الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
15 ابريل 2010 20:48
اختلطت مشاعرها، وتخالطت رؤى الناس أمامها، تغلف طريقها ضبابا، كانت في مقتبل العمر ولم تكن بعد قادرة على تكوين رؤى خاصة بها، حين حصلت على الثانوية العامة لم تفكر كالباقين في الجامعة، والبحث عن التخصصات التي ستضمن لها كرسياً وثيراً في إحدى الدوائر الحكومية، لتنعم بالمال والرفاه والمرونة في وقت القدوم للعمل ومغادرته. كانت مختلفة قررت البدء من البداية والتدرج وصعود السلم خطوة خطوة، لجأت لمن يوجهها حين تاهت في مفترق الطرق، وبدأت مقررة تحمل كل نتائج اختياراتها، عمرها صغير وقدرتها على الاستيعاب كبيرة والإرادة والعزيمة كانا ركابها في الحياة، وكان الفارق الذي وضعها على خط الانطلاق هو عشقها وإيمانها بما تريد تحقيقه، فالخبرة لا تمنحها المقاعد، خطت خطواتها الأولى في مجال القطاع الخاص، وجدت من يقدر عشقها وإقبالها على الحياة والتعاطي مع المتغيرات حولها، ومرونتها أهلتها لاكتشاف عوالم هذا القطاع. خبرت خصوصياته، بل شرحت جزئياته ووصلت لأدق التفاصيل فيه، أربعة آلاف درهم كان راتبها عند الانطلاقة، مرت الشهور وهي تغوص في أعماق عملها، ولا تتوانى في السؤال، وعندما يدخل الفرد في قلب الحدث يعرف احتياجاته وما ينقصه من خبرات تعليمية، ولأن كل التسهيلات متاحة، وفقط يلزم من يبادر ويأخذ بزمام نفسه دخلت الدورة تلوة الأخرى قرّبت المعلومة لنفسها وعرفت استغلالها، قصّرت الطريق ونهلت من خبرات غيرها، ساعدها في ذلك التزامها واختلافها عن الكثيرين من حولها كانت الاستثناء وسط القاعدة، نجحت في زمن قياسي، وصعدت درجة أخرى من درجات سلمها المعرفي، غيرت نفسها والناس من حولها، باتت تبصم مكانها بأفكارها وتشد الأنظار لها، تفننت في إظهار مهاراتها الفكرية، فحين تدار دفة الحديث عن العمل وخصوصياته تنتقل لتخصيص حديثها في نبوءات السوق وجريانه صعودا وهبوطا، سكبت نفسها في عالم يعتمد الإنتاج والحركية والالتزام والمهنية، في عالم لا يقبل المجاملة لأنه مبني على التنافسية وتفاصيله لا تغفر الخطأ. اختصرت سنوات عمرها الخبراتية احتكت بالميدان وكونت قناعات مختلفة عن من هم في سنها، تجاوزت مراحل كبيرة في حياتها وكبرت الفجوة بينها وبين أقرانها، حيث الميدان يصقل المهارات والتواصل مع الناس يغير النظرة للعالم وللثوابت ولبعض القناعات الخاطئة التي قد يمشي عليها إنسان لتمر سنوات يجد نفسه في نقطة قبل البداية، وفي سن صغير أصبحت مديرة المكان، استطاعت أن تصمد في القطاع الخاص وهو الذي يمكن وصفه بالبحر المتسع الذي بحاجة دائما لمن يقدر على الإحاطة بتنافر أمواجه. هذا نموذج ناجح يضرب به المثل لتغيير بعض الثقافات، وربما غيرها الكثير وسيغدو كثيرا بالمجهودات التي تبدلها بعض الجهات لتمكين المواطن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©