الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سفن أوروبية «خارج الخدمة» ترسو على شواطئ موريتانيا

سفن أوروبية «خارج الخدمة» ترسو على شواطئ موريتانيا
15 ابريل 2010 20:50
يسيء رسو سفن قديمة بأعداد كبيرة في موريتانيا إلى أحد أهم وأجمل شواطئ المحيط الأطلسي بأفريقيا، كما يشكل تهديدا مباشرا للبيئة لا سيما أن أغلب المناطق التي ترسو أمامها السفن المتهالكة قريبة من المحميات الطبيعية المعروفة على الصعيد العالمي اعتبارا لطبيعتها ومناخها الدافئ والرطب وأعداد الحيوانات والطيور الموجودة بها. يثير منظر السفن المتهالكة الراسية على شواطئ موريتانيا استياء مواطنين ومدافعين عن البيئة الذين يتهمون الشركات الأوروبية العاملة في مجال الصيد بتصدير هياكل السفن بكميات كبيرة إلى شواطئ موريتانيا للتهرب من الضريبة التي تفرضها الدول الأوربية على مالكي السفن المتهالكة ولتجنب مصاريف نقلها إلى أوروبا وتصفيتها. مأوى المهاجرين على الرغم من الخطورة التي ينطوي عليها الاقتراب من هذه السفن فإن بعض المهاجرين السريين القادمين من الدول الأفريقية الفقيرة والذين يتحينون الفرصة للهجرة بقوارب مطاطية إلى أسبانيا، يتخذون من هذه السفن مأوى لهم للهروب من المراقبة الأمنية وتفادي ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية، ويحوّل مهاجرون تقدر أعدادهم، حسب إحصاءات رسمية، بنحو 12 ألف شخص، هذه السفن إلى منازل تؤويهم إلى أن يحين وقت رحيلهم إلى أوروبا، بينما يفضل آخرون السكن في الأحياء العشوائية بالمدن ويعملون في الزراعة والصيد والأعمال المنزلية في انتظار أن يهاجروا إلى إسبانيا. وتمنع خردة السفن المصطافين والمتجولين من التمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة بمنطقة قرى الصيادين والبحارة المعروفة بـ»أمراغن» وبحوض آرغين الذي يضم محمية طبيعية عالمية، فقد تحولت هذه المنطقة إلى منطقة مهجورة وملوثة ولا يوحي منظرها العام بالأمان بفعل وجود اللصوص والمهاجرين بها. إلى ذلك، يقول محمد ولد همام أحد الصيادين في منطقة شمال نواذيبو إن «هذه السفن المهملة أدت إلى تلوث البحر بشكل كبير وتناقص الثروة السمكية وشوهت منظر السواحل والشواطئ التي كانت إلى وقت قريب محميات تعيش بها جميع النباتات وملجأ للطيور النادرة»، لافتاً إلى أن الصيادين طالبوا البلدية برفع هذه المخالفات والقيام بحملة تنظيف وإزالة وتمشيط الساحل لانتشال المراكب القديمة ورفع السفن الموجودة في وسط البحر، لكنها ردت بأنها تفتقر إلى موازنة ووسائل متطورة وحديثة لرفع السفن القديمة. نفايات سامة ويفاجأ المسافر بين مدينتي نواكشوط وانواذيبو بأعداد كبيرة من السفن المتهالكة الراسية التي رست في آخر رحلة لها على هذا الشاطئ الجميل لتسيء إلى منظره وتلوث البيئة وتمنع الناس من السباحة خوفاً مما تخفيه داخلها ومن المياه المحيطة بها والملوثة بالصدأ والسموم. وبين كل سفينة وأخرى يبرز جمال الطبيعة وسحرها في هذا البلد الصحراوي، فالصحراء الموريتانية تخبئ مناظر ومعالم سياحيةً وتاريخيةً جميلة حيث تتحول الصخور السوداء تدريجياً إلى منبسطات رملية تشكل قبلة للرواد من كل فج عميق. وأثار قرار السلطات المحلية السماح لهذه السفن بالرسو على الشاطئ الموريتاني الرأي العام الذي طالب بمحاكمة المسؤولين عن السماح للشركات الأوروبية بالتخلص من السفن على الشواطئ بطرق غير شرعية لا سيما بعد الدراسات والأبحاث التي أجريت حولها وأكدت أن تفريغ خردة السفن القديمة على الشواطئ يعادل تفريغ النفايات السامة والخردة الصناعية والمواد الكيماوية لأنها تنطوي على مخاطر بيئية جسيمة تهدد سلامة الإنسان والبيئة.
المصدر: نواكشوط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©