الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

جمهور غائب

28 يونيو 2009 01:07
جمالي الحضور الجماهيري لجميع مباريات دوري المحترفين هذا الموسم هو 300 ألف متفرج وهذا أمر محبط للغاية ولكنه ليس مفاجئ على اعتبار أن المدرجات هذا الموسم كانت شبه خالية في معظم المباريات وجاء الرقم يحمل الكثير من المصداقية على اعتبار ما شاهدناه بأم أعيننا، والغريب أن الجمهور كان يحضر بكثافة أكبر في زمن الهواة فما الذي تغير يا ترى ؟. ويمكن تشبيه الجمهور بالمستهلك والذي لم تشده السلعة ولا طريقة العرض أو مكانه فأحجم عنها وهنا يبدو الخطأ مشتركا من عدة جهات تتحمل مسؤولية الغياب الجماهيري وعليها أن تتدارك أخطاءها من أجل إرضاء هذا المستهلك ولضمان إقباله على السلعة في المرة القادمة. ولعل أهم أسباب هجر الجماهير للملاعب كان المستوى الفني الذي لم يكن مقبولا لدى الكثيرين ويكفي أن هناك مباريات قليلة وقد تكون اقل من عدد أصابع اليد الواحدة التي حملت مستوى مقنعا، وهذا بسبب أسلوب اللعب التجاري الذي كان سمة سنة أولى احتراف. وتتحمل الأندية الكثير من وزر الغياب الجماهيري وذلك بسبب ضعف التجهيزات في ملاعبها حيث تفتقر المدرجات إلى أدنى مقومات الراحة وليت المسؤولين في أنديتنا يقومون بجولة في الأندية الأوروبية لكي يدركوا ما توفره للجماهير وكيف تكون رحلة المشجع إلى الملعب متعة لا يندم على إضاعة إجازته الأسبوعية فيها. وهناك العديد من الأسباب، ومنها ارتفاع أسعار التذاكر وبرمجة المباريات وكذلك لا ننسى النقل المتميز من القنوات التلفزيونية والذي كان أشبه بوجبة كاملة الدسم توفر المباراة وتحليلها مع إمكانية مشاهدة اللقطات المعادة وخاصية مشاهدة أكثر من مباراة في نفس التوقيت، وكل هذا دون أن يكلف المشاهد نفسه درهما واحدا ودون أن يمنعه أي شخص من زجاجة الماء أو يسمع أبناؤه ألفاظا نابية اعتراضا على قرار حكم ما. وساهم تراجع مستويات أندية كبيرة لها شعبية جارفة في إحجام جماهيرها عن الحضور حتى لا تصاب بأمراض ضغط الدم، كما أن هناك أسبابا كثيرة قد لا أمتلك المساحة الكافية للإسهاب فيها. ولكن ما يهمنا الآن وقد عرفنا أين نقف ووضعنا أيدينا على مكامن الخلل أن نبحث عن العلاج حتى لا يتكرر المشهد الذي عشناه في الموسم الماضي، ولعل هذا الملف الأكثر صعوبة لدى المجلس الجديد للرابطة وهو في كيفية إعادة الوصل بين المدرجات والجماهير. نظرية اقتصادية: يجب أن توفر للمستهلك ما يحتاجه وليس ما تعتقد أنت أنه يحتاجه. راشد الزعابي ralzaabi@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©