فنانات يتحايلن بـ «الشَّعر المستعار» على الحجاب.. والبابلي «تعترض»

لم يرق للممثلة المصرية سهير البابلي استعانة بعض الفنانات المحجبات بـ”الباروكة” في بعض المشاهد، التي يمثلنها، وقالت معلقة على هذه الظاهرة التي بدأت تخترق بلاتوهات التصوير: “الحجاب له أصوله وقواعده وعلى كل محجبة أن تلتزم به”. مشددة على أن تلتزم الفنانة المحجبة بارتداء الملابس المتماشية معه، وعدم التلفظ بأي كلام خارج أو تقديم المشاهد العاطفية”. ولفتت البابلي إلى أن الحجاب لا يشكل أمامها حاجزاً “الأدوار التي ألعبها يكون الحجاب فيها مبررا، الحجاب عموما لا يعد عائقا للفنانة ما دامت تبحث عن القيمة في الدور الذي تلعبه، أنا يعجبني حجاب صابرين وحنان ترك والجميلة سهير رمزي، لأنهن بالفعل موهوبات، وهذا يجعلني أتساءل: لماذا يُحرم منهن الجمهور طالما كن قادرات على إسعاد الناس بفن هادف”. لكن صابرين التي تعد البابلي من ضمن الفنانات اللائي يعجبنها، لا تجد ضيراً في التأكيد على أن ارتدائها الباروكة في المسلسل الرمضاني الجديد “شيخ العرب همام” مع يحيى الفخراني، لا مخالفة شرعية فيه، وأن الباروكة تقوم مقام الحجاب، مبررة ذلك بقولها: “سأؤدي الدور بدون حجاب ولكني لن أكشف شعري بل سأضع باروكة لأن طبيعة الدور تتطلب ذلك، حيث تدور أحداث العمل في الصعيد منذ نحو 300 سنة حيث لم يكن الحجاب معروفاً آنذاك، كما أنه لا يمكن أن ألبس الحجاب في غرفة نومي أو في بيتي مع زوجي وأولادي، لهذا ليس من المقنع ولا المنطقي أن أرتدي الحجاب وأنا أمثل مشهداً في غرفة النوم أو في الصالون، سيعتبر الأمر مبالغاً فيه وغير واقعي”. شعر مستعار ولفتت صابرين إلى أنه ليس لديها مانع في أن تضع شعراً مستعاراً لأداء بعض الأعمال ولا يهمها ما يقال في أنها تتحايل على الحجاب لأنها تحترم نفسها في أعمالها وحياتها، ولأنها ترى أن حجابها راقي ومحترم وملتزم في الوقت نفسه وتقول: “لا أريد إثارة أي جدل ولكن سواء لبست حجابا أو باروكة أو جلست في المنزل سيتكلم الناس وسينتقدون”. واستطردت: “كان رجوعي للتمثيل بعد الحجاب مؤثراً وله قيمة وأعمالي كانت ناجحة، والناس أحبوني قبل الحجاب وبعده بنفس المستوى، وقبل أن أتحجب كانت ملابسي محتشمة ولم اشترك بأي عمل إغراء أو فيه مشاهد ساخنة، كما عرض علي أعمال سينمائية تجعلني نجمة مصر الأولى ولكني رفضتها لأن الإغراء لا يصنع النجوم”. وكانت صابرين ارتدت شعراً مستعاراً “باروكة” فوق حجابها أثناء تصويرها أحد المشاهد في مسلسل “الفنار” الذي تجسد فيه شخصية فتاة مناضلة تدعى نورا ابنة العربي أحمد راتب وتكتشف أن أخاها يعمل مع العدو الإسرائيلي، وقد دفع ذلك المشهد إلى اعتقاد البعض أن صابرين خلعت الحجاب، كما تسبب في حدوث جدل ديني في مصر، حيث رأى بعض علماء الدين الإسلامي أن “الباروكة” يمكن أن تقوم مقام الحجاب بينما رأى البعض الآخر أن ما قامت به صابرين هو تحايل على أمور الدين الواضحة. وقار الحجاب ورأى بعض علماء الدين أن “الباروكة” تعد نوعاً من أنواع التغيير في خلق الله وبالتالي فهي مدخل من مداخل الشيطان للتلاعب بالنفس البشرية الأمارة بالسوء.. فيما رأى آخرون أن الشعر المستعار “الباروكة” يخفي الشعر الحقيقي الذي يحرم إظهاره لغير محارم المرأة، وبالتالي يمكن أن يقوم مقام الحجاب.. وهناك من رأى أن ما قامت به صابرين قد يدفع الكثير من الفتيات إلى تقليدها ما سيؤدي إلى ضياع وقار الحجاب وتلاشي الحكمة الشرعية منه لأنه ساتر للمرأة ولا يلفت أنظار الرجال إليها مما قد يؤدي إلى إثارتهم، وطالب البعض بعدم التسرع في إصدار أي حكم شرعي وعرض القضية التي وصفت بـ”الشائكة”، على مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر لإصدار حكم شرعي قاطع حتى لا تلتبس الأمور على عامة الناس. لكن صابرين رأت إن ما فعلته لا يستحق كل هذه الضجة، وأنه كان مجرد حيلة فنية حتى لا تضطر إلى خلع الحجاب الذي تتمسك به، على حد قولها، “لأن هناك مشاهد للشخصية تتطلب ذلك”. تستحق المجازفة الممثلة المصرية ميار الببلاوي سبقت صابرين بارتداء “الباروكة” عوضاً عن الحجاب في مسلسل “أيام السراب”، ما وصفه البعض حينها بأن ميار تخلت عن حجابها، لكنها دافعت عن نفسها بقولها: “لم ولن أتخلى عن حجابي على الإطلاق فقد ارتديته عن إيمان، وبكامل قناعتي الشخصية بذلك، لكن ما حدث وما كان سيهدد تواجدي في هذا العمل أن المخرج طلب مني خلع الحجاب في خمسة مشاهد، فرفضت في البداية واستخرت الله سبحانه وتعالى وشعرت بعدم ارتياح في هذه الاستخارة لكن المخرج أقنعني بارتدائي لشعر مستعار فاقتنعت خاصة وأنني لا أرى حرمة في ذلك التصرف، فقد شاهدت عرض أزياء في أحد البلدان الإسلامية ترتدي فيه العارضات شعرا مستعارا بكل ألوانه”. وتؤكد ميار أن هذه المشاهد الخمسة تستحق المجازفة لأنها “مشاهد تستوجب من الناحية الدرامية، أن لا أكون فيها مرتدية للحجاب، ومنها مشهد وأنا نائمة، حيث أحلم بزوجي وهو يقتلني ويخنقني فكيف يمكن إذن أن ارتدي الحجاب في مثل هذه المشاهد، فأنا أبحث عن المصداقية بيني وبين الجمهور، وحتى أرضي نفسي ارتديت الشعر المستعار ومن أعلاه ارتديت غطاء رأس لكن يظهر بعض من خصلات هذا الشعر غير الحقيقي”. مشددة على أنها لا تهتم بما يظنه البعض سوءاً عنها “ليس لي علاقة بأن يظن أحد المشاهدين أن هذا شعري الطبيعي، فما يهمني هو الله سبحانه وتعالى، وحينما ارتديت الشعر المستعار ودخل أحد من الرجال علي لم ابحث عن غطاء لرأسي لاقتناعي أن رأسي بالفعل عليه غطاء لا يظهر شعر رأسي”، لافتة إلى أنها سبق واستعانت بضفائر مستعارة في مسلسلي “الإمام الشافعي”، و”عبد الحليم محمود”. وتوضح ميار أنها استفتت بعض الشيوخ ورجال الدين الذين تثق فيهم بشكل كبير “وذلك لقربي منهم بعد دخولي مجال تقديم البرامج الدينية”. شفيقة يوسف على خط المعترضات دخلت الممثلة البحرينية المحجبة شفيقة يوسف على خط المعترضات على خلع بعض الفنانات الحجاب، واستبداله بـ”باروكة” في مشاهد من أعمالهن، مبررة هذا الاعتراض بقولها: “إن ذلك لا يجوز شرعا، لأن الحجاب يجب أن يستر شعرها ورقبتها، وهو ما لا تفعله الباروكة”. والحجاب الذي أبعد الممثلة البحرينية عن الفن 15 عاما، لأنه كان من غير المقــبول في هذه الفترة أن تظهــر فنانة محجبة في أحد الأعمال الدرامية، لم يعد ذلك الأمر قائما حالياً وصار في إمكانها المشــاركة في الدراما.. معــترفة بأن هناك بعض المنتجــين أو المخرجــين أخبروني بصــراحة بأن هناك أدوارا معينة لا تناســـبني نظرا لحجابي، واحترمت فيهم هذه الصراحة.