منى الحمودي (أبوظبي)
استقبل مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري ما يزيد على 800 ألف مريض منذ افتتاحه في عام 2006 ويوجد لديه حاليًا نحو 80 ألف مريض مسجل.
وأوضح الدكتور ساف ناقفي استشاري أمراض السكري والغدد الصماء والمدير الطبي في مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري إن هناك نوعين رئيسيين من داء السكري، الأول عبارة عن حالة مناعية ذاتية تهاجم فيها الأجسام المضادة الذاتية البنكرياس التي تستهدف عن طريق الخطأ وتتلف أنسجة معينة من أعضاء الجسم ما يؤدي إلى فشلها.
وعادةً، يتطور داء السكري من النوع الأول قبل سن البلوغ ويبقى مع المصاب طوال حياته ويمثل خمسة في المائة من مجموع المصابين بداء السكري في كافة أنحاء العالم.ويستطيع الطب تفسير العمليات الجسدية التي تحدث في هذه الحالة، إلّا أنّه لا يزال في مرحلة اكتشاف العوامل التي تحفز الإصابة بهذا النوع من السكري.
ونتيجة للعديد من العوامل، بما في ذلك زيادة التوعية الصحية العامة بالأعراض، أصبح المرضى أكثر يقظة بالنسبة للأعراض التي يجب ملاحظتها وأكثر استجابة من خلال إجراء الفحوصات لأبنائهم، مما يساعدنا في معرفة الأطفال المصابين بالسكري من النوع الأول في وقت مبكر.
وأمّا السبب الرئيس وراء الإصابة بالنوع الثاني من السكري فهو نمط الحياة غير الصحي وانعدام أو قلة النشاط البدني وزيادة الوزن والاستعداد الوراثي.
زيادة الوزن والسكري
وقال إن زيادة الوزن تزيد من خطورة الإصابة بداء السكري من النوع الثاني بعد سن البلوغ، ومع ارتفاع نسبة البدانة بين الأطفال خلال السنوات الأخيرة، ارتفعت معدلات الإصابة بهذا النوع من السكري بين الأطفال.
وتتسبب زيادة الوزن في زيادة الدهون المخزنة في البطن – أو ما يسمى بـ«الدهن الحشوي» والذي لا يمكن رؤيته أو الإحساس به، ويغير وجود هذا النوع من الدهن الأيض في الجسم ويجعله أكثر استعدادا للإصابة بمتلازمة الأيض، والتي تتضمن السكري وارتفاع الكولسترول وارتفاع ضغط الدم.
ويعتبر كلا النوعين مصدرًا رئيساً للقلق، ولكن الفرق هو أنّ النوع الثاني من داء السكري يمكن تفاديه ومنعه وإدارته، بل حتى عكسه إذا تم اكتشافه في وقت مبكر واتباع نمط حياة صحيا والاستمرار فيه.
وأشار الدكتور ساف إلى أن داء السكري يشكل تحديًا إقليميًا، حيث تحتل دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة السادسة عشرة في العالم لأعلى معدلات انتشار داء السكري، حيث تشكل نسبة الإصابة بداء السكري في الدولة 19.02% من السكان وذلك بحسب الاتحاد الدولي لمرضى السكر ومن ثم تأتي الدول المجاورة مثل المملكة العربية السعودية والبحرين والكويت وقطر من بين الدول الخمس عشرة الأوائل في العالم بانتشار مرض السكري.
وتشير الإحصائيات الصادرة عن الاتحاد بأن 387 مليون شخص مصابين بداء السكري في العالم.
وما يدل بوضوح على وجود عوامل خطر عالية للإصابة بداء السكري، وغالبًا ما ترتبط هذه العوامل بارتفاع معدلات السمنة وقلة النشاط البدني. ولذلك من المهم أن نستمر في التركيز على تثقيف سكان المنطقة بعلاج داء السكري والوقاية منه.
أبحاث عن ارتفاع الإصابة بالسكري
وبين الدكتور ساف إن المركز يعتبر تطوير فهم أسباب ارتفاع معدل الإصابة بداء السكري وانتشار السمنة بالدولة من أهم المجالات الرئيسية للأبحاث التي يجريها مركز «إمبريال كوليدج لندن للسكري»، مما يمكن من إعداد استراتيجية حول الوقاية وعلاج الحالات الحالات المرضية.
شهر رمضان
كما يسعى مركز «إمبريال كوليدج لندن للسكري» لتحسين الفهم حول الصيام وتأثيراته على المصابين بداء السكري، حيث يقوم المركز بنشر أبحاث مستمرة في هذا المجال البحثي.
وذكر ناقفي إن مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري يتبع منهجاً شاملا ومتكاملا من الخدمات الخاصة بداء السكري للمرضى والمضاعفات المرتبطة بهذا الداء، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الكلى واعتلالات الشبكية. وتركز الاختصاصات الطبية في المركز على أمراض الغدد الصماء، مثل اضطرابات الغدة الدرقية، إلى جانب الدعم المتخصص لسكري الحمل والرعاية السابقة للولادة وسكري اليافعين والتوعية الغذائية.
كما يوفر المركز العناية والخدمة في مجال طب الأقدام، والأشعة والتثقيف الخاص بنمط الحياة واضطرابات الأيض.
ويعمل حاليًا أكثر من 70 طبيبًا استشاريًا مختصًا بداء السكري والغدد الصماء، وبذلك يفوق عدد أفراد هذا الكادر الطبي ذي الخبرة العالمية، عدد العاملين في أي مركز طبي آخر مماثل في خدماته في دولة الإمارات، حيث يتم تقديم طيف واسع من الرعاية في مكان واحد.
التدريب والتثقيف الصحي
ولفت الدكتور ساف إلى أنه وتحت شعار مجموعة التثقيف الخاصة ينظم المركز عددا من الدورات والندوات والأنشطة التثقيفية والتدريبية المختصة بداء السكري والغدد الصماء والطب الباطني للأطباء في المنطقة.
عدد اليوم
