الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التحدي الرئيسي لباكستان

28 يونيو 2009 00:21
من خلال استهداف زعيم «طالبان» بيت الله محسود، في جنوب وزيرستان، يحاول الجيش الباكستاني كسر نسق قديم يتمثل في انتكاسة النجاحات العسكرية، مما يسمح للمقاتلين باستعادة قوتهم وتنظيم صفوفهم من جديد. وكانت العمليات السابقة الرامية للقضاء على حركات العنف تتعثر لعدد من العوامل؛ غير أن الجيش هذه المرة، حسب عدد من المحللين، مستعد بشكل أفضل لمحاربة التمرد، مثلما يُظهر أداؤه في المعارك الأخيرة بوادي سوات. والأهم من ذلك أن الجهود الحكومية تحظى بالدعم الشعبي، وهو شيء كان مفتقداً في العمليات السابقة. ويقول بدر علم، المحرر الرئيسي بصحيفة «هيرالد»، وهي مطبوعة سياسية بارزة: «إن الكثير من الأشياء تغير على الصعيدين العالمي والمحلي. وكل هذه العوامل تضافرت لمنح العملية تلك القوة التي هي عليها اليوم». ومن جانبه، يرى العميد المتقاعد محمود شاه، وهو محلل سياسي ومسؤول سامٍ سابق في المناطق القبلية الخاضعة لإدارة فيدرالية، أن الحكومات لم تكن مستعدة في الماضي للتعاطي مع المقاتلين بشكل كامل بسبب تشكك الجمهور العام، مشيراً في هذا الصدد إلى اتفاق سلام عُقد عقب أول عملية على نطاق كبير في فبراير 2005. ويقول العميد شاه: «إن بيت الله كان محاصَراً أصلا وعلى وشك الانهيار» مما أرغمه على اللجوء إلى شمال وزيرستان. ولكن القتال توقف حينها، وتفاوض محسود حول اتفاق سلام جديد -سرعان ما انهار لأنه تم التفاوض بشأنه مع المحاربين، وليس مع العشيرة بكاملها. وعلاوة على ذلك، فإن الحاكم العسكري السابق الجنرال برويز مشرف لم يكن ذا شعبية لأنه نفذ هذه العمليات وكان «يسعى جاهداً دوماً إلى إضفاء الشرعية على حكمه»، كما يقول شاه.. وفيما بعد، حاول الجيش ركوب مغامرة دخول المنطقة في فبراير 2008، حين أُرغم 350 جندياً باكستانياً على التخلي عن ثكنة في معقل المحاربين في مكين بجنوب وزيرستان. قبل أن يتقرر إلغاء العملية لاحقاً أيضاً. أما الآن، ومع تعود الجيش على طبيعة المنطقة، التي لم يدخلها أبداً قبل 2002، والتجربة التي اكتسبها من أخطاء العمليات السابقة، فإنه مستعد بشكل أفضل، كما يقول أطهر عباس، المتحدث باسم الجيش. ثم إنه نظراً للمكتسبات التي حققها الجيش ضد «طالبان» خلال الهجوم الأخير في وادي سوات، فقد باتت ميليشيات محسود اليوم محاصَرة أكثر؛ حيث تشير تقارير إعلامية حديثة إلى أن رجاله أخذوا يتراجعون إلى معاقلهم. وفي هذا الإطار يقول اسماعيل خان، مدير مكتب «دون» في بيشاور، وهي صحيفة بارزة ناطقة بالإنجليزية: «إن العملية شملت سوات وباجور وموهماند. وكان يعلم أنه هو الهدف التالي -وأنها مسألة وقت فقط». وكانت قوات محسود قد تبنت يوم الثلاثاء مسؤولية الهجوم الانتحاري في الجزء التابع لباكستان من كشمير -وهو الهجوم الأول من نوعه في المنطقة- وقد أسفر عن مقتل جنديين وجرح ثلاثة آخرين. واعتُبر هذا الهجوم على نطاق واسع انتقامياً بعد أسبوع من الهجمات الجوية التي مهدت للهجوم في جنوب وزيرستان بهدف إضعاف مقاومة المقاتلين. غير أن حكيم الله محسود، نائب بيت الله، قال لوكالة «أسوشيتد برس»: «إننا قادرون على الرد على هجمات الجيش، والزمن سيثبت أن هذه الضربات العسكرية لم تضعفنا». ومن جانبه، يقول حسن عباس، زميل مركز بيلفر بجامعة هارفارد الأميركية: «هناك إدراك داخل مؤسسة الجيش بأن الأشخاص الذين كنا نعتقد أنهم يمكن أن يكونوا أصدقاء، لديهم في الواقع أجندات أخرى أيضاً»، مشيرا إلى التهديد الوجودي الدائم الذي يواجه الدولة من قبل المقاتلين الذين كانت تدعمهم في وقت من الأوقات من أجل تأمين عمق استراتيجي في أفغانستان. ويضيف قائلا إن ازدياد الهجمات الانتحارية على منشآت أمنية مهمة، مثل التفجير الأخير الذي استهدف مقر الاستخبارات الباكستانية في لاهور، لعب دوراً كبيراً في تغير المواقف. عصام أحمد - إسلام آباد ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©