الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

بن بيه: السلام يعطي من الضمانات ما لا تعطيه الحروب والمغالبة

بن بيه: السلام يعطي من الضمانات ما لا تعطيه الحروب والمغالبة
10 مارس 2014 18:02
أبوظبي (الاتحاد) - قال فضيلة الإمام العلامة الشيخ عبدالله بن بيه: «إن المنتدى فريد من نوعه وموضوعاته حيث إن موضوعه هو السلم والسلام، وموضوعاته هي الأوضاع الكارثية التي تعيشها الأمة الإسلامية من جبال الهملايا إلى جبال الأطلس ومن جنوبه إلى شماله ومن غربه إلى شرقه»، مشيرا إلى أن انعقاد المؤتمر يأتي والأمة تعيش أوضاعا مأساوية والدمار وإراقة الدماء هو ما نشهده حاليا. وتابع: «إن الدعوة الكريمة من سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ودولة الإمارات إنما هي دعوة كريمة تؤكد على أن الإمارات مغارس النخل والفضل والسلم والخير وفضاء الرحمة فضاء الشيخ زايد عليه رحمه الله»، داعيا الله أن يمن على رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بالتوفيق إلى مرضاة الله. وروى فضيلته حديثين عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص وأن مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد إذ تداعى عضو تداعت له الأعضاء بالسهر والحمى، متسائلا أين هو الجسد الذي يتفكك ويتلاشى وأين هو البنيان الذي ينهار ويتداعى، مؤكداً على أهمية اجتماع العلماء المسلمين لتدارس وضع الأمة لبدء رحلة السلام، والحديث عن السلام وليس الحرب والحديث عن الاشتباكات الطائفية والمفاصل الأيديولوجيا التي جعلت الأمة فرقا وشيعا تقتل بعضها بعضا. وأشار إلى أن الله سبحانه وتعالى يقدر لنا أن نرجع إلى أنفسنا والبحث عما يجري ومحاولة حل الأزمات ولا يمكن أن نقول إن يد الأجنبي هي من تعبث بقدراتنا حيث إن الأجنبي لا يجد ما يمنعه أن ينفذ مخططاً إذا ما وجد ساحة خاوية. ولفت إلى أنه لابد من البحث عن السلام والسلم والتعايش والقرآن والرسول الكريم يعلمنا ذلك وإن المذهب المالكي يدعو إلى القضاء على الفتنة من خلال الحكم بالصلح بين الأطراف المتنازعة وليس الحكم بالحق، مؤكدا أن التنازل عن الحقوق يؤدي للسلم وهو تنازلات وتسويات، وإن القاضي في المذهب المالكي يدعو «وجوبا» إلى المصالحة وألا يحكم بالحق الذي يمكن أن يؤدي لشحناء وفتنة. وقال: «ولنا في التنازل عن الحقوق مثل عظيم ضربه سيد الخلق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية حينما كانت مفاوضات عسيرة وطويلة آخرها مع سهيل بن عمرو حينما رفض كتابة بسم الله الرحمن الرحيم ورفض كتابة «رسول الله» وسيدنا على رضى الله عنه كان منزعجا إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب محمد بن عبدالله، علاوة على التنازل الذي قدمه النبي بغية السلام ودرءا الفتن والكف عن إراقة الدماء على الرغم من حق المسلمين. وأضاف أن السلم يعطي ضمانات لا تعطيها الحروب والمغالبات علاوة على أن الأوطان والأمم تضيع عليها فرص كبيرة خلال فترات المحاربة والاقتتال ويفوت عليها الزمن الذي إذا تم استغلاله في «ادفع بالتي هي أحسن» لكانت النتائج باهرة، داعيا إلى ضرورة إعادة فقه السلم والصلح إلى حياتنا ولدينا قيم الرحمة والمصلحة والعدل والحكمة. وأشار إلى أن المعاهدات تنهي الحروب والعفو عن الدماء يدخل في إطار الصلح الذي يشمل كل شيء، الأموال والصلح بين الأزواج، وفي حال الحروب والمنازعات وأدق أمور الحياة، لافتا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بالسلم والتنازل عن الحقوق، وهي ليست معيبة ولكنها لدرء الفتن وضياع الفرص على الأمة وتجنب الدمار. ولفت إلى أن مقصد السلام والسلم مقدم على الحقوق وسيرة النبي صلى الله عليم وسلم تعلمنا ذلك بعيدا عن المغالبة والمحاربة والاقتتال هو ليس من الإسلام بل هو مبدأ هيجيل الذي قال إن التناقضات هي المبدأ المحرك للعالم والتدمير سبباً في التعمير، وفي أوروبا اتبعت هذا المبدأ ونشبت عنها حروب عديدة. وأضاف أنه لابد من التعرف على الشروط الواضحة للجهاد في الإسلام، كما أن الجهاد في الإطار الزمني يختلف وقت بناء الدولة الإسلامية لم يكن هناك معاهدات وكان في زمن لم يكن فيه أسلحة تبيد البشرية وكان في زمن لا توجد حدود إلا بقوة السلاح أو بعد المسافة ولا يمكن إيصال الدعوة إلا بإرسال حرب، وكل هذه المعطيات تغيرت. وأشار إلى أن تطبيق الحدود هي للسلام وهي حق ليوم الدين ولها شروط التي فهمها الصحابة ووضع هذه المفاهيم التي هي في الأساس مقاصد للسلم في غير إطارها أدى إلى الفهم المغلوط لهذه المفاهيم وعلى العلماء أن يحرروا هذه المفاهيم المغلوطة وأن يقدموها للناس، ولا يجوز استخدامها بشكل خاطئ، حيث إن الأمة تشتعل وتشهد خرابا. ودعا بن بيه إلى التصالح بين جميع الفرقاء وذلك في إطار الاجتماع في المنتدى العالمي للسلم في المجتمعات المسلمة، مؤكدا أن الحروب تتولد في عقول البشر ولابد من بناء حصون السلام في عقولهم وإرساء مفاهيم الصلح والسلام ومنظومة الواسطات والتسويات والتنازلات من أجل السلام وتقديم قيم السلم في الإسلام وتقديم ثقافة الاختلاف في الأمة رحمة، وعلينا أن نقدم المزيد من المنتديات وأن نذهب إلى الجامعات، ونناقش طلابنا وأن نقدم الحقائق وأن الشريعة كلها رحمة وعدل ومصلحة وأين المصلحة من الاقتتال والتغالب والتناحر، ولا يكفي أن نقول إن الديمقراطية أصبحت معيارا إلا أن المعيار الحقيقي في أمتنا الإسلامية هو السلم، حيث إنه أضمن للحقوق، وهو على رأسها، ولابد من وقف هذا النزيف، وأن الأمة في نفق مظلم وجسد الأمة يسقط، ولابد من أن نشن حربا على الحرب (تفتيت الأمة وإشعالها) بهدف نشر السلم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©