الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مسؤولون وخبراء يطالبون بتعزيز الاستثمار في اقتصاد المعرفة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي

مسؤولون وخبراء يطالبون بتعزيز الاستثمار في اقتصاد المعرفة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي
21 مارس 2018 23:32
أبوظبي (الاتحاد) اختتم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجيَّة، أمس، فعاليات مؤتمره السنوي الثالث والعشرين، حول الدراسات المستقبلية، بكلمة ألقاها سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام المركز، قدم خلالها أسمى آيات الشكر والتقدير والامتنان والعرفان إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لدعمه غير المحدود والمتنامي لأنشطة المركز كافة. كما وجّه المشاركون الشكر والتقدير إلى الدكتور السويدي، لدوره في تسليط الضوء على قضية الدراسات المستقبلية، وعلاقتها بالتغيير الكبير الذي يشهده العالم، واتصال ذلك بمتطلبات عملية التنمية في دولة الإمارات العربية المتحدة وطموحاتها المستقبلية تحت قيادتها الرشيدة. وبعد يومين زاخرين بالأفكار والرؤى والأوراق البحثية المتخصّصة والمناقشات المعمّقة بين المسؤولين والخبراء والباحثين والمشاركين، خرج المؤتمر بالتوصيات الآتية: أهمية استلهام الفكر السديد للمغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في استشراف المستقبل والتخطيط البنّاء له، وربطه بالماضي والحاضر، ضرورة إيلاء الدراسات المستقبلية في المجالات كافة الاهتمام اللازم ووضعها في قمة أولويات أجندة العمل الوطني بدولة الإمارات العربية المتحدة ودول العالم كافة، بالنظر إلى أهميتها في استشراف المستقبل والتطورات المتسارعة التي تعيشها البشرية، ومن ثم صياغة السياسات والاستراتيجيات المناسبة للتعامل معها بما يعزز الاستفادة من الفرص التي تُتيحها هذه التطورات، ويقلل المخاطر الناجمة عنها. وتعزيز الدعم المقدم إلى مراكز الفكر والدراسات والمؤسسات البحثية والعلمية وتوجيهها نحو الاهتمام بصورة أكبر بالدراسات المستقبلية، وربطها بمؤسسات صنع القرار الوطني، وتأكيد أهمية تعزيز الاستثمار في قطاعات الاقتصاد المعرفي التي ستشكل أهم أسس الاقتصاد المستقبلي وتحقيق النمو المستدام، مع تركيز الاهتمام على متابعة التطورات المتسارعة في مجال تكنولوجيا المعلومات، لا سيّما الابتكارات الحديثة في مجالات «إنترنت الأشياء» والذكاء الاصطناعي وثورة الروبوتات، وغيرها من المجالات التي تشكل أسس الثورة الصناعية الرابعة التي يشهد العالم إرهاصاتها حالياً. وإعطاء أهمية كبرى لتنمية رأس المال البشري كأساس قوي للتوجه نحو المستقبل والتعامل مع التحديات والفرص التي يُتيحها، وتنمية الاعتزاز بالهوية والثقافة الوطنية، بالتوازي مع تنمية قيم الإبداع والابتكار والمعرفة والقدرة على التفكير النقدي والتحليل البنّاء، باعتبارها من المهارات الرئيسة المطلوبة للتكيف مع المستجدات العالمية وتحقيق التنمية المستدامة. كما أوصوا بإيلاء أهمية أكبر لدراسة التطورات المتوقعة في بنية المجتمعات البشرية وخصائصها والقيم السائدة فيها، كالتسامح والتعددية والتنوع والاختلاف وقبول الآخر، على أساس أن كل مجالات التطور البشري الأخرى، التكنولوجية والطبية والهندسية والاقتصادية والسياسية، مرتبطة بالأساس بالإنسان، مع الاهتمام بشكل أكبر بدراسة الأخلاق والقيم وتعزيزهما، لا سيما قيمة التسامح، لدورها الحيوي في تحقيق التقدّم الإنساني والحضاري وتحقيق التنمية والاستقرار، وتكثيف الاهتمام بالجهود العالمية في مجالات البحث عن مصادر بديلة للطاقة، وتطوير أشكال جديدة لها بشكل اقتصادي، وباستخدام تقنيات متطورة، والاندماج بصورة أكبر في هذه الجهود، بما يضمن لدولة الإمارات العربية المتحدة وباقي دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الحفاظ على موقعها المتميز والمهم في أسواق الطاقة العالمية مستقبلاً. وكذلك ضرورة الاهتمام بتحليل ودراسة التغيرات الحادثة في البيئتين السياسية والأمنية على المستويين الإقليمي والعالمي، وأنماط التحالفات والسياسات ذات التأثير في الأوضاع في المنطقة، وتطوير استراتيجيات وطنية ومشتركة أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع هذه التغيرات السياسية والأمنية، استناداً إلى حقيقة ارتباطها القوي والحاسم بمستقبل التطور والتنمية في المنطقة. وتطوير أساليب جديدة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول، لا سيّما في ظل التوجهات المستقبلية للاقتصاد العالمي الذي سيكون أكثر تداخلاً عبر مفهوم سلاسل القيمة العالمية المضافة، التي تعني أن تشارك دول عديدة في إنتاج منتج معيّن، بحيث تقوم كل دولة بإنتاج جزء من هذا المنتج الذي يتم في النهاية تجميعه في دولة معيّنة، وإيلاء أهمية أكبر لتعزيز التعاون العربي لضمان مستقبل الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة، ومنع التدخلات الخارجية في شؤونها، وذلك في ضوء تطورات حروب الجيلين الرابع والخامس. الذكاء الاصطناعي والمستقبل وقد بدأت فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر بكلمة رئيسة، ألقاها توماس فري، وهو متحدث في الشؤون المستقبلية، ومؤسس ومدير تنفيذي لمعهد دافنشي، كولورادو، الولايات المتحدة الأميركية. وأكد فري في كلمته، أن التنبؤ بالمستقبل، يعد ذا قيمة ضئيلة، إن لم يرافقه فهمٌ للعوامل الدافعة للتوجهات المستقبلية في المجالات كافة. وأوضح السيد توماس فري أن هناك ثلاثة أنواع من التكنولوجيا المتقدمة ستغير شكل المستقبل خلال السنوات القادمة: أولها، الطائرات من دون طيار، التي تنامى استخدامها بشكل لافت للنظر في الآونة الأخيرة، ففي الوقت الحالي هناك نحو 22 استخداماً لها، لكن إذا ما أضفنا إليها تطويرات تقنية جديدة، فإن هذا لا شك سيحسن من أدائها، ويزيد من فاعلية استخدامها. ثانيها، المجسات وهي أداة إلكترونية يتم استخدامها بصورة متزايدة في الأجهزة الإلكترونية، كالهواتف الذكية على سبيل المثال. «مستقبل الاستقرار السياسي» وشهد اليوم الثاني للمؤتمر جلستين رئيستين هما: الجلسة الثالثة، التي حملت عنوان «مستقبل السياسة والعلاقات الدولية»، وترأسها الدكتور فيصل عبيد العيان، نائب رئيس أكاديمية ربدان، وتحدث في هذه الجلسة الدكتور جان لو سمعان، المشارك، بكلية الدفاع الوطني، الذي قدم ورقة حول «مستقبل الاستقرار السياسي في ظل حروب الجيلين الرابع والخامس»، حيث ناقش مسألة الاستقرار السياسي في الشرق الأوسط في ضوء التطورات المعاصرة في الحروب، خاصة تلك التي يُطلق عليها حروب الجيلين الرابع والخامس، كما ناقش التحديات الحالية التي يواجهها العالم العربي في هذا الشأن، وسلّطت الورقة الضوء على الدور المتنامي للحروب بالوكالة واللاعبين من غير الدول في كل من بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية، والبحث في أجنداتهم السياسية وتكتيكاتهم وقدراتهم العسكرية. كما ناقش سمعان دلالات الاستقرار السياسي في المنطقة والسياسات المحددة التي تساعد على التخفيف من خطر الفوضى في المستقبل القريب. ثم عرض الدكتور عمر العبيدلي، مدير برنامج الدراسات الدولية والجيوسياسية، مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية ودراسات الطاقة، بمملكة البحرين ورقته حول «العلاقات الدولية في عصر ما بعد العولمة». وقد أكد العبيدلي أن العولمة تزيد من إنتاجية الاقتصاد العالمي، شأنها في ذلك شأن التطور التكنولوجي، غير أن هذا كان له انعكاس سلبي على مستوى معيشة عدد من التجمعات، ولو لمدد محدودة، من حيث الوقت. التهديدات الأمنية المستقبلية وقدم الدكتور محمد الكويتي، المستشار التنفيذي، جهاز استخبارات الإشارة، بدولة الإمارات ورقة بحثية ناقش فيها «التهديدات الأمنية المستقبلية والأمن الإلكتروني»، وقد بدأ الكويتي حديثه بالقول، إن قمة الحكومات العالمية، التي عقدت هذا العام في دبي، جمعت العديد من قادة العالم، لمناقشة موضوع الذكاء الاصطناعي والنظم المستقلة، إلى جانب موضوعات أخرى تضمنها برنامج أعمال القمة، مضيفاً أن دولة الإمارات العربية المتحدة، كشفت خلال الفترة الأخيرة، عن استراتيجيتها المستقبلية الخاصة بالذكاء الاصطناعي، إذ على الرغم من تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا المجال، فإن بنيتها التحتية تبقى عرضة لخطر التهديدات الإلكترونية المتزايدة، التي تعتبر إحدى أهم سلبيات التقدم التكنولوجي، حيث إن السيطرة على شيفرة الكمبيوتر، يمكن أن تعني امتلاك العالم. وأكد الكويتي أنه مع تنامي التحديات الأمنية في الحقل الإلكتروني، تزداد التهديدات انتشاراً وتطوراً، ما يحتم تطوير اللوائح التنظيمية في هذا الشأن، وجعلها قادرة على مواكبة التغيرات الحاصلة. وقال الكويتي، إن ديناميات التهديدات يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة على أي كيان، بما في ذلك الدول، ومن ثم، فإن منعها قد يصبح أمراً مستحيلاً من الناحية النظرية. ولذلك، فلا بد من التوفر على القدرة الاستباقية الكفيلة بالرصد والحماية والمراقبة والقيام بالرد المناسب. ومن الأهمية بمكان أيضاً، أن يتعاون القطاعان العام والخاص داخل الدولة الواحدة، مع السعي إلى تطوير التعاون الدولي في هذا الشأن، فالهدف العام هو بناء القدرة على الصمود في وجه التهديدات، بحيث يتم التعرف إلى طبيعتها والتعامل مع تداعياتها في أقل وقت ممكن. إن هذه العوامل ضرورية لتمكين برامج الأمن السيبراني، في المدن والبلدان الذكية والآمنة، من اتباع نهج منظم يتيح لها ما يسمح بالصمود. الذكاء الاصطناعي والروبوتات بدأت فعاليات الجلسة الرابعة والأخيرة تحت عنوان «تكنولوجيا المستقبل»، وترأسها الدكتور عارف الحمادي، نائب الرئيس التنفيذي، جامعة خليفة، وتحدث في هذه الجلسة الأستاذ الدكتور توني بريسكوت، مدير مركز شيفيلد روبوتيكس، جامعة شيفيلد، المملكة المتحدة، الذي قدم ورقة حملت عنوان: «الذكاء الاصطناعي: الروبوتات ومصير الجنس البشري»، أكد فيها أن هناك جدلاً متزايداً حول إمكانية وصول الذكاء الاصطناعي، والروبوتات التي يجري تطويرها بشكل مستمر وبطريقة متسارعة، من دون التدخل البشري، إلى نقطة «التفرد». وناقش المتحدث فكرة وجود سيناريو بديل للاستعاضة عن الإنسان بآلات ذكية، يمكن فيه للذكاء الجماعي البشري الذي تعززه التكنولوجيات الذكية التي تشمل الذكاء الاصطناعي، أن يتخذ شكلاً بيولوجياً هجيناً على نحو متزايد، في سياق مستلزمات التكامل الأكبر والأعمق والأكثر سلاسة للبشرية مع التقنيات الحديثة. وأشار روبوتيكس إلى أنه إذا كان الذكاء الاصطناعي في ذاته، لا يشكل بالضرورة تهديداً للبشرية، فإن الاتجاه الذي يسير فيه تطوره، لا يقودنا نحو مستقبل أفضل ومستدام، مؤكداً الحاجة الملحة إلى مبادرات دولية لتطوير التكامل بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، لمواجهة التحديات الرئيسة في عالم اليوم، مع اقتراح بعض الخطوات العملية في هذا الاتجاه. أما الدكتور زهير الطاهات، رئيس قسم الصحافة، كلية الإعلام، جامعة اليرموك، بالمملكة الأردنية الهاشمية، فقد قدم ورقة حملت عنوان: «تكنولوجيا التواصل الاجتماعي وأثرها في إعلام المستقبل»، ناقش فيها أثر تكنولوجيا التواصل الاجتماعي في إعلام المستقبل، إذ إن ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، قد أدى إلى تغيير طبيعة العملية الاتصالية برمتها، وخلَّف آثاراً كبيرة في العمل الصحفي تمثلت في تقديم أساليب جديدة للوصول إلى القصص الإخبارية. ثم تحدث الدكتور ليان شي زينغ، الأستاذ المساعد، قسم الهندسة الميكانيكية، جامعة خليفة، الذي قدم ورقة بعنوان «تكنولوجيا النانو: التطبيقات والتداعيات»، أشار فيها إلى أن القدرة على معالجة المادة، وتصميم مواد جديدة على المستوى الذري، أتاحت إمكانيات هائلة للتكنولوجيات النانوية والمواد النانوية، في مجموعة واسعة من التطبيقات، مثل: الطب النانوي والإلكترونيات النانوية والمواد الحيوية، وإنتاج الطاقة والمنتجات الاستهلاكية. وقال إنه تم إحراز تقدم كبير في العقود الأخيرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©