الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأوروبيون يعثرون على مصدر للطاقة في النفايات

الأوروبيون يعثرون على مصدر للطاقة في النفايات
15 ابريل 2010 20:52
تتناقل تقارير صحفية عبر العالم، تفاصيل مشروع دنماركي لبناء المزيد من المحطات الضخمة لإنتاج الطاقة بحرق ألوف الأطنان من النفايات المنزلية والصناعية على مدار الساعة. ومن أكبر هذه المحطات على الإطلاق، واحدة تدعى “فيستفوربرايدينج” Vestforbraending في العاصمة كوبنهاجن، وتعدّ الأضخم من أصل 29 محطة لإنتاج الطاقة من النفايات في الدنمارك. ولقد أدى تشغيلها بالفعل إلى تخفيض كبير في تكاليف فواتير الطاقة المستهلكة في الدولة كلها. وهي تقوم باستخلاص الطاقة المخزونة في النفايات العضوية المنزلية وتحويلها إلى حرارة وكهرباء. وتتكفل عشرات المرشّحات بالتقاط المواد الملوّثة الخطيرة كالزئبق والدايوكسين وغيرها وتقوم بفصلها. وتجمع هذه المحطات بين فائدتي جمع النفايات، وتحويلها إلى مصدر مهم للطاقة في كل مدن الدنمارك. ولا يقتصر استخدامها على مجرّد تخفيض فاتورة شراء مصادر الطاقة والاعتماد على النفط والغاز الطبيعي المستورد، بل تنطوي أيضاً على فوائد بيئية كبيرة، وتقليص المساحات المخصصة لحرق النفايات وتخفيض معدل انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون. وهي تشتغل بالنظافة الكافية للحكم بأن حفلة عائلية لشي اللحم يمكن أن تطلق من الغازات الضارة أكثر مما ينطلق منها. ومع هذا التطور التكنولوجي الكبير الذي حققته الدنمارك في هذا المجال، فقد أصبحت تنظر إلى النفايات على أنها بديل نظيف للوقود التقليدي، بدلاً من كونها مواد ذات رائحة كريهة يمثل التخلص منها مشكلة عويصة. كما أن المحطات ذاتها فتحت فرص العمل أمام المئات من الخبراء والمتخصصين. وتمتلك الدنمارك الآن 29 محطة تقدم خدماتها لـ98 بلدية في بلد لا يتعدى عدد سكانه 5.5 مليون نسمة، فيما تخطط الدولة لبناء 10 محطات أخرى بدأ العمل ببناء بعضها مؤخراً. وعلى المستوى الأوروبي، يوجد نحو 400 محطة من هذا النوع تتوزع بشكل أساسي في الدنمارك وألمانيا وهولندا، ولقد دفع نجاحها العديد من الدول الأوروبية الأخرى للإسراع في بناء محطات مشابهة. وبخلاف هذا التطور الذي تشهده أوروبا، فإن الولايات المتحدة لم تعمد إلى بناء أية محطة جديدة من هذا النوع، ولا توجد أي خطط لبنائها وفقاً لما يقوله خبراء الوكالة الدولية لحماية البيئة. وبالرغم من هذا القصور الواضح، فإن 24 ولاية أميركية عمدت إلى تصنيف النفايات المنزلية والصناعية القابلة للحرق، ضمن قائمة مصادر الطاقة المتجددة. وتوجد في الولايات المتحدة الآن 87 محطة قديمة لحرق النفايات وتوليد الطاقة الكهربائية منها، إلا أن هذه المحطات تخدم عدد السكان الضخم البالغ 300 مليون نسمة، وتم بناؤها جميعاً قبل أكثر من 15 سنة. وبدلاً من الاعتماد على هذه المحطات النظيفة، فقد عمدت بلدية نيويورك إلى إرسال نفاياتها إلى المكبّات البعيدة. وهي ترسل 10500 طن منها كل يوم إلى مكبّات موزعة في ولايات مجاورة مثل أوهايو وكارولاينا الجنوبية. ويقول إيان باولز المستشار السابق في إدارة الرئيس بيل كلينتون والذي يشغل الآن منصب وزير الطاقة المحلي في ولاية ماساشوسيتس الأميركية: “لقد سجلت أوروبا سبقاً كبيراً في هذه التكنولوجيا الحديثة”. وينبّه باولز إلى أن المكبّات الأميركية بلغت مرحلة التخمة مما يزيد من أخطار الغازات الخطيرة الحبيسة فيها. وكل ما تفعله السلطات هناك حتى الآن يقتصر على زيادة مساحات المكبّات بما يضاعف من حجم المشكلة. وفي عام 2009، أثبتت دراسة أنجزتها شركة “إي بي إيه” الاستشارية بالتعاون مع علماء من جامعة ولاية كارولاينا الجنوبية أن محطات تحويل النفايات إلى طاقة تمثل الحل الأكثر صداقة مع البيئة لمشكلة المكبّات. وأشارت الدراسة إلى أن دور هذه التكنولوجيا الواعدة لايقتصر على تخفيض انبعاثات غازات البيت الأخضر وانتشار المواد الملوّثة، بل يتعداه إلى توليد الطاقة الكهربائية بطريقة نظيفة ومستدامة. عن مجلة “نيويورك تايمز”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©