فهل من معتبر؟ قال سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- «إن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة» بالعمل نحقق ما نصبو إليه لا بأحلام اليقظة ورفض الواقع وتغليب هوى النفس والمادة على المنطقي والمعقول، مع الاستعانة بالحدس الشرطي في كل أمر مريب يخرج عن المألوف. ومن ناحية أخرى على المسؤولين تقييم تلك الإعلانات أو الرسائل والتأكد من صحتها بالأدلة والوثائق لحماية البسطاء من الناس. محمد زكريا النجار
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©