15 مايو 2008 01:13
دخلت شركات الطيران مرحلة تنفيذ حملة زيادة أسعار على تذاكر السفر في توجه شبه جماعي، بعد شهر من العروض السعرية على العديد من الوجهات، بحسب عاملين في مكاتب السفر والسياحة·
وأرجعت مصادر شركات الطيران الزيادات التي وصلت نسبتها إلى نحو 12% لارتفاع تكاليف التشغيل، فيما ربط عاملون في شركات السياحة والسفر الزيادة بنمو الطلب واقتراب دخول موسم السفر الذي يمتد طيلة شهور الصيف وحتى نهاية أغسطس المقبل·
وشملت قائمة الشركات التي بدأت في زيادة أسعارها خطوط طيران سنغافورة، والخطوط الجوية القطرية والخطوط الجوية البريطانية والخطوط الجوية الألمانية ''لوفتهانزا''ودلتا ايرلاينز، والخطوط الجوية الفرنسية والخطوط الجوية الباكستانية وكي إل إم الهولندية ومصر للطيران والخطوط اليمنية·
وتنوعت الزيادات على أسعار تذاكر بتطبيق زيادة مباشرة على قيمة تذكر السفر، بينما فضلت شركات تطبيق زيادة غير مباشرة، عن طريق زيادة رسم ضريبة غلاء الوقود، والتي وصلت قيمتها إلى ما يقارب 20% من السعر الإجمالي للتذكرة·
وكانت شركة طيران الإمارات رفعت أسعار تذاكر السفر على عدد من الوجهات اعتباراً من أول مايو المقبل، ووجهات أخرى تبدأ من اليوم بنسبة تصل إلى 11%، وذلك ثلاثة اسابيع شهدت تخفيضات لأسعار الدرجة الاقتصادية باستحداث مستوى جديد على هذه الدرجة وعلى العديد من الوجهات خاصة للرحلات المتجهة إلى الشرق الأوسط·
وأفادت شركات السفر والسياحة أن ''طيران الإمارات'' قامت بتعديل نظام مستويات توزيع المقاعد بالدرجة السياحية وإضافة درجة جديدة باسم (U) لتحل محل مستوى كيو (Q) إضافة إلى مستوى كيه (K)·
ويقول نبيل سلطان النائب الأول للرئيس للعمليات التجارية لمنطقة الشرق الأوسط في ''طيران الإمارات'': إن ''طيران الإمارات'' حريصة على أن تكون اللاعب الرئيسي في السوق والتنافس من خلال الأسعار المناسبة والخدمة الأفضل، لافتاً إلى أن المعادلة بين السعر والخدمة من أهم المعايير التي تأخذها ''طيران الإمارات'' في معاملاتها بالسوق·
وأوضح أن استحداث المستويات داخل الدرجة الواحدة خاصة الاقتصادية سياسة تنافسية تتبعها الشركة في المواسم لتعزيز تواجدها في الأسواق، والمنافسة بإيجابية من خلال الأسعار، مع الابتكار في العرض·
وقال سلطان مع بداية موسم السفر خاصة خلال الصيف، غالباً ما تعيد الشركة النظر في الأسعار، ولكن بحيث تبقى في صدارة المنافسة، مشيراً إلى أن المواءمة بين السعر والخدمة أمر مهم بالنسبة لنا كلاعب رئيسي في قطاع السفر·
وذكر أن أسعار طيران الإمارات مقارنة بخدماتها تعتبر مناسبة، ولا يمكن أن تكون مبالغ فيها، موضحاً أن مقارنة طيران الإمارات سعرياً بالشركات الأخرى يجب أن يتم على أساس مستوى الخدمة·
وحول زيادة أسعار التذاكر، أوضح نبيل سلطان أن متوسط الزيادة في حدود 9%، وسيكون في الأغلب على الرحلات الطويلة، منوهاً إلى أهمية ربط أي زيادة بالسعر الحالي للوقود والذي يؤدي إلى زيادة تكاليف التشغيل، خاصة مع ارتفاع أسعار البترول إلى ما يقارب 125دولارا للبرميل·
وأوضح محمد بكر مدير شركة حورس للسياحة أن شركات السفر تلقت رسائل رسمية بزيادة الأسعار بنسب تراوحت بين 10% و12% على العديد من الوجهات، على أن يسري التطبيق على التذاكر المباعة اعتبارا من منتصف الشهر، وذلك بغض النظر عن موعد السفر·
وأشار بكر إلى وجود تفاوت بين شركات الطيران في مدة سريان تذكرة السفر، والتي تم توحيدها بعام بالنسبة لـ''طيران الإمارات''، حيث لا يوجد سعر حسب مدة الصلاحية، بينما باقي شركات الطيران تبيع بنظام صلاحية الشهر والشهرين والثلاثة ثم العام·
وقال: إن الزيادة الجديدة على تذاكر السفر شملت مختلف الوجهات، الا أنه وقبل تطبيق الزيادة كانت عمليات الحجوزات على الدرجة السياحية لـ''طيران الإمارات'' طيلة الفترة الأخيرة تتم على مستويين فقط·
وأوضح أنه وعند تنفيذ بيع التذاكر تفاجأت الشركات بتغيير الأسعار وتوزيعها على ثلاثة مستويات للدرجة السياحية، وبأقل بنسبة 7% إلى 30%، وذلك حسب الوجهات والمستوى، لافتا الى أن سعر مستوى )ر( انخفض بشكل كبير عند تنفيذ الحجوزات بنسبة وصلت إلى أكثر من 30%، ليصبح الأقل، بينما كان مستوى كيه )ث( هو التالي، والذي انخفض بنحو 20%، بينما جاء مستوى يو (U) الجديد ليحل محل (Q) من حيث السعر·
وقال بكر إن الأسعار الجديدة بمستوياتها تسري على العديد من الوجهات خاصة العربية مثل القاهر ودمشق وعمان والإسكندرية والتي تشهد رواجاً خلال موسم الصيف·
وقال محمود كامل مدير المبيعات في شركة مصر للطيران بدبي والإمارات الشمالية: طبيعة المنافسة في قطاع الطيران تتسم بالديناميكية خاصة خلال موسم الصيف، وكل شركة تسعى لكسب حصص في الأسواق، لافتاً إلى أن المنافسة في الأسعار تكاد تكون متقاربة جداً·
وأضاف أن كل شركة لها سياستها السعرية وميزاتها النسبية، منوهاً إلى أن أسعار تذاكر السفر خلال الصيف تختلف كلياً عن أسعار الفترات السابقة ويتراوح السعر من دبي إلى القاهرة على الدرجة السياحية بين 2370 إلى 2600 درهم، ومن الشارقة بين 2240 إلى 2480 درهماً، وتشمل التذكرة قيمة الضريبة التي تصل الى 500 درهم·
ونوه مروان الشمري مدير هوت لاين للسفر والسياحة الى أن الخطوط الجوية القطرية أبلغت شركات السفر والسياحة برفع رسوم الضرائب من 130 درهماً إلى 660 درهماً، أي بنسبة قاربت 400%، وهو الأمر الذي قلص الفرق في الأسعار لصالح شركات أخرى، كانت القطرية المنافس الأكبر فيما بينها على العديد من الوجهات·
وأوضح أن أسعار شركات الطيران بعد الزيادات الجديدة والتي لم تستثن أيا من الشركات، أصبحت متقاربة جدا، وتكاد تنتفي حدة المنافسة على شريحة المسافرين بعد اقتراب الأسعار والتي كانت الفروق تصل إلى 20% و30%، قبل الزيادة شبه الجماعية، لافتا الى أن توحيد الضريبة على رحلات الخطوط الجوية القطرية وزيادتها من 130 إلى 660 درهماً للرحلة جاء لصالح المنافسين·
ولفت محمد بكر إلى أن ''طيران العربية'' مازالت هي الأقل سعراً بالرغم من ارتفاع الأسعار، إلا أن تقارب الأسعار يتيح فرص اختيار أوسع للمسافرين، وغالباً ما يختارون الشركة التي توفر خدمات أعلى·
واتفق كل من بول ستار المدير الإقليمي للخطوط البريطانية وبين دون مدير التسويق في مكتب حجوزات الهولندية، و''بيتر بولاك'' مدير المبيعات في الخطوط الألمانية أن الزيادة التي شهدتها أسعار الوقود والتي قاربت 60% خلال ستة اشهر، السبب الرئيسي وراء زيادة أسعار تذاكر السفر والتي تمت عن طريق زيادة رسم غلاء الوقود، بزيادتها بنسب مختلفة تراوحت بين 10% و40% حسب وجهات السفر، وتحريكها حسب مقاطع السفر، بمعنى تكرار الرسم حسب الانتقال من محطة إلى أخرى·
وذكر دون بأن حصة الوقود من تكاليف التشغيل في الناقلات الجوية تتراوح بين 30% إلى 50 % في المرحلة الحالية، مع توقعات بزيادة النسبة مع ارتفاع أسعار البترول، خاصة في ظل توقعات بوصول السعر في غضون الشهور المقبلة إلى 150 دولاراً·
وطبق عدد من شركات الطيران الأوروبية زيادات على رسم غلاء الوقود لتراوح الضريبة بين 120 الى 470 درهما، حسب الرحلة، بزيادة وصلت الى 6,5% على رحلات الخطوط الجوية الألمانية، وفي السنغافورية زادت بنسبة 10%، وعلى البريطانية زاد ضريبة رسم غلاء الوقود ما بين 18% الى 30%، وفقا لمدة الرحلة·
وقال ديفيد ايان مدير التسويق في دانة ترافلز: يمثل سعر الوقود العامل الرئيسي لزيادة الأسعار، إلا أن كل ذلك تزامن مع الاستعدادات لموسم الصيف، والذي غالبا ما يشهد ارتفاعات في الأسعار، تتراوح بين 20% إلى 40%، وذلك تماشيا مع حجم الضغط على كل وجهة·
المصدر: دبي
عدد اليوم
